قيادات حوثية تصل إلى السعودية وتسلمها أسيرا لإبداء «حسن النوايا»

الأربعاء 9 مارس 2016 05:03 ص

أكد مصدر حوثي أن قيادات حوثية رفيعة وصلت إلى السعودية مساء الإثنين وسلمت أسيرا سعوديا إلى سلطات بلاده.

في حين ذكرت مصادر أخرى أن هذه الزيارة تعد البوابة الأولى لتدشين (مفاوضات سرية) مع السلطات السعودية بعيدا عن