معارضون سوريون يرون عيوبا في اتفاق الهدنة الأمريكي الروسي

الثلاثاء 23 فبراير 2016 05:02 ص

أعلنت الولايات المتحدة وروسيا خططا «لوقف الأعمال القتالية» في سوريا ستدخل حيز التنفيذ يوم السبت، دون أن تشمل جماعات مثل تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» وهي نقطة اعتبرها معارضون سوريون عيبا في الاتفاق.

ويعد الاتفاق الذي وصفه متحدث باسم الأمم المتحدة بأنه «خطوة أولى نحو وقف لإطلاق النار يدوم طويلا» ثمرة جهود دبلوماسية مكثفة بين واشنطن وموسكو اللتين تدعمان طرفين متنافسين في الحرب المستمرة منذ خمس سنوات وقتل فيها أكثر من ربع مليون شخص.

وناقش الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» ونظيره الروسي «فلاديمير بوتين» الاتفاق عبر الهاتف، وقال «بوتين» إن الاتفاق «يمكن أن يغير وضع الأزمة في سوريا بشكل جذري» في حين وصفه البيت الأبيض بأنه قد يساهم في دفع المفاوضات الرامية لتحقيق تغيير سياسي في سوريا إلى الأمام.

ويتعين على البلدين إقناع حلفائهما على الأرض بالالتزام بالهدنة حتى تنجح، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا باستمرار القتال والضربات الجوية يوم أمس الإثنين.

وتتيح الهدنة لجيش النظام السوري والقوات المتحالفة معه وأيضا لمقاتلي المعارضة بالرد بالاستخدام المتناسب للقوة للدفاع عن النفس.

وتنطوي الهدنة على ثغرة كبيرة تتمثل في سماحها باستمرار الهجمات بما في ذلك الضربات الجوية ضد «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» وغيرهما من الجماعات المتشددة.

وقال «بشار الزعبي» رئيس المكتب السياسي لجيش «اليرموك» أحد فصائل الجيش السوري الحر إن الاتفاق سيوفر الغطاء لـ«بشار الأسد» وحلفائه الروس لمواصلة قصف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة حيث يتداخل وجود مقاتلي المعارضة والجماعات المتشددة.

وأضاف: «روسيا والنظام سيستهدفان مناطق الثوار بحجة وجود جبهة النصرة ومن المعروف التداخل الموجود هناك وهذا سيسقط الهدنة».

ومنذ التدخل بضربات جوية لدعم «الأسد» في سبتمبر/أيلول مهدت روسيا الطريق أمام القوات الحكومية لإحراز تقدم كبير في الصراع الذي أربك قوى دولية وإقليمية.

ويقاتل جيش النظام السوري بدعم من موسكو وإيران ومقاتلين من «حزب الله» اللبنانية فصائل معارضة مسلحة تتلقى الدعم من الولايات المتحدة وتركيا والسعودية.

وجاء في بيان أمريكي روسي مشترك أن البلدين وغيرهما ستعمل معا على تحديد الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» وغيرهما من الجماعات التي لا تشملها الهدنة، لكن مسؤولين في المعارضة المسلحة قالوا إن من المستحيل تحديد المواقع الخاضعة لسيطرة «جبهة النصرة».

وقال «خالد خوجة» عضو الهيئة العليا للتفاوض ورئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية: «بالنسبة لنا هناك إشكالية مع تنظيم النصرة لأن النصرة ليست موجودة في إدلب فقط بل موجودة في حلب وفي دمشق وفي الجنوب.. المسألة الحرجة هنا إذ يمكن بحجة استهداف النصرة استهداف المدنيين أو الجيش السوري الحر».

وأشار «خوجة» إلى أن «مدة الهدنة المقترحة أسبوعان... لكن ممكن أن تمدد إلى ما لا نهاية إذا التزمت الأطراف بها».

واجتمعت الهيئة العليا للتفاوض التي تمثل الهيئة الرئيسية للمعارضة في العاصمة السعودية الرياض يوم الإثنين لمناقشة الهدنة.

وقال «الأسد» يوم السبت، إنه مستعد لوقف إطلاق النار شريطة عدم استغلال مقاتلي المعارضة الذين وصفهم بالإرهابيين التهدئة لصالحهم وأن توقف الدول التي تدعم المعارضة المسلحة ذلك الدعم.

وفي مؤشر على الثقة وتحقيق المكاسب في ميدان المعركة دعا «الأسد» يوم الإثنين إلى انتخابات برلمانية في 13 أبريل/نيسان، ولا يشكل التوقيت مفاجأة إذ جرت الانتخابات الأخيرة عام 2012 وتجرى الانتخابات البرلمانية في سوريا كل أربع سنوات.

ودعا قرار لمجلس الأمن الدولي في ديسمبر/كانون الأول إلى إجراء انتخابات في غضون 18 شهرا بموجب دستور جديد وتحت إشراف الأمم المتحدة.

ولاقت الخطة الأمريكية الروسية ردا حذرا ومتحفظا من «رياض حجاب» منسق الهيئة العليا للمفاوضات المدعومة من الغرب، إذ قال إنه لا يتوقع أن تمتثل حكومات سوريا وإيران وروسيا للخطة.

وقال «حجاب» إن الهيئة العليا للمفاوضات المدعومة من السعودية ستقبل الهدنة إذا أوقفت سوريا والأطراف الداعمة لها كل أشكال الحصار علاوة على السماح بإدخال المساعدات وإطلاق سراح جميع السجناء وإنهاء القصف والهجمات على المدنيين.

وأضاف «حجاب»: «ملتزمون من طرفنا بإنجاح الجهود الدولية المخلصة لحقن دماء السوريين ودفع جميع الأطراف إلى مائدة الحوار... لكننا قادرون في الوقت ذاته على مخاطبة النظام باللغة التي يفهمها»، مشيرا إلى أن الرد الرسمي للهيئة العليا للمفاوضات سيصدر في وقت لاحق.

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» بالإعلان الأمريكي الروسي الذي يأتي بعد فشل محاولة «ستيفان دي مستورا» مبعوث المنظمة الدولية للسلام في سوريا لاستئناف محادثات السلام في جنيف.

  كلمات مفتاحية

المعارضة السورية وقف إطلاق النار اتفاق الهدنة سوريا أمريكا روسيا

اتفاق أمريكي روسي يخير المعارضة السورية بين وقف النار ومصير «الجماعات الإرهابية»

وزير خارجية إيران: لم يتم التوافق على تفاصيل وقف إطلاق النار في سوريا

«كيري» يعلن التوصل لاتفاق مؤقت مع روسيا لوقف إطلاق النار في سوريا

المعارضة السورية توافق على هدنة مؤقتة بشرط وقف روسيا غاراتها

«ميركل»: «الأسد» هو المسؤول الأول عن وقف إطلاق النار في سوريا

النظام السوري يوافق على وقف إطلاق النار

«داود أوغلو»: المرحلة القادمة اختبار لروسيا والنظام السوري لتطبيق وقف إطلاق النار

إنشاء مركز تنسيق روسي في قاعدة «حميميم» بسوريا لمراقبة اتفاق «وقف إطلاق النار»

«الجيش الحر» ينضم للملتزمين بالهدنة السورية وتركيا قلقة من استمرار القتال

«جبهة النصرة» ترفض الهدنة وتحذر من مكر أمريكا و«النصيرية»

6 فصائل سورية توافق على مبادرة للتوحد لـ«المحافظة على مكتسبات الثورة»

روسيا والأسد ينتهكان «وقف الأعمال العدائية».. والمعارضة تؤكد خرق الهدنة