طالب «أحمد الجروان» رئيس البرلمان العربي، اليوم الإثنين، المجتمع الدولي باستغلال الهدنة التي بدأت السبت الماضي من أجل إغاثة الشعب السوري.
وأعرب أثناء كلمته خلال جلسة البرلمان العربي المنعقدة اليوم الاثنين بالقاهرة، عن تأييد وقف إطلاق النار الجاري في سوريا؛ داعيا إلى عدم خرق الهدنة تحت أي ظرف من الظروف.
وأشار رئيس البرلمان العربي إلى «المسؤولية الإنسانية والقانونية الدولية تحتم على العالم استغلال هذه الهدنة من أجل إغاثة الشعب السوري، الذي عانى الأمرين خلال السنوات الخمس الأخيرة من تقتيل وتشريد وتجويع».
كما طالب «المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية تجاه الأزمة السورية، ودعم التوصل إلى حل سياسي عاجل للأزمة، بناء على قرارات مؤتمر جنيف1».
وكانت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» وثقت اليوم الاثنين، 35 خرقا للهدنة التي بدأت أول أمس السبت، 27 منها على يد قوات النظام، و8 خروقات ارتكبتها القوات الروسية، وبذلك يصبح مجموع الخروقات خلال يومين 49 خرقا.
جاء ذلك في التقرير الثاني للشبكة، والذي أصدرته في معرض توثيقها لخروقات وقف الأعمال العدائية في سوريا، الذي تم تطبيقه برعاية الولايات المتحدة وروسيا، ودعمه قرار أممي برقم 2268.
وبحسب التقرير، فقد توزعت الخروقات على كافة المحافظات السورية تقريبا، وقام النظام بـ6 خروقات في حمص، و8 في كل من حماة، وريف دمشق، و2 في كل من إدلب والقنيطرة، وواحد في درعا، ونتج عن هذه الهجمات وفق التقرير مقتل 3 مدنيين، بينهم سيدة وطفل.
أما خروقات القوات الروسية، فتوزعت إلى 4 خروقات في محافظة حلب، وخرقين في محافظة حماة، فيما سجل خرق واحد في كل من حمص وإدلب.
وشكك التقرير في مستقبل الهدنة، لكونها مدعومة من قبل دولتين فقط، هما روسيا وأمريكا، موضحا أن روسيا لا يمكن لها أن تلعب دور الراعي، لكونها تصطف بشكل مباشر إلى أحد أطراف النزاع، وهو النظام الذي خرق سابقا عشرات المرات قرارات «مجلس الأمن الدولي»، البعض منها تحت البند السابع لميثاق «الأمم المتحدة»، ولم تتخذ أي إجراءات بحقه.
ويعد الاتفاق الذي وصفه متحدث باسم الأمم المتحدة بأنه «خطوة أولى نحو وقف لإطلاق النار يدوم طويلا» ثمرة جهود دبلوماسية مكثفة بين واشنطن وموسكو اللتين تدعمان طرفين متنافسين في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات وقتل فيها أكثر من ربع مليون شخص.
وناقش الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» ونظيره الروسي «فلاديمير بوتين» الاتفاق عبر الهاتف، وقال «بوتين» إن الاتفاق «يمكن أن يغير وضع الأزمة في سوريا بشكل جذري» في حين وصفه البيت الأبيض بأنه قد يساهم في دفع المفاوضات الرامية لتحقيق تغيير سياسي في سوريا إلى الأمام.
ويتعين على البلدين إقناع حلفائهما على الأرض بالالتزام بالهدنة حتى تنجح.
وتتيح الهدنة لجيش النظام السوري والقوات المتحالفة معه وأيضا لمقاتلي المعارضة بالرد بالاستخدام المتناسب للقوة للدفاع عن النفس.
وتنطوي الهدنة على ثغرة كبيرة تتمثل في سماحها باستمرار الهجمات بما في ذلك الضربات الجوية ضد «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» وغيرهما من الجماعات المتشددة.
ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة «الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، ما أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف، بحسب إحصائيات أممية.
ودخلت الأزمة منعطفا جديدا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وتقول موسكو إن هذا التدخل «يستهدف مراكز تنظيم الدولة الإسلامية» الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم فيها، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع للجيش للحر.