هل تخطط السعودية لمحاربة الميليشيات الشيعية في العراق؟

الثلاثاء 1 مارس 2016 09:03 ص

أشار الكاتب السعودي «نواف عبيد» في مقال تحليلي له بصحيفة «المونيتور»، أنا مناورات رعد الشمال التي انطلقت في الأيام الماضية تحت قيادة المملكة العربية السعودية، وبمشاركة 20 دولة، تأتي في المقام الأول استجابة لخطر تزايد نفوذ الميليشيات الشيعية في العراق.

ووفقا لـ«عبيد»، فإنه في حين تركز إدارة «أوباما» اهتمامها على «الدولة الإسلامية» وتنظيم القاعدة، فإنها تتجاهل قوة إرهابية قاتلة لا تقل خطورة تعمل دون رادع في الشرق الأوسط وهي الميليشيات الشيعية في العراق. وأشار الكاتب تحديدا إلى جماعات مثل عصائب أهل الحق الحق، وكتائب حزب الله ومنظمة بدر والتي اعتبر أنها الفصائل الرئيسية الثلاثة ضمن أكثر من 40 ميليشيا شيعية تعمل تحت إطار قوات الحشد الشعبي في العراق، وهي منظمة تم خلقها ودعمها وتمويلها من قبل إيران في منصف عام 2014 تحت غطاء مكافحة «الدولة الإسلامية». ويشير الكاتب أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها يعلمون من زمن بعيد أن هذه الميليشيات في الواقع هي «قوى إرهابية» مارست الخراب والسفك الدماء على مدار أكثر من عقد من الزمان باسم الثورة الشيعية الطائفية.

ويشير الكاتب إلى أنه، وفي إطار الاستعداد لمواجهة محتملة ضد هذه الميليشيات الشيعية في المستقبل القريب، فقد أطلقت المملكة العربية السعودية تدريبات ضخمة تحت اسم مناورات رعد الشمال تجري خلال هذا الأسبوع في شمال المملكة تحت مظلة الإسلامي التحالف ضد الإرهاب بقيادة السعودية الذي أعلن عنه مؤخرا، مؤكدا أن التدريبات الجوية والبحرية والأرضية المشتركة سوف تجري على الحدود السعودية المتاخمة للعراق. وينوه المقال إلى أن الحرس الوطني السعودي قد قام بإجراء مناورات عسكرية على مسرح العمليات العام الماضي شملت التدريب على نشر 75 ألف جندي على الأرض في وقت واحد في جميع أنحاء المدينة العسكرية حفر الباطن. وسوف تشمل التدريبات المشتركة لقوات التحالف كل من القوات الخاصة وكذلك قوات الجوية والبحرية من 20 دولة، بما فيها باكستان، مصر، ماليزيا، السودان، الأردن، المغرب، تونس، السنغال، موريتانيا وتشاد وجميع دول الخليج العربي. وبشكل عام، فإن هناك ما بين 150 - 200 ألف جندي يشاركون في مناورات رعد الشمال.

ووفقا للمقال، فإن التحالف يرى هذه المناورات ضرورية نظرا لأن سياسة الاسترضاء التي مارسها الغرب تجاه إيران سمحت لها ببناء هذه الميليشيات الشيعية إلى درجة أنها تضخمت لتضم أكثر من مائة ألف مقاتل إضافة إلى ترسانة عسكرية كبيرة. وكثير منهم قد تورط بشكل مباشر في العنف السياسي والتعذيب والقتل والإرهاب. ويؤكد الكاتب أنه «إذا ما أمعنا النظر في نشاط عصائب أهل الحق، كتائب حزب الله ومنظمة بدر، والتي هي الآن محور التركيز الرئيسي للتحالف الإسلامي السعودي، فإنه بإمكاننا الحصول على صورة واضحة حول الأساليب العنيفة لهذه الميليشيات وتدخلها المباشر لزعزعة الاستقرار في كل من العراق وسوريا».

ويشير المقال إلى أن ميليشيا عصائب أهل الحق، منذ أن بدأت نشاطها إبان الانتفاضة الشيعية في العراق في عام 2004، كانت مسؤولة عن مقتل 6000 شخص على الأقل. وشملت قوائم أهدافهم جنودا أمريكيين وسفراء دوليين فضلا عن المدنيين العراقيين. وفي أوائل عام 2007، قام المجموعة باختراق مكتب للجيش الأمريكي في كربلاء وقتل 5 جنود. كما أنها تنشط بشكل بارز جدا في القتال إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا.

