سيطرت جنوب أفريقيا على الموضوعات الأعلى تداولا في مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، لا سيما في الدول العربية، تزامنا مع عقد محكمة العدل الدولية، الخميس، أولى جلساتها لنظر الدعوى التي أقامتها الدولة الأفريقية ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي والتي تتهمها فيها بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.

وخلال مرافعتها أمام المحكمة، طالب الفريق القانوني الممثل لجنوب أفريقيا بإصدار قرار يلزم تل أبيب بتعليق فوري لعدوانها على غزة، وقدم للمحكمة دلائل متعددة على توفر أركان الإبادة الجماعية في ممارسات جيش الاحتلال بغزة والضفة الغربية المحتلة، علاوة على توفر بقية أركانها بالفعل.

بدوره، هاجم وزير العدل الجنوب أفريقي رونالد لامولا دولة الاحتلال، قائلا إن "إسرائيل تحاصر غزة وتمنع الدخول برا وبحرا وهي جهة احتلال، وأنها شنت هجوما كبيرا على غزة وانتهكت اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية".

وأثنى المتابعون على خطوة جنوب أفريقيا، وتندروا على تخلف الدول العربية والإسلامية عن الالتحاق بها، معتبرين أن مجرد إعلان الدعم لا يسمن ولا يغني من جوع، قائلين إن "جنوب أفريقيا تدافع عن فلسطين، وجماعة لا سمح الله (في إشارة إلى الحكام) يتابعون البث المباشر".

واحتفى آخرون بالمظاهرات التي نظمها مئات الناشطين من عدة دول أوروبية وعربية في محيط محكمة العدل الدولية في مدينة لاهاي الهولندية، مؤكدين أن الأعداد كانت تتزايد والهتافات لفلسطين كانت حاضرة بقوة.

ونشر ناشطون مقطع فيديو يظهر بث جنوب أفريقيا مقطعا في القاعة المخصصة لتواجد الصحفيين بمحكمة العدل الدولية يظهر جنودا إسرائيليين يرقصون ويغنون عن وجوب الإبادة الجماعية للفلسطينيين، الذين أسموهم بـ"العماليق"، وهو اللفظ الموجود في التلمود لوصف أعداء بني إسرائيل.

ويعد هذا المقطع دليلا على توفر النية المسبقة لدى جيش الاحتلال لارتكاب أعمال الإبادة الجماعية في غزة، بحسب المتابعين.

بدوره ، أشاد الصحفي المصري البارز حسام بهجت بتعيين جنوب أفريقيا للمحامي المخضرم والحقوقي تمبيكا نجوياتوبي للترافع في مسألة إثبات ركن النية في مسألة الإبادة الجماعية بأفعال الاحتلال، معتبرا أنه يعكس اهتمام جنوب أفريقيا الكبير بالتفاصيل، مشيرا إلى دور هذا المحامي في إدخال رئيس البلاد السابق جاكوب زوما إلى السجن بتهم فساد بعد جهود كبيرة له.

وأضاف أن تعيين جنوب أفريقيا للمحامية عديلة حسيم لتمثيل فريق دفاعها القانوني أمام المحكمة لا يقل أهمية، فقد قضت عمرها في مقاضاة حكومتها دفاعا عن ضحايا الانتهاكات في بلدها، وأسست مرصدا لفضح الفساد ومركزا للدفاع عن الحقوق الاجتماعية وحقوق المهمشين.

واعتبر الإعلامي المصري أحمد منصور أن "روح الإنسانية وجوهرها في اختبار تاريخي صعب اليوم أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي..".