«داود أوغلو»: المرحلة القادمة اختبار لروسيا والنظام السوري لتطبيق وقف إطلاق النار

الثلاثاء 23 فبراير 2016 11:02 ص

قال رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو»، إن المرحلة القادمة، ستكون اختبارًا لجدية روسيا و النظام السوري، في تطبيق وقف إطلاق النار.

واتهم روسيا وإيران والنظام السوري، بـ«عدم الالتزام حيال التوصيات التي خرجت بها محادثات السلام، التي جرت سابقا، حول وقف العنف في سوريا».

وقال رئيس الحكومة التركية، في لقاء بثته قناة رالجزيرة الإنجليزية، إنَّ «النظام وحلفاؤه مسؤولون عن تطبيق ما تم التوصل إليه مؤخرا، فإن استمروا في نفس موقفهم، أي أنَّ طرفا منهم يلتزم والآخر يقصف، فلن يتم تحقيق النجاح، سنرى مدى جديتهم، وسيكون بمثابة اختبار لهم».

وتطرق في لقائه، إلى إسقاط تركيا للطائرة الروسية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأكد أنَّ «قواعد الاشتباك التي تتبعها بلادنا على الحدود السورية، لا تستثني روسيا».

و أفاد بأن «روسيا تقوم بقتل إخوتنا في الجانب السوري من الحدود، ولا يمكن لهم أن يفعلوا ذلك بانتهاك أجوائنا، والتعليمات التي أعطيناها (قواعد الاشتباك) مازالت سارية من قبل دباباتنا وطائراتنا وسفننا وجنودنا، ونتمنى ألا يرتكب أحد خطأ ما».

وفي رده على سؤال، يتعلق بكيفية حلحلة الأزمة مع روسيا، قال رئيس الوزراء التركي، إن «الأمر مرتبط بها، هي من صعدت حدة التوتر، ونحن نرغب بتحسين العلاقات معها، كما هو الحال مع أي دولة، ومستعدون للحديث، ولكن سنواصل حماية حدودنا».

وأكد «داود أوغلو» أن «تركيا أكثر دولة تتأثر سلبا من الأزمة السورية، لذلك تريد تحقيق وقف إطلاق النار فيها"، وأشار إلى «وجود مليونين و600 ألف لاجئ في البلاد».

وقال: «سنبذل ما بوسعنا من أجل تقديم الخدمات للاجئين داخل الأراضي السورية، وإن تعرضت حياتهم للخطر فإننا بكل تأكيد لن نغلق حدودنا، ولن نترك إخوتنا تحت رحمة النظام وداعش وإيران، وغيرهم من المجموعات».

وأضاف : «إذا تعرضت الحدود التركية للتهديد فإننا سنواصل فعل كل شيء، وإن حصلت تدخلات من أجل إرسال مزيد من اللاجئين، فحتما لنا الحق بفعل ما نشاء».

وجدد رئيس الحكومة التركية تأكيده على «وقوف بلاده إلى جانب مطالب الشعب السوري»، لافتا إلى «دورها في وجود المعارضة السورية المعتدلة اليوم».

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت دمشق اليوم الثلاثاء، قبولها وقف الأعمال القتالية باستثناء تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة».

وبحسب وكالة «رويترز»، فقد أكدت حكومة النظام السوري في بيان لها على أنه يجب منع الجماعات المسلحة من تعزيز مواقعها وإلا فإن اتفاق الهدنة سينهار.

وشددت دمشق على تمسكها بحقها في الرد على أي خرق لما وصفتها بـ«المجموعات الإرهابية».

وقد أعلنت الخارجية الأمريكية في بيان رسمي اتفاق واشنطن وموسكو على وقف لإطلاق النار في سوريا، ينص على وقف الأعمال العدائية والبدء بوقف إطلاق النار منتصف ليل السبت المقبل.

وينص الاتفاق على وقف الأعمال العدائية والبدء بوقف إطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل 27 فبراير/شباط الجاري.

ويشمل وقف إطلاق النار الفصائل التي تعلن قبول الاتفاق باستثناء «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية».