وهناك أيضا كتائب حزب الله، التي تقاتل أيضا إلى جانب الأسد في سوريا، وتحظى بدعم المنظمة الأم في لبنان وهي مدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية، كما يشير المقال. وقد حاربت الميليشيا ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف خلال حرب العراق. وهي مسؤولة عن العديد من التفجيرات بالعبوات الناسفة وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية والهجمات بالقنابل اليدوية، فضلا عن عمليات قنص استهدفت القوات الأمريكية وأعضاء الحكومة العراقية وحتى موظفي الأمم المتحدة.

ويشير الكاتب أنه تم إنشاء منظمة بدر من قبل إيران في عام 1982 لتعمل باعتبارها الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق. وقد مارست المنظمة القتل والتعذيب عبر فرق الموت منذ عقود. مشيرا إلى أن الكثير من العنف الذي كان يتم ممارسته من قبل وزارة الداخلية العراقية التي كانت واقعة تحت سيطرة المجلس الإسلامي الأعلى عندما كان« نوري المالكي» رئيسا للوزراء يتم ممارسته الآن من قبل قوات الحشد الشعبي. حيث تمتلك هذه القوات وحدات للمشاة والدورع والمدفعية إضافة إلى أسلحة مضادة للطائرات. وكثيرا ما يتم اتهامها بتنفيذ مذابح طائفية ضد السنة.

وينوه الكاتب إلى أنه، في الشهر الماضي، أثار السفير السعودي، الذي كان قد وصل مؤخرا إلى العراق، حفيظة العديد من النواب العراقيين عندما قال أن وجود الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران يسهم في تفاقم التوترات الطائفية في المحافظات السنية في العراق. منوها إلى أن 40 شخصا قتلوا في أوائل يناير/كانون الثاني، وتم إلقاء قنابل حارقة على تسعة مساجد سنية في شرق العراق ردا على الهجمات التي قتلت 23 من مقاتلي الميليشيات الشيعية. ولكن من وجهة نظر التحالف الإسلامي بقيادة السعودية، فإن مرجع هذا كله يعود الممارسات التي قامت بها هذه الميليشيات من التعذيب والقتل ضد السنة والأجانب في العراق وخارجه لعقود من الزمن.

ويرى «عبيد» أن نهج إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» يتسبب في تفاقم المشاكل في المنطقة. حيث إنه، ومن خلال استرضاء إيران، والسماح للأسد بالبقاء في السلطة والتعامل مع تنظيم «الدولة الإسلامية» وتنظيم القاعدة باعتبارهما الجماعات الإرهابية الوحيدة التي تستحق الاهتمام، فقد أسهم في تعزيز نفوذ ميليشيات ضخمة تمثل خطرا كبيرا على دول متعددة. مشيرا إلى أن هذا يمثل واحدا من أهم أهداف إنشاء التحالف الإسلامي ومناورات رعد الشمال. وتختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها يعرفون أن يجب التصدي لهذه الميليشيات الشيعية التي تعرض مبادئ السيادة الوطنية والسلام والنظام في منطقة الشرق الأوسط إلى خطر كبير.

المصدر | نواف عبيد / المونيتور

  كلمات مفتاحية

السعودية التحالف الإسلامي الميليشيات الشيعية رعد الشمال إيران العراق أوباما أمريكا

«فورين أفيرز»: هل تسيطر إيران حقا على الميليشيات الشيعية في العراق؟

«بدر» في صدارة الميليشيات الشيعية العراقية

أكاديمية أمريكية: تنظيم الدولة يقتات على جرائم الميليشيات الشيعية في العراق

الرئيس السابق لـ«CIA»: الميليشيات الشيعية تمثل الخطر الأكبر على استقرار المنطقة

السعودية تدعو إلى إدراج «حزب الله» والميليشيات الشيعية على قائمة العقوبات في مجلس الأمن

«النجيفي»: القرار السياسي في العراق بيد طهران والتحالف الشيعي

رفض سني عراقي لدفاع «الجعفري» عن «حزب الله» في الجامعة العربية

إصلاح ما لا يمكن إصلاحه في دولة أمراء الحرب العراقية

تقرير: حسابات سياسية وطائفية تعرقل حل ملف المعتقلين السعوديين في العراق

اتفاق عراقي أمريكي على إبعاد «الحشد الشعبي» عن الحدود مع السعودية