تساؤلات حول كيفية استقدام العمالة من كمبوديا رغم عدم وجود سفارة سعودية

الثلاثاء 23 فبراير 2016 10:02 ص

انتقد المتحدث الرسمي لمكاتب الاستقدام في السعودية «ماجد الهقاص»، وزارة العمل في آليات التعاقد مع الدول المرسلة للعمالة المنزلية، متهما مفاوض الوزارة في ملف استقدام العمالة المنزلية بأنه يسعي وراء البلدان الأضعف من النواحي الثقافية والصحية والحرفية المهنية، والأسهل في إتمام العملية التعاقدية.

واستغرب من إعلان وزارة العمل عن 42 مكتب استقدام معتمدة لديها للعاملة المنزلية الكمبودية، في ظل غياب السفارة السعودية في كمبوديا.

وقال في تصريحات لصحيفة «المدينة» السعودية، إن هذا الإعلان لا يعني إلا مزيدا من الهدر المالي وجهدا مضاعفا في التعاقد، مشيرا إلى أن وزارة العمل أطلقت التعاقد مع العمالة المنزلية الكمبودية دون وجود أي تمثيل دبلوماسي لنا هناك، أو لهم هنا، وهذا يدل على أن الوجهة ستكون لسفارات السعودية في بلدان أخرى، كفيتنام مثلاً لإنهاء الإجراءات النظامية للتعاقد مع العمالة المنزلية الكمبودية.

وأضاف أن هذا سيترتب عليه هدر مالي وجهد مضاعف، إضافة إلى أن الإعلان عن 42 مكتبا معتمدا لا يعني أن الإجراءات ستكون ميسرة للاستقدام، فهذه المكاتب نسبة كبيرة منها ستكون مخصصة لاستقدام العمالة الرجالية.

وأضاف أن المكاتب المتعاملة مع الجانب الفلبيني وصلت إلى 3000 مكتب ولكن 90% منها هي للعمالة الرجالية وليس للعمالة المنزلية النسائية.

وأشار إلى أن غياب المعايير الواضحة من وزارة العمل في عمليات التفاوض والتعاقد مع البلدان المصدرة، تجعل الأزمة متفاقمة ومتواصلة، مؤكدا أن المعيار الذي اتخذته وزارة العمل في التعاقد مع كمبوديا لإرسال العمالة المنزلية، هو معيار البساطة وأنهم شعب وحكومة بسيطة لا تندد بحقوق الإنسان، أو بحقوق العمال، ولا تطالب بشروط محددة، وهم الأسهل في العملية التعاقدية، لذلك اتجهت لها وزارة العمل، لتواصل بذلك أخطاء الأمس.

وتوقع فشل التجربة التعاقدية للعمالة المنزلية من كمبوديا، لعدة أسباب من أهمها، غياب المراكز التدريب العمالية هناك، وتدني الجوانب الصحية والمعرفية.

وتساءل في ختام حديثه: هل تريد وزارة العمل تأهيل وتدريب العاملات المنزليات الكمبوديات في بلادنا وفي بيوت مواطنينا ويكتسبن المهارات اللازمة لمزاولة العمل في هذه المهنة بعد ذلك؟.

من جانبه، قال السفير «أسامة نقلي، رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية، إن المملكة تتجه إلى ما يسمي بالتمثيل غير المقيم بالدول التي ليس لديها بها أي سفارة سعودية، لتسهيل وإنهاء إجراءات المواطنين في هذه البلدان.

وفيما يتعلق بكمبوديا، قال: إن وزارة العمل هي الجهة التي أتمت العملية التعاقدية مع كمبوديا، وهي الجهة التي يجب أن تصدر إيضاحا في هذا الشأن، لإنهاء إجراءات المواطن والجهات ذات العلاقة بهذا الملف.

