«النعيمي» يواجه منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة الثلاثاء المقبل

الأحد 21 فبراير 2016 11:02 ص

يواجه وزير النفط السعودي «علي النعيمي» الأسبوع الجاري لأول مرة منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة الذين يكافحون لتخطي أعنف انهيار لأسعار النفط منذ سنوات.

ففي حين ساهم إنتاج النفط الصخري الأمريكي في وجود التخمة إلا أن كثيرين يحملون «النعيمي» الذي يعد من أكثر صناع القرار نفوذا في السوق النفطية مسؤولية انهيار الأسعار بنسبة 70% الأشهر العشرين الماضية.

وفي كلمته المهمة أمام مؤتمر «سيراويك» في هيوستن، يوم الثلاثاء المقبل يتحدث «النعيمي» إلى مسؤولين بشركات تنقيب عن النفط ومسؤولين تنفيذين.

وقال «بيل توماس» الرئيس التنفيذي لشركة «إي.او.جي ريسورسيز» وهي واحدة من أكبر الشركات المنتجة للنفط الصخري في مؤتمر للصناعة الأسبوع الماضي «أوبك» رفعت الإنتاج بدلا من خفضه وهذه هي المعضلة التي نواجهها الآن.

وسيكون المؤتمر أول مناسبة عامة يشارك فيها «النعيمي» في الولايات المتحدة منذ أن وجهت السعودية منظمة «أوبك» لتبني قرار في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 بالإبقاء على مستويات الإنتاج رغم أن تنامي فائض المعروض كان قد بدأ بالفعل في دفع الأسعار للهبوط.

وقال «النعيمي» آنذاك إن القرار ليس محاولة لاستهداف دولة أو شركة بعينها ولا يزيد عن كونه مسعى لحماية حصة المملكة في السوق في مواجهة منتجين يتحملون تكلفة أعلى ويسجلون نموا سريعا.

ولكن في واقع الأمر كان النفط الصخري الأمريكي أكبر مصدر إنتاج جديد في السوق وبتكلفة أعلى كثيرا من الخام السعودي الذي تبلغ تكلفته بضعة دولارات للبرميل.

وقال «الكس ميلز» رئيس اتحاد منتجي الطاقة في تكساس: «فقط أود أن اسمع هذا منه، أعتقد أن هذا سيكون مدعاة للقلق للمسؤولين في تكساس وواشنطن، إذا كان هدفة إبعاد منتجي النفط الصخري الأمريكي».

ولم يقدم اتفاق مفاجئ في الأسبوع الماضي بين السعودية وقطر وروسيا وفنزويلا يقضي بتجميد الإنتاج عن مستويات يناير/كانون الثاني قرب مستوياته القياسية دعما كبيرا للسوق وأنهى مزيج برنت الأسبوع منخفضا عند 33 دولارا للبرميل في حين استقر الخام الأمريكي في ختام الأسبوع عند مستوى يقل عن 30 دولارا للبرميل.

وهبطت الأسعار بشكل حاد يوم الثلاثاء بعد أن رحبت إيران بالاتفاق دون أي تعهدات تجاهه.

وتعد طهران العقبة الرئيسية أمام كبح الإنتاج إذ تحرص على استعادة حصتها في السوق التي فقدتها بسبب العقوبات، كما لم يقطع العراق أي تعهدات.

وقال «بروس فنسنت» الرئيس السابق لشركة «سويفت انرجي» لإنتاج النفط الصخري ومقرها هيوستن إن عددا كبيرا من المسؤولين التنفيذيين في صناعة النفط في الولايات المتحدة يدركون أن كل شيء مباح في الحب والحرب وسوق النفط ولكن على الأرجح أفرط السعوديون في استغلال نفوذهم.

واشتدت المصاعب المالية للمنتجين الأمريكيين فقد أعلنت أكثر من 40 شركة طاقة إفلاسها منذ بداية 2015 وينتظر آخرون نفس المصير مع خفض مقرضين قيم احتياطيات الشركات التي تستخدم عادة لضمان ديونها.

وخفضت «اناداركو بتروليوم» ومنافستها «كونوكو فيليبس» التوزيعات النقدية لكل منهما الشهر الجاري وهي خطوة استثنائية تنم عن ضغوط مالية.

وكانت أخر مرة تحدث فيها «النعيمي» في «سيراويك» قبل سبعة أعوام حين خفضت أوبك الإنتاج لدعم الأسعار التي هوت إلى 40 دولارا للبرميل وسط الأزمة المالية العالمية ولام حينها المضاربين وحملهم مسؤولية هبوط الأسعار.

ولم يتوقع المسؤولون التنفيذيون في قطاع النفط أن يسمح «النعيمي» بانهيار الأسعار هذه المرة، بل إن البعض من بينهم هارولد هام الرئيس التنفيذي لـ«كونتننتال ريسوريز» تحداه أن يفعل، وقبل اجتماع «أوبك» في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 سيل هام مراكز التحوط لشركته ووصف «أوبك» بأنها نمر بلا أنياب.

وفي مؤتمر للمستثمرين في أغسطس/آب توقع هام أن تخفض «أوبك» الإنتاج في سبتمبر/أيلول مضيفا: «اعتقد انه قد يكون الأول وستتلوه تخفيضات عديدة».

ورفضت المتحدثة باسم «كونتننتال» التصريح بما إذا كان هام سيحضر كلمة «النعيمي».

وهوت أسهم «كونتننتال» أكثر من 60% مع بدء التراجع وتراجعت ثروة هام الشخصية أكثر من عشرة مليارات دولار منذ 2014.

ورغم أن المنتجين يتحلون بقدر أكبر من الحذر عن أي وقت سابق إلا أن البعض ما زال يراهن على أن تنقذهم «أوبك».

ويعتقد «توماس» من «إي.او.جي» أن الأسعار سترتفع إلى 80 دولارا في النصف الثاني من العام، وقال إن ذلك يرجع لأسباب من بينها أن «أوبك» ستضطر في النهاية لتقديم تنازلات بسبب المصاعب المالية.

المصدر | الخليج الجديد + رويترز

  كلمات مفتاحية

السعودية الولايات المتحدة النفط النفط الصخري علي النعيمي قطر إيران روسيا فنزويلا

أسواق المال تتوقع مزيدا من الخفض في تصنيفات الدول النفطية

هل تنتصر السعودية في الحرب على النفط الصخري؟

إيران تهدف لزيادة إنتاج النفط إلى 700 ألف برميل يوميا

الالتزام بـ«اتفاق الدوحة» يرفع سعر النفط إلى 40 دولارا للبرميل

الإمارات وإيران تؤيدان اتفاق الدوحة النفطي شريطة موافقة منتجي «أوبك»

الكويت تعلن التزامها باتفاق الدوحة النفطي إذا امتثل الآخرون

الرئيس النيجيري يناقش استقرار النفط مع العاهل السعودي

«النقد الدولي»: دول الخليج ستتكيف مع هبوط أسعار النفط

توقعات وكالة الطاقة بشأن الإنتاج الأمريكي ترفع أسعار النفط

«النعيمي» عن النفط: «مسكين اتركوه يرتاح»