اتهم «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، اليوم الخميس، أطراف الصراع في اليمن بقصف المدنيين، مركزا انتقاده على وجه الخصوص على التحالف العربي، بقيادة السعودية، الذي اتهمه بشن غارات عشوائية على اليمنيين.
وفي جلسة مشاورات لمجلس الأمن، اليوم الخميس، طلب المبعوث الأممي من المجلس «الضغط على أطراف الصراع اليمني من أجل حماية المدنيين، وتسهيل الوصول الإنساني المستدام وغير المشروط إلى كافة أرجاء البلاد، واستئناف محادثات السلام، والموافقة على وقف الأعمال العدائية»، حسب وكالة «الأناضول» للأنباء.
وقال «ولد الشيخ أحمد» إن قوات التحالف العربي «تشن هجمات عشوائية قوية على ملايين اليمنيين، وكان أبرزها الغارة الجوية التي استهدفت ناحية (فرضة نهم) بمحافظة صنعاء، يوم 27 فبراير/شباط الماضي، والتي راح ضحيتها 30 شخصا من بينهم 6 أطفال».
أيضا، اتهم المبعوث الأممي جماعة «الحوثي» بـ«تعمد تأخير ومنع وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين في البلاد»، مضيفاً «في أسبوع واحد خلال فبراير/شباط الماضي، رفضت وزارة الداخلية بصنعاء (الخاضعة لسيطرة الحوثيين) منح تصاريح انتقال لثلاثة بعثات بقيادة أممية من صنعاء إلى إب وتعز (وسط)».
وتابع: «ما يقلقني اليوم منذ إفادتي الأخيرة لكم في 16 فبراير/شباط الماضي، هو حماية المدنيين (…)؛ فملايين اليمنيين يواجهون قصفاً متصلباً من قبل كافة أطراف الصراع، وكان ذلك واضحاً في الغارة الجوية التي وقعت يوم 27 فبراير/شباط، وقتلت 30 شخصا (من بينهم 6 أطفال) وجرحت 40 آخرين، عندما استهدفت ناحية نهم بصنعاء».
واستطرد: «كانت تلك الغارة واحدة من بين أربع غارات جوية آخرى ضربت نهم منذ الشهر الماضي (…)، وتشير التقديرات إلى مقتل وإصابة أكثر من ألفي طفل منذ اندلاع الصراع من بينهم 90 قتلوا هذا العام فقط نتيجة غارات جوية أو قصف بري».
وكان «ولد الشيخ أحمد» أبلغ مجلس الأمن الدولي في فبراير/شباط الماضي، بأنه غير قادر على الدعوة لجولة أخرى من محادثات السلام، مرجعاً ذلك إلى الخلاف الشديد بين الطرفين المتصارعين، بشأن «ما إذا كان ينبغي وقف إطلاق النار تزامناً مع الجولة الجديدة من المفاوضات أم لا».
وحذر المبعوث الأممي، أعضاء مجلس الأمن، اليوم، من أنه «في غياب نهاية تفاوضية للصراع، فإن الوضع الأمني باليمن يشهد تدهوراً متسارعاً في كافة الأرجاء».
ومضى قائلا: «كما يحول غياب القانون في عدن (جنوب) دون نشر موظفي الأمم المتحدة هناك، ويعوق القصف الكثيف في صنعاء ومأرب (شرق) وتعز (وسط) وصعدة (شمال) قدرتنا على إيصال المساعدات».
ولم يصدر حتى الساعة تعقيب من قبل التحالف العربي على اتهامات «ولد الشيخ أحمد»، لكن التحالف نفى في السابق اتهامات مماثلة.