وكان مصدر مسؤول في وزارة العمل السعودية، أكد أن تكلفة الاستقدام من كبموديا ستبلغ 7000 ريال، بينما تتراوح الرواتب مابين 700 إلى 800 ريال، وستقوم السفارة السعودية، في فيتنام ومملكة كمبوديا بعملية التنسيق وإنهاء إجرءات الاستقدام الرسمية؛ حيث يتوقع أن يبدأ الاستقدام واستقبال الطلبات بنهاية شهر مارس/آذار المقبل.

وأشار المصدر الذي تحدث لصحيفة «الرياض» السعودية إلى أن وزارة العمل سوف تساعد الجانب الكمبودي، في تسريع عملية الربط الإلكتروني لمكاتب الاستقدام الكمبودية، التي يبلغ عددها 42 مكتبا فيما بينها، والجهات الأخرى في المملكة لتسريع عملية الاستقدام، موضحا أن مكاتب الاستقدام الكمبودية تقوم حاليا باستكمال الجوانب الفنية لعملية الربط.

يشار إلى أن وزير العمل السعودي الدكتور «مفرج بن سعد الحقباني» سبق أن وقع في الرياض، مع نظيره الكمبودي «أيت سامهينع»، في بداية الشهر الحالي، اتفاقية ثنائية لاستقدام العمالة المنزلية والعمالة العامة، ضمن جهود الوزارة الرامية إلى توسيع جهات الاستقدام من دول إرسال العمالة وفتح قنوات جديدة لتلبية الطلب المتزايد على العمالة المنزلية المدربة والماهرة.

وتأتي الاتفاقية الثنائية استمرارا لجهود وزارة العمل لتعزيز العلاقات الأخوية بينها وبين دول إرسال العمالة المنزلية، ومنها مملكة كمبوديا، كما أنها تأتي في إطار جهود الوزارة لفتح أسواق جديدة لتلبية الطلب المتزايد على العمالة المنزلية.

وتنص بنود الاتفاقية تأمين العمالة المؤهلة واللائقة طبيا من الجانب الكمبودي التي تحتاجها المملكة وفقا لمتطلبات مواصفات الوظيفة المطلوبة، وألا تكون العمالة المرشحة للعمل من أصحاب السوابق، وأن تكون العمالة المنزلية المرشحة للعمل مدربة في معاهد أو مراكز متخصصة في الأعمال المنزلية، وتثقيفها بعادات وتقاليد المملكة وطبيعة أحكام وشروط عقد العمل، ويقضي الاتفاق الموقع بين البلدين تنظيم آليات إرسال العمالة المنزلية (الرجالية والنسائية) من كمبوديا إلى المملكة.

ويعاني سوق استقدام العمالة المنزلية في السعودية من أزمة حادة؛ جراء قيام بعض الدول بمنع مواطنيها من السفر إلى السعودية للعمل في مهن العمالة المنزلية، على خلفية تدني مستوى الرواتب، وشكاوي من سوء المعاملة، فيما تشترط دول أخرى حد أدني للراتب للقبول بسفر مواطنيها إلى المملكة.

ولمواجهة هذا الأزمة لجأت السلطات السعودية إلى فتح منافذ أخرى لاستقدام العمالة المنزلية، ومنها الصومال والنيجر وجيبوتي، وأخيرا كمبوديا.

 

  كلمات مفتاحية

كمبوديا السعودية العمالة المنزلية العمالة

العمل السعودية: تكلفة الاستقدام من كمبوديا تبلغ 7000 ريال

«العمل» السعودية: 42 مكتبا معتمدا في كمبوديا لإرسال العمالة إلى المملكة

«الشورى» السعودي يرفض اتفاقية استقدام العمالة من بنغلاديش

«العمل السعودية» توقع اتفاقية لاستقدام عمالة منزلية من كمبوديا

السعودية تستبدل العمالة الأوغندية بتوقيع عقود من كمبوديا

السعودية.. تكلفة الاستقدام (الفعلية) من بنجلاديش تصل إلى 15 ألف ريال

مساع سعودية لتخفيض أسعار استقدام العمالة الكمبودية