هدنة صامدة في سوريا مع خروقات من النظام السوري.. وتحذيرات من انهيارها

السبت 27 فبراير 2016 11:02 ص

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة الأنباء الفرنسية بأن وقف إطلاق النار في المناطق المعنية بالاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ منذ منتصف الليل في سوريا لا يزال صامدا، رغم حدوث خروقات من جانب النظام السوري مع أول ساعات الهدنة.

ومع حلول منتصف ليل الجمعة السبت بالتوقيت المحلي (22,00 ت غ) توقف القتال في ريف دمشق وفي مدينة حلب (شمال) وضاحيتها الغربية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان «رامي عبد الرحمن» انه عند منتصف الليل تحديدا، «عم الهدوء غالبية الأراضي السورية» التي تنتشر فيها قوات النظام والفصائل المقاتلة ولم تسجل أي طلعة للطيران الروسي في شمال اللاذقية.

 وأضاف أن الهدوء يعم أيضا محافظتي حمص وحماة وسط سوريا.

لكن هيئة التنسيقيات أعلنت بعد دقائق من دخول الهدنة حيز التنفيذ، أن النظام السوري سجل أول خروقاته للهدنة في تلبيسة بريف حمص ودرعا.

كما استهدف طيران «بشار الأسد» المروحي بعدة براميل متفجرة محاور الثوار في جبل الأكراد وأطراف بلدة الناجية في ريف مدينة جسر الشغور، بحسب لجان التنسيق المحلية في سوريا.

وقال مقاتلو معارضة سوريون في شمال غرب سوريا إنهم تعرضوا لهجوم من القوات البرية الحكومية فجر اليوم، ووصفوا الأمر بأنه انتهاك لوقف الأعمال القتالية.

وذكر «فادي أحمد» المتحدث باسم جماعة الفرقة الأولى الساحلية لوكالة رويترز، أن ثلاثة من مقاتلي جماعة الفرقة الثانية الساحلية قتلوا أثناء صد الهجوم بمنطقة جبل التركمان في محافظة اللاذقية قرب الحدود مع تركيا.

وهذه أول هدنة واسعة مدعومة بقرار لمجلس الأمن الدولي منذ بدء النزاع الذي أسفر عن سقوط 270 ألف قتيل منذ 2011 وأدى إلى نزوح أكثر من نصف السكان.

وخلال الأيام الثلاثة الماضية، أعلنت دمشق ونحو مئة فصيل مقاتل فضلا عن وحدات حماية الشعب الكردية أنها ستلتزم الاتفاق.

ولا يشمل وقف إطلاق النار «تنظيم الدولة الإسلامية» وجبهة النصرة» المتحالفة مع عدة فصائل مقاتلة.

ويمكن بذلك للنظام السوري وحليفته روسيا والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مواصلة ضرب التنظيمين في الأيام المقبلة.

ودعا زعيم «جبهة النصرة» «أبو محمد الجولاني» الجمعة الفصائل المقاتلة إلى رفض الهدنة التي وصفها بأنها مذلة.

وأكد الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في موسكو أن روسيا ستواصل بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ ضرب «تنظيم الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» وغيرهما من المنظمات الإرهابية في سوريا بلا هوادة.

من جهة أخرى، أوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بأن شخصن قتلا وأصيب آخرون بجروح في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في ريف حماة صباح اليوم، في منطقة غير مشمولة على الأرجح باتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه قبل ساعات.

وذكرت الوكالة أن «مجموعات إرهابية تابعة لتنظيمي داعش وجبهة النصرة المدرجين على لائحة الإرهاب الدولية تنتشر في ريف السلمية» في منطقة حماة حيث وقع التفجير.

وأوضح المصدر أن الأضرار المادية والحفرة في مكان التفجير تؤكد أن السيارة شاحنة كانت مفخخة بنحو طن من المواد المتفجرة.

