سفير السعودية لدى بيروت: بيان الحكومة اللبنانية غير كاف وعليها معالجة الأخطاء

الخميس 25 فبراير 2016 08:02 ص

دعا السفير السعودي في بيروت «علي عواض عسيري»، أمس الأربعاء الحكومة اللبنانية إلى معالجة الأخطاء التي ارتكبتها جهة معينة في الحكومة تجاه بلاده، بحكمة وشجاعة.

واتهم «عسيري» في مقابلة مع «وكالة فرانس برس» أحد كبار المسؤولين في الحكومة اللبنانية بارتكاب خطأين بشكل متتال تجاه المملكة العربية السعودية، مضيفا: «ما ارتكب من جهة معينة في هذه الحكومة هو الذي أزعج المملكة وأزعج قيادتها، وبالتالي من المفروض أن يعالج هذا الأمر بحكمة وشجاعة».

وكان «عسيري» أشار بوضوح إلى امتناع وزير الخارجية اللبناني «جبران باسيل»، رئيس «التيار الوطني الحر»، أبرز حلفاء «حزب الله»، عن التصويت على بيانين صدرا عن اجتماعين لـ«جامعة الدول العربية» و«منظمة التعاون الإسلامي» في يناير/كانون الثاني الماضي، وأدانا الهجوم الإيراني على البعثات الدبلوماسية للسعودية في طهران ومشهد، بعد إعدام الرياض رجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر».

واثأر موقف «باسيل» في حينه انقساما داخل الحكومة اللبنانية المؤلفة من فريقين، أحدهما مدعوم من السعودية (قوى 14 آذار) والآخر (فريق حزب الله) مدعوم من إيران.

وأعلنت الرياض في 19 فبراير/شباط الجاري، وقف مساعداتها للجيش والقوى الأمنية اللبنانية بسبب المواقف اللبنانية المناهضة للمملكة.

وأشارت السعودية فذي ذلك إلى هبة بقيمة ثلاثة مليارات دولار قدمتها إلى الجيش على أن يتم بها شراء أسلحة من فرنسا، ومساعدات أخرى إلى قوى الأمن.

كما أعلنت السعودية قيامها بمراجعة شاملة لعلاقاتها مع الجمهورية اللبنانية، وطلبت أول أمس الثلاثاء من رعاياها مغادرة لبنان وعدم زيارته، فيما وجهت الإمارات والبحرين والكويت وقطر دعوات مماثلة.

وفي محاولة لاستدراك الموقف السعودي، كلفت الحكومة اللبنانية الاثنين رئيسها «تمام سلام» إجراء الاتصالات اللازمة مع قادة المملكة ودول «مجلس التعاون الخليجي»، تمهيدا للقيام بجولة خليجية على رأس وفد وزاري لبناني.

وأكدت الحكومة اللبنانية في بيان وقوفنا الدائم إلى جانب العرب، وتمسكها بالإجماع العربي في القضايا المشتركة الذي حرص عليه لبنان دائما.

وجاء ذلك بعد جلسة لمجلس الوزراء تخللتها مشادات حادة، بحسب وسائل الإعلام.

وذكرت تقارير أن الفريق المؤيد للسعودية حاول تضمين البيان «اعتذارا» من السعودية، لكن فريق «حزب الله» رفض بشدة.

وتسلم «عسيري»، أمس الأربعاء من «تمام سلام» القريب من السعودية، رسالة موجهة إلى العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز».

ورفض «عسيري» الكشف عن مضمون الرسالة، لكنه قال إن «سلام» عبر فيها عن همومه، وطلب نقل مضمونها نصا وجوهرا إلى القيادة في المملكة.

واعتبر السفير السعودي أن ما قامت به الحكومة اللبنانية لم يكن كافيا وشافيا عن موقف لبنان في المحافل الدولية تجاه المملكة، مضيفا: «هذا البلد يرتبط بعلاقة وثيقة وتاريخية مع المملكة، وبالتالي كنا نتوقع منه أفضل من ذلك».

