«العبادي» يقرر تسريح 30% من أفراد مليشيات «الحشد الشعبي»

الأربعاء 17 فبراير 2016 04:02 ص

كشفت مصادر سياسية وحكومية عراقية أن رئيس الحكومة العراقيّة، «حيدر العبادي»، أصدر اليوم الأربعاء، قرارا بتسريح 30% من عناصر مليشيات «الحشد الشعبي»، فيما أكد مراقبون أن القرار هو بداية لتفكيك «الحشد».

وفي تصريحات لصحيفة «العربي الجديد»، أوضحت المصادر أن القرار اتخذ خلال اجتماع انفض قبل قليل بين رئيس الحكومة وقادة عسكريين وقيادات في مليشيات «الحشد الشعبي»، مبينةً أنّ القرار جاء على خلفية الأزمة الماليّة التي تعصف بالبلد، والتي أثّرت بشكل كبير على رواتب «الحشد الشعبي».

وأضافت المصادر عينها أنّ «القرار سيتم تطبيقه بأسرع وقت ممكن، وأنّه سيطبّق على كافة فصائل الحشد من دون انتقائيّة أو تمييز بين الفصائل».

وأكّدت مصادر عسكرية عراقية أخرى أنّ «القرار سيشمل جميع المليشيات البالغ عددها 53 وتتلقى دعما ماليا من بغداد وعسكريا من طهران يشمل الأسلحة والتدريب».

ولفتت المصادر العسكرية إلى أنه «سيتم توزيع نسبة التسريح على الفصائل بالتساوي وتلتزم بتقديم أسماء المستبعدين، وتتعهد بأن يكون نشاطها في مناطق قتال تنظيم الدولة الإسلامية، وليس في المدن الخاضعة لسيطرة الأجهزة الأمنية كالجيش والشرطة».

من جانبه، أكد الخبير السياسي «محمود القيسي»، أنّ «القرار جاء باتفاق مع رئيس الحكومة حيدر العبادي، وهناك شكوك حول علاقته بالأزمة الماليّة التي تضرب البلاد».

وقال «القيسي»، إنّ «العبادي كان قد استعان قبل فترة بواشنطن على لجم الحشد الشعبي التي أصبحت جهة تشكّل خطرا كبيرا على وجود الحكومة، فضلا عن الانتهاكات الكبيرة التي ارتكبتها»، مبيناً أن «واشنطن دعمت العبادي واتفقا على قطع رواتب الحشد ليتم تفكيكه من الداخل بدون أيّ مشاكل».

وأشار إلى أنّه «بعد هذا الاتفاق لن يتمكن قادة الحشد من تحقيق أي شيء تلافياً لذلك، وأجبروا على تسريح هذه النسبة، وهي بداية لتسريح الحشد بشكل كامل».

وكان نائب في «التحالف الوطني» الشيعي الحاكم في العراق قد كشف، في التاسع من الشهر الجاري، أن «العبادي عقد اجتماعات عدّة مع المسؤولين الأمريكيين ومنهم السفير الأمريكي، بعد حادثة منع الأول من دخول المقدادية، وطلب من واشنطن الدعم لاتخاذ خطوات لحل الحشد الشعبي، وأنه حصل على دعم واشنطن لتفكيك الحشد من داخله، بطرق دبلوماسيّة ابتداء من قطع الرواتب وانتهاء بمنعه من المشاركة في المعارك المهمة كتحرير الأنبار والموصل».

يشار إلى أن «العبادي» كان قد اعترف خلال مؤتمر ميونخ الأسبوع الماضي، بارتكاب مليشيات «الحشد الشعبي» جرائم ضد الإنسانية، وأنها أفرزت جماعات خارجة عن إطار الدولة، مطالبا بتدخل دولي لمكافحتها.

ولطالما حاول قادة التحالف الوطني الحاكم في العراق، إخفاء الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها مليشيات «الحشد»، خصوصا في المناطق المحررة، والتي ترقى إلى جرائم إبادة جماعية، وأدينت من قبل منظمات دولية ومنها منظمة «هيومن رايتس ووتش»، ويعد اعتراف «العبادي» بتلك الانتهاكات الأول من نوعه، ما يشير إلى تغير في التعاطي الحكومي مع تلك المليشيات.

 

  كلمات مفتاحية

العبادي العراق الحشد الشعبي انتهاكات هيومن رايتس ووتش

«العبادي» يعلن استعداده ترك منصبه حال إجراء تغيير وزاري شامل

«رايتس ووتش»: القوات العراقية و«الحشد الشعبي» ارتكبوا جرائم حرب ضد السنة

فضائح أخلاقية لقيادي بميليشيا «الحشد الشعبي» في العراق

‏السفير ⁧‫السعودي لدى بغداد يهاجم «الحشد الشعبي»

«الحشد الشعبي» يكشف خلافاته مع «العبادي»

«الحشد الشعبي» يختطف 60 نازحا شرق تكريت

«الحشد الشعبي» يؤكد التنسيق مع جيش النظام السوري

العراق يستدعي سفير الإمارات احتجاجا على تصريحات «بن زايد» عن «الحشد الشعبي»

«قرقاش»: تصريحات «عبد الله بن زايد» حول «الحشد الشعبي» تعبر عن موقف الإمارات

«الصدر» يدعو للإطاحة «بحكومة الفساد» ويهدد باقتحام «المنطقة الخضراء»

«الحشد الشعبي» قوة أكبر من الجيش العراقي على خطى الحرس الثوري الإيراني

أمريكا تتخبط في إعادة بناء الجيش العراقي