كاتب سعودي: مطالب المملكة من لبنان لا يمكن تلبيتها.. والعقوبات لا تضر «حزب الله»

الجمعة 26 فبراير 2016 02:02 ص

رأي الكاتب السعودي البارز، «بدر الراشد»، أن مطالب السعودية من لبنان لا يمكن تلبيتها، في ظل الأوضاع الراهنة، محذرا من أن الشعب اللبناني هو المتضرر من القرارات السعودية الأخيرة وليس «حزب الله»، الذي وصفه بأنه «دولة داخل دولة».

وبينما ربط «الراشد» بين خطوات المملكة الأخيرة تجاه لبنان وبين تدخل بري سعودي محتمل في سوريا، قال إن الخطوات التصعيدية ضد «حزب الله» قد تصل لـ«مواجهة مفتوحة» لم يكشف عن طبيعتها.

جاء ذلك في سلسلة مقالات نشرها الكاتب السعودي عبر صحيفة «العربي الجديد» اللندنية على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة.

ومحددا المطالب السعودية من لبنان، قال: «الراشد» إن المملكة «ترغب بتحركات أوسع لمواجهة هيمنة حزب الله على الدولة» اللبنانية، نافيا أن يكون ما تريده السعودية هو مجرد «بيانات تضامن» معها كما حدث من جانب عدد من السياسيين والمسؤولين اللبنانيين خلال الساعات الأخيرة.

وأضاف أن السعودية بدأت ترى بأن «الدولة اللبنانية لا تنحاز لعدوّها في المنطقة، المتمثل بإيران وحسب، ولكن، تمت الهيمنة عليها من جهة تتخذ خطوات عدائية ضدها بشكل مباشر، ألا وهي حزب الله اللبناني، الموالي لإيران».

في الصدد ذاته، نقل عن الكاتب السعودي الأكاديمي، «خالد الدخيل»، أن استياء السعودية من لبنان، يرجع لعدة عوامل؛ إذا يقول إن «الرياض مستاءة من تصعيد حزب الله ضدها أخيراً، فمنذ حرب اليمن و(الأمين العام لحزب الله) حسن نصر الله بات أكثر جرأة ضد السعودية».

وأضاف «الدخيل»: «السعودية مستاءة أيضاً من الفراغ الرئاسي الذي سببته إيران عن طريق حزب الله؛ فالسعودية قدّمت تنازلاً بألا يكون المرشح الرئاسي من 14 آذار، وأن يكون من جماعة حزب الله، لكن الأخير رفض».

ومن هنا ترى الرياض، وفقاً لـ«الدخيل»، بأن «كل التنازلات التي قدمتها في لبنان لم تؤد إلا لزيادة نفوذ حزب الله وشرعنة هيمنته على الدولة».

مطالب «عصية على التحقيق»

ويعود «الراشد» معتبرا أن تصعيد السعودية من لهجتها ضد «حزب الله»، بشكل لافت، خلال الأيام القليلة الماضية، يوحى بأن المملكة لن تتراجع عن سياستها الجديدة في لبنان، التي أُعلن عنها بوقف دعمها للجيش اللبناني وقوى الأمن، الذي يبلغ أربعة مليارات دولار، واصفا ذلك بأنه «خطاً سياسي جديد».

ورأى «الراشد» أن «لبنان لا يبدو قادرا، وفق المعطيات الحالية، على تلبية الحد الأدنى مما تريده السعودية هناك؛ فليس من المتوقع انتخاب رئيس جمهورية قريب من 14 آذار (التحالف المناهض لتحالف 8 آذار بقيادة حزب الله)، وقد عطل الحزب انتخاب رئيس من معسكره، وفق اقتراح بعض أطراف 14 آذار».

كما أنه «من غير المتوقع أن يصبح هناك تحوّل في الموقف الرسمي اللبناني، تجاه طهران، وسط التناقضات في استقبال القرار السعودي، بين رئيس الوزراء سلام تمام، المنحاز للسعودية، الذي حاول لملمة الموقف، وبين وزير الخارجية، جبران باسيل، الذي قلل من أهمية الإجماع العربي».

وأكد أنه «من الصعب أن تدفع 14 آذار باتجاه تغييرات حقيقية على مستوى الدولة في لبنان، تجعلها أقل انحيازاً لإيران، في ظلّ وجود قوة سياسية رافضة لهذا التوجه، وهي 8 آذار، والأخيرة مدعومة بترسانة عسكرية تتفوق حتى على سلاح الجيش اللبناني، وهي ترسانة حزب الله، التي بناها بدعم إيراني خلال عقود».

ولفت إلى أن «التجربة تقف ضد 14 آذار أيضاً؛ إذ أن أي تصعيد حقيقي ضد حزب الله سيتحوّل لمواجهة مسلحة لا يمكن لـ 14 آذار حسمها لصالحها. كما حصل في أحداث 7 مايو/أيار 2008، حين عطل حزب الله، بقوة السلاح، قراري مجلس الوزراء اللبناني، بإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي، العميد وفيق شقير، المقرّب من حزب الله، كما عطل قرار تفكيك شبكة الاتصالات التابعة للحزب. بالتالي فإن أي تصعيد من قبل خصوم حزب الله، سيكون فاشلاً جداً».

وأشار «الراشد» إلى أن السعودية «بيدها خيار آخر للتصعيد في لبنان، من بوابة اقتصادية، وهذا مرجح؛ إذ تساهم الأموال السعودية في استقرار الاقتصاد اللبناني، وسحب الودائع السعودية، واستثماراتها، سيؤدي إلى كارثة اقتصادية في بيروت». لكنه رأي أن الإشكال في هذه الخطوة هو أنها «لن تؤثر على حزب الله بشكل كبير؛ فالحزب صنع خلال عقود اقتصادا موازيا لاقتصاد الدولة، على غرار صناعته لجيش وأجهزة أمنية، وخدمات اجتماعية موازية، تجعل مصطلح (دولة داخل الدولة) ليس وصفاً استعارياً عند الحديث عن الحزب».

وأضاف أن أي «تصعيد اقتصادي محتمل من الرياض في بيروت سيؤدي إلى كارثة للدولة اللبنانية والشعب، الذي لا يبدو أن بيده الكثير ليفعله في مواجهة سياسية، في مقابل عدم تأثر حزب الله، إلا في حال توجيه هذا الحصار الاقتصادي إلى رجال أعمال قريبين من الحزب، ويعملون في الخليج، وهنا يمكن القول إن الخطوات التصعيدية الاقتصادية ممكنة ضد الحزب، لكنه يعتمد بطبيعة الحال على طبيعة المعلومات الاستخباراتية التي تمتلكها السعودية، ودول الخليج، لمحاصرة استثمارات الحزب».

مواجهة مفتوحة

وتوقع «الراشد» في ظل التصعيد السعودي والخليجي ضد «حزب الله» المزيد من الإجراءات، والتي قد تصل إلى «مواجهة مفتوحة» مع «حزب الله»، دون أن يكشف عن طبيعة هذه المواجهة.

في سياق متصل، رأى الكاتب السعودي أن التحركات العسكرية السعودية في تركيا لا يمكن فصلها عما يحدث في لبنان.

ووصلت اليوم 4 مقاتلات سعودية على تركيا، وسبقها وصول 30 عسكريا سعوديا، إضافة إلى معدات عسكرية سعودية وإماراتية.

واعتبر «الراشد» أن هذه الاستعدادات العسكرية تأتي في ظل سيناريوهات أخرى مطروحة، لتدخّل بري ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب في سوريا، كانت الرياض قد اقترحته الشهر الماضي، وتم التباحث فيه بين السعوديين والأتراك، وسط رسائل متضاربة، أوحى بعضها بقرب العمليات البرية، وتصريحات أخرى، باستبعادها من دون إرادة دولية.

ورغم التأكيدات على أن أي تدخل بري، سعودي ــ تركي محتمل، لن يكون إلا تحت مظلة التحالف الدولي ضد الإرهاب، إلا أن تهيئة السعودية وتركيا نفسيهما للتدخل، قد ينبئ بحدوث مفاجأة، لا سيما في ظل تلويح وزير الخارجية الأمريكي، «جون كيري»، بما سماها «الخطة ب» في سوريا، في حال فشل الهدنة في سوريا، حسب «الراشد».

وقال «الراشد» إن مراقبين يستبعدون أن يمرّ أي تدخل سعودي ــ تركي محتمل في سورية، من دون تداعيات سلبية على الأوضاع اللبنانية، المتوتّرة أصلاً، ومن هنا، يربط البعض ما بين التصعيد السعودي في لبنان، وبين احتمال التدخل في سوريا؛ حيث يرون أن خطوات الرياض في بيروت، تأتي كخطوات استباقية، لأي نوايا من «حزب الله» للانخراط بصورة أكبر في سوريا.

المصدر | الخليج الجديد + صحيفة العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية لبنان حزب الله تدخل بري سوريا

السعودية تدرج 7 شخصيات وشركات على لائحة «الإرهاب» لصلتها بـ«حزب الله»

اليمن يقرر شكوى «حزب الله» إلى مجلس الأمن

وزير الداخلية اللبناني: مقبلون على عزلة عربية و«حزب الله» يتحمل المسؤولية

«رابطة العالم الإسلامي» تستنكر المواقف العدائية لـ«حزب الله» واستباحته دماء المسلمين

السعودية لا تستبعد ضلوع «حزب الله» و«الحوثيين» في تهريب المخدرات إلى المملكة

أزمة داهمة في زمن صعب

في تصعيد للأزمة.. «حزب الله» لن يعتذر للسعودية

«حزب الله» يتهم السودان ببيع معلومات عن التنظيم للسعودية

في تصعيد جديد.. مسؤول بحزب الله: السعودية تريد منا السكوت على «جرائمها»

وزراء الداخلية العرب يصنفون «حزب الله» منظمة إرهابية مع تحفظ العراق ولبنان

الجلسة الأسبوعية للحكومة اللبنانية تشهد «إجماعا قاسيا» ضد «حزب الله»

وزير دفاع لبنان: ندرس عرض إيران أن تكون بديلا عن السعودية في دعم الجيش