وعما إذا كانت المملكة بصدد اتخاذ إجراءات إضافية قد يطال بعضها ترحيل اللبنانيين العاملين في السعودية، أجاب «عسيري»: «هذا يعود إلى قيادتي وإلى نظرتها لما يتخذ في لبنان، لكنه أكد في الوقت ذاته أن المملكة حريصة كل الحرص على الشعب اللبناني أينما كان».

وأضاف: «أتمنى إلا نصل إلى هذه المرحلة (الترحيل) وأن يتخذ إجراء (من الحكومة اللبنانية) يرضي المملكة العربية السعودية وينهي المشكلة».

وأوضح أن عدد المواطنين المتواجدين في لبنان في الوقت الحالي محدود جدا، مشيرا إلى أن السفارة على تواصل دائم معهم للاطمئنان على أوضاعهم، وهم جميعا بخير.

ودعا «عسيري»، خلال مداخلة هاتفية مع قناة «الإخبارية» السعودية، المواطنين بالامتثال لتوجيهات القيادة، وعدم السفر إلى لبنان إلا للضرورة القصوى، مطالباً كل من يصل إلى لبنان بإبلاغ السفارة فور وصوله وإبلاغها بأماكن تواجده، مؤكدا على استعداد سفارته لاستقبال كافة البلاغات من المواطنين.

وكشف «عسيري» أنه على تواصل مع السلطات اللبنانية من أجل تأمين وحماية السفارة السعودية في العاصمة بيروت، ولديه تأكيدات من أشخاص يثق بهم في الحكومة ومن يعرف جيدا أن المملكة تأتي في مقدمة أولوياتهم.

وجاء قرار السعودية بوقف المساعدات العسكرية وتحذير رعاياها من البقاء أو السفر إلى لبنان بعد تقارير نشرتها صحف لبنانية الأسبوع الماضي أفادت بإقفال «البنك الأهلي التجاري»، أكبر المصارف السعودية الموجود في لبنان منذ أكثر من خمسة عقود، لفرعيه في بيروت.

لكن «عسيري» نفى وجود أي قرار سياسي خلف قرار إقفال المصرف لفرعيه، وقال: «إن السبب اقتصادي وعائد لإدارة البنك الرئيسية في جدة، جراء الوضع الاقتصادي نظرا لقلة المستثمرين والوجود السعودي في لبنان بعد تراجع حركة السياح السعوديين في السنوات الخمس الأخيرة».

  كلمات مفتاحية

السعودية لبنان إيران حزب الله الملك سلمان تمام سلام مجلس التعاون الخليجي وقف المساعدات

5 مليارات دولار تحويلات اللبنانيين من دول الخليج سنويا تتصدرها السعودية

بعد وقف الهبة العسكرية .. لبنان يبدأ محاكمة الأمير السعودي المتهم بتهريب المخدرات

وزير الداخلية اللبناني: إصلاح العلاقات مع السعودية يتطلب الاعتذار عن الإهانات

قطر والكويت تطلبان من رعاياهما مغادرة لبنان

ثمن الصداقة .. لماذا قطعت السعودية مساعداتها العسكرية إلى لبنان؟

الإمارات والبحرين تمنعان مواطنيهم من السفر للبنان وتخفضان بعثتهما الدبلوماسية

إيران: جاهزون لمساعدة لبنان عسكريا إذا طلب منا ذلك

محللان سياسيان يستبعدان زيارة «تمام سلام» للسعودية قريبا

وزير الداخلية اللبناني: مقبلون على عزلة عربية و«حزب الله» يتحمل المسؤولية

أزمة داهمة في زمن صعب

التضامن مع السعودية

«نصر الله»: السعودية دفعت لبنان إلى مرحلة جديدة من الصراع السياسي

«سلام»: الخليج لن يتخلى عن دعم لبنان.. وسنعوض عن خطأنا بحق السعودية