ويطلب الاتفاق من الفصائل المسلحة الموافقة على وقف إطلاق النار مع حلول ظهر يوم 26 فبراير/شباط الجاري، ويؤكد أن الولايات المتحدة وروسيا ستعملان على تبادل المعلومات والتنسيق لضمان تطبيق فعال لهذا الاتفاق.

كما ينص على تشكيل مجموعة عمل لتحديد المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» اللذان نص البيان على استمرار الضربات ضدهما رغم الهدنة.

وينص كذلك على امتناع طيران النظام السوري والروسي عن قصف قوات المعارضة السورية.

وأوضح مصدر صحفي أنه كان هناك نقاش وجدل حول كيفية التعامل مع «جبهة النصرة»، خاصة أن مقاتليها ينتشرون في كل المناطق التي تنتشر فيها المعارضة المعتدلة كما تصنفها الولايات المتحدة.

وكانت موسكو تطالب بإدراج «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» على قائمة المنظمات الإرهابية التي ستستثنى من عمليات وقف القتال، لكن -وفقا لهذا الاتفاق- سيشملهما وقف إطلاق النار.

وقال البيت الأبيض إن البيان الأمريكي الروسي لوقف الأعمال العدائية في سوريا يشكل فرصة مهمة يتعين استغلالها للتخفيف من معاناة الشعب السوري والبناء عليها للتقدم على مسار المفاوضات الرامية إلى إنهاء الأزمة السورية.

وقال الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» إن الاتفاقات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن وقف إطلاق النار في سوريا خطوة حقيقية نحو وقف حمام الدم، ويمكن أن تكون نموذجا للعمل ضد الإرهاب. 

وأضاف في كلمة خاصة بثها التلفزيون والموقع الإلكتروني للكرملين إن النقطة الرئيسية هي أن الظروف تهيأت لبدء عملية سياسية حقيقية عبر الحوار السوري الواسع في جنيف تحت إشراف «الأمم المتحدة».

من جانبه، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات للمعارضة السورية «رياض نعسان آغا» إن الاتفاق بشأن وقف إطلاق النار يحتاج إلى ضمانات دولية.

وأضاف في تلفزيوني أن الإبقاء على استهداف «جبهة النصرة» قد يعني تدمير المدن السورية مجددا بحجة الإرهاب.

ومن المنتظر أن يجري الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» ونظيره الروسي «فلاديمير بوتين» مباحثات في الأيام القليلة المقبلة لمناقشة بنود تنفيذ اتفاق الهدنة بين المعارضة المسلحة الموصوفة بالمعتدلة وقوات النظام السوري وداعميه.

 

المصدر | الخليج الجديد+ الأناضول

  كلمات مفتاحية

وقف إطلاق النار السعودية داود أوغلو تركيا روسيا النظام السوري

النظام السوري يوافق على وقف إطلاق النار

معارضون سوريون يرون عيوبا في اتفاق الهدنة الأمريكي الروسي

اتفاق أمريكي روسي يخير المعارضة السورية بين وقف النار ومصير «الجماعات الإرهابية»

وزير خارجية إيران: لم يتم التوافق على تفاصيل وقف إطلاق النار في سوريا

«كيري» يعلن التوصل لاتفاق مؤقت مع روسيا لوقف إطلاق النار في سوريا

«فورين بوليسي»: روسيا تستهدف المدنيين وتصنيفها للفصائل السورية يغذي القتال

إنشاء مركز تنسيق روسي في قاعدة «حميميم» بسوريا لمراقبة اتفاق «وقف إطلاق النار»

كبير مفاوضي المعارضة السورية: لم نقرر بعد القبول بوقف إطلاق النار

«كيري»: روسيا تدعم «الأسد» و إيران و حزب الله ضد «العالم السني»

«الكرملين»: سنواصل ضرب «الإرهابيين» بسوريا خلال الهدنة

روسيا ترد على السعودية: لماذا لا تنتقدين أمريكا بقصفها العراق وسوريا؟

هدنة صامدة في سوريا مع خروقات من النظام السوري.. وتحذيرات من انهيارها

روسيا والأسد ينتهكان «وقف الأعمال العدائية».. والمعارضة تؤكد خرق الهدنة