من جهته، أعلن موفد الأمم المتحدة لسوريا «ستيفان دي ميستورا» ليل الجمعة السبت أنه يعتزم الدعوة إلى جولة مفاوضات سلام جديدة حول النزاع.

لكنه اشترط لذلك أن يصمد وقف الأعمال العدائية وأن يتواصل إيصال المساعدات الإنسانية إلى ملايين السوريين المحاصرين جراء النزاع.

وتوقع «دي ميستورا»، حدوث سقطات في وقف العمليات القتالية وحث على ضبط النفس عند ردع أي اندلاع جديد للقتال.

وقال «دي ميستورا» للصحفيين في جنيف بعد إطلاع مجلس الأمن الدولي في نيويورك على الوضع «هناك فرصة كبيرة علينا أن نتوقعها لحدوث مثل هذه السقطات في وقف القتال الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا».

وستتولى الولايات المتحدة وروسيا مراقبة وقف العمليات القتالية عن طريق مراكز في واشنطن وموسكو وعمان ومدينة اللاذقية السورية ومقر الأمم المتحدة في جنيف.

وفي حالة نشوب قتال ستخطر الولايات المتحدة وروسيا الدول الأخرى التي تدعم عملية السلام.

وقال «دي ميستورا» إن اللجوء إلى رد عسكري يجب أن يكون ملاذا أخيرا ومتناسبا.

وإذا تماسك وقف العمليات القتالية فإن «دي ميستورا» يعتزم بدء جولة ثانية من محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في 7 مارس/ آذار المقبل تمتد لمدة ثلاثة أسابيع في المرحلة الأولى.

من جانبه، ذكر قائد جماعة سورية معارضة السبت أن القصف الحكومي توقف في بعض المناطق لكنه مستمر في مناطق أخرى ووصف الأمر بأنه انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.

وقال «فارس البيوش» قائد جماعة «فرسان الحق» التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر «هناك مناطق توقف القصف فيها ولكن هناك مناطق حصلت فيها خروقات من قبل النظام كمنطقة كفرزيتا في حماة عن طريق استهدافها بالمدفعية وكذلك مورك في الريف الشمالي لحماة. نحن نترقب الوضع وملتزمون بالهدنة من قبل تشكيلات الجيش الحر».

وأضاف «إن استمرت هذه الخروقات فقد تؤدي إلى انهيار الاتفاقية».

يشار إلى أن مجلس الأمن قد صوت بالإجماع على قرار يدعم اتفاقا أمريكيا روسيا لوقف الأعمال العدائية في سوريا، وطالب القرار بالتزام أطراف الصراع السوري ببنود الاتفاق الروسي الأمريكي بوقف الاقتتال. وجاءت المطالبة ضمن قرار مشترك طرحته روسيا والولايات المتحدة.

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سوريا الأسد خروقات هدنة

«جبهة النصرة» ترفض الهدنة وتحذر من مكر أمريكا و«النصيرية»

«داود أوغلو»: المرحلة القادمة اختبار لروسيا والنظام السوري لتطبيق وقف إطلاق النار

«كيري» يعلن التوصل لاتفاق مؤقت مع روسيا لوقف إطلاق النار في سوريا

«حجاب»: نرفض المبادرة الروسية وقد نوافق على هدنة مؤقتة

«ميركل»: «الأسد» هو المسؤول الأول عن وقف إطلاق النار في سوريا

تركيا تنفي اتهام روسيا لها بتنفيذ هجوم مدفعي على تل أبيض السورية

قائد أمريكي سابق بالتحالف: الخطة (ب) في سوريا ستكون حملة برية بدون روسيا

«كيري» و«لافروف» يبحثان دعم خطة وقف إطلاق النار في سوريا

سوريا.. 35 خرقا في ثاني أيام وقف إطلاق النار والمعارضة تتحدث عن انهيار كامل للهدنة

البرلمان العربي يطالب المجتمع الدولي باستغلال الهدنة لإغاثة الشعب السوري

تركيا قصفت 10 أهداف لـ «الدولة الإسلامية» في سوريا الأحد