«قرقاش»: تصريحات «عبد الله بن زايد» حول «الحشد الشعبي» تعبر عن موقف الإمارات

الأحد 28 فبراير 2016 08:02 ص

عقب صمت طويل من قبل الجهات الحكومية والإعلامية الرسمية في الإمارات، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي «أنور قرقاش»، إن وصف وزير الخارجية «عبد الله بن زايد» للمليشيات الطائفية العراقية بأنها منظمات إرهابية، هو وصف يعبر عن موقف الإمارات.

وفي تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أوضح: «مداخلة الشيخ عبدالله بن زايد في موسكو تعبر عن موقف الامارات الرافض للتطرف والاٍرهاب أيا كان مصدره، الطائفية تتحمل جزء كبير من المسؤولية».

وأضاف: «لا يمكن أن يكون التطرّف والإرهاب سني اللون والتوجه حصريا، بل هو سرطان طائفي بامتياز وساحات العراق وسوريا شاهدة علي ذلك.. موقف الإمارات واضح».

وتابع: «لا يجوز شرعنة المليشيات الطائفية بديلا عن الجيوش الوطنية، أو تبرير دورها الطائفي، الخروج من فوضى وعنف المنطقة سبيله الدول الوطنية الجامعة».

واختتم كلامه بالقول: «يدرك المنصف أن دول المليشيات ودورها ثمن يدفعه المواطن من أمنه واستقراره، كيانات تمثل طائفة وتقمع طوائف و البديل وطن واحد يتساوى فيه الجميع».

من جهته قال «عبد الخالق عبد الله»، مستشار «محمد بن زايد» ولي عهد أبوظبي، عبر حسابه في «تويتر»، مركزا على ما قاله «أوس الخفاجي» أحد قيادات «الحشد الشعبي»: «رد أمين عام كتائب أبوالفضل العباس الوقح والمتغطرس على تصريحات وزير خارجية الإمارات الشجاعة يؤكد ضرورة وضع منظمته في قائمة الجماعات الإرهابية».

وأضاف: «المليشيات العراقية التي تدار بالريموت من طهران تؤكد يوما بعد يوما أنها مليشيات إرهابية وأنها الخطر القادم على أمن واستقرار دول الخليج العربي».

وكان «أوس الخفاجي» توعد بدخول الخليج، قائلاً: «أنتم منزعجون من الحشد الشعبي، زيدوا من انزعاجكم لأن بسطار (حذاء) الحشد يشرفكم، ويجب أن تضعوا في متاحف دبي والشارقة أنموذجا لبسطار الحشد الشعبي الذي سيدخل الخليج بأمر المرجعية بعد أن نقضي على مرتزقتكم».

والمثير للانتباه هو تزامن تغريدات كل من «قرقاش» و«عبد الله» بعد صمت طويل استمر لقرابة 48 ساعة كاملة على اندلاع فتيل الأزمة، في إشارة ربما إلى تردد حكام أبوظبي في طريقة التعامل مع ارتفاع حدة التوتر مع بغداد، قبل أن يكون الخيار في دعم «عبد الله بن زايد» وتصريحاته.

واستدعت وزارة الخارجية العراقية، أمس السبت، سفير الإمارات على خلفية تصريحات الشيخ «عبدالله بن زايد»، وزير الخارجية الإماراتي حول «الحشد الشعبي»، بحسب ما نقله تلفزيون «العراقية» الرسمي.

وكان الشيخ «عبدالله بن زايد»، قال إنه وفي سبيل القضاء على الإرهاب فلا يجب التفريق بين تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام و«جبهة النصرة»، التي تعتبر فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا وبين جماعات تدعمها إيران في سوريا والعراق.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الوزير الإماراتي مع نظيره الروسي، «سيرغي لافروف»، أول أمس الجمعة، حيث قال: «نحن في وضع أفضل بكثير مما كنا عليه، روسيا وأمريكا لعبا دورا أساسيا في بارقة الأمل هذه، ونحن ندعم هذه الجهود، لا يمكن أن يكون هناك أي تلكؤ من أي طرف أن هناك إرهاب جيد وإرهاب ضار، كما لا يمكن لنا أن نبرر الإرهاب وللقضاء على الإرهاب لابد من البحث عن كل ما يؤدي إلى الإرهاب وأن نقضي عليه».

وتابع «بن زايد»: «لا يمكن لنا أن نفرق بين الدولة الإسلامية والنصرة من جهة والجماعات المدعومة من إيران في سوريا والعراق، إذا كنا نريد القضاء على الدولة الإسلامية والنصرة بمرة واحدة وننتهي من ذلك، لا يمكن أن نرى كتائب أبوالفضل العباس وجماعة بدر والحشد الشعبي وحزب الله يفعلون ما يفعلونه بأبناء الشعب العراقي والسوري».

وشجبت الخارجية العراقية التصريحات الإماراتية واعتبرتها تدخلا في الشأن العراقي، مشيرة إلى أن «الحشد الشعبي» هو إفراز من مكونات الشعب التي تمثل على شكل هيئة رسمية تعمل تحت مظلة الدولة وبإمرة القائد العام للقوات المسلحة.

كما استنكر مكتب رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي»، تصريحات وزير الخارجية الإماراتي التي هاجم فيها فصائل «الحشد الشعبي»، معتبرا أن تلك التصريحات تشكل تدخلا بالشؤون الداخلية العراقية.

لواء «أبو الفضل العباس» يتوعد «بن زايد»

وفي سياق متصل، استنكرت ميليشيا «أبو الفضل العباس» أحد الفصائل المسلحة المنضوية في «الحشد الشعبي»، يوم السبت، تصريحات «بن زايد»، داعية الحكومة العراقية إلى طرد سفير الإمارات من بغداد.

وذكر اللواء في بيان أن: «آل نهيان الذي يصف اليوم لواء أبو الفضل العباس وبعض فصائل المقاومة مثل منظمة بدر والحشد الشعبي وحزب الله بالإرهابيين، فاته أن دولته والسعودية وقطر والكويت وبعض دول الخليج كانت منطلقا وممرا للقوات الأمريكية وترسانتها العسكرية لاحتلال العراق، ليأتي اليوم ويتحدث عن الموقف العربي الموحد إزاء الإرهاب الذي يمثله تنظيم داعش الإرهابي في العراق وجبهة النصرة في سوريا»، على حد وصف البيان.

وأضاف البيان أن «اتهام آل نهيان لفصائل المقاومة منها لواء أبو الفضل العباس، اتهام طائفي غير شريف، ويؤكد أن دولته وبعض دول الخليج هي التي تدعم الإرهاب والتكفير بالمنطقة حسب الشواهد والوثائق القاطعة التي نملكها، وإلا كان عليه أن يسأل نفسه: من هي الأطراف التي تقاتل داعش وباقي المنظمات الإرهابية؟ هل هي السعودية أو الإمارات التي تقتل الشعوب المستضعة في سوريا واليمن؟ أم المقاومة الإسلامية ومنها لواء أبو فضل العباس عليه السلام، الذي أذاق النصرة في سوريا وداعش في العراق هزيمة منكرة»، وفق تعبير البيان.

ودعا البيان الحكومة العراقية إلى طرد السفير الإماراتي من العراق، لأن دولته لم تحترم الحكومة العراقية عندما وصفت جميع فصائل المقاومة ومنها «الحشد الشعبي» الذي يعد مؤسسة تابعة لرئاسة الوزراء ، بالإرهاب.

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحشد الشعبي عبد الله بن زايد العراق الإمارات عبد الخالق عبد الله أنور قرقاش

العراق يستدعي سفير الإمارات احتجاجا على تصريحات «بن زايد» عن «الحشد الشعبي»

العراق يستنكر تصريحات «عبدالله بن زايد» حول «الحشد الشعبي»

القوى السنية العراقية ترفض مشاركة «الحشد الشعبي» في تحرير الموصل

«العبادي» يقرر تسريح 30% من أفراد مليشيات «الحشد الشعبي»

سفير السعودية لدى العراق: تصريحاتي حول الحشد الشعبي «حُورت»

الإمارات.. «القبيسي» تتسلم رسالة من «الجبوري» خلال لقائها وفد البرلمان العراقي

رئيس وزراء فيتنام يستقبل وزير الخارجية الإماراتي