أعلنت كتلة تحالف القوى العراقية «السنية»، رفضها مشاركة لقوات الحشد الشعبي في معركة تحرير مدينة الموصل.
وبحسب بيان للكتلة، نشرته وكالة الأنباء الألمانية «د ب أ»، قالت إن «عملية تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، يجب أن يتحملها أبناء المحافظة بالمشاركة مع قوات الجيش والبيشمركة والتحالف الدولي، بدون مشاركة لقوات الحشد الشعبي في المعركة نهائيا».
وأشار البيان إلى أن التحالف عقد الليلة الماضية اجتماعا برئاسة «أسامة النجيفي» رئيس مجلس النواب العراقي، وحضره وزراء ونواب كتلة تحالف القوى العراقية.
وأضاف البيان أنه «نظرا لخصوصية معركة تحرير نينوى في كونها ستكسر ظهر الإرهاب وتسجل نهاية للتنظيم الإرهابي، فإن المجتمعين قرروا بالإجماع أن يتحمل أبناء المحافظة الجهد الرئيس في العملية بالمشاركة مع الجيش وقوات البيشمركة والتحالف الدولي، من خلال فتح المجال أمام أبنائها للتطوع ودعمهم بالسلاح والتجهيزات المطلوبة لأداء واجبهم الوطني في معركة التحرير».
وأوضح البيان أن المجتمعين قرروا «عدم الموافقة على مشاركة الحشد الشعبي في المعركة بشكل نهائي، لأن نينوى محافظة غنية بطاقاتها البشرية، وأبناؤها يتحرقون شوقا لتحرير محافظتهم والعودة إلى دورهم وحياتهم الطبيعية».
كما اعتبر البيان «أي قرار لإدخال الحشد الشعبي من شأنه أن يساعد عصابات الدولة الإسلامية، ويقويها على جعل المعركة ذات طابع طائفي يخدم دعايتهم السوداء».
وأكد البيان أن «الحشد الوطني المكون من أبناء نينوى، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والطائفية والقومية، هو الأقدر على مسك الأرض والتعامل مع مواطني المحافظة وإيلاء أهمية قصوى لحياة المواطنين والبنية التحتية للمدينة».
واجتاح تنظيم «الدولة الإسلامية» ثلث العراق في يونيو/حزيران عام 2014، وأعلن قيام «خلافة» لحكم المسلمين في المناطق الخاضعة لسيطرته في سوريا والعراق، وقام بعمليات قتل جماعي، وطبق فكره المتشدد.
وساعد على صعود التنظيم الانهيار السريع للجيش العراقي الذي تخلى عن مدينة تلو الأخرى، وترك قوافل من العربات المدرعة والأسلحة الأخرى أمريكية الصنع في أيدي المتشددين.
ومنذ ذلك الحين أدت الحرب على التنظيم في البلدين إلى تدخل كثير من القوى الإقليمية والدولية، وغالبا في صورة أحلاف متنافسة على الأرض في حروب أهلية معقدة ومتعددة الأطراف.
ويشن تحالف تقوده الولايات المتحدة حملة جوية على مقاتلي التنظيم في البلدين لكن إعادة بناء الجيش العراقي، إلى النقطة التي تجعله قادرا على استعادة أراض والتمسك بها يعد أحد أكبر التحديات.
وفي معارك سابقة من بينها استعادة مدينة تكريت مسقط رأس «صدام حسين» في أبريل/نيسان الماضي، اعتمدت الحكومة العراقية على وحدات شيعية تدعمها إيران للقتال البري في حين قام الجيش بدور مساعد.
لكن الجيش نفسه هو الذي قاتل في الرمادي، دون الاعتماد على وحدات الحشد الشعبي الشيعية التي أبقتها الحكومة بعيدا عن أرض المعركة لتجنب حدوث توتر طائفي مع السكان وغالبيتهم من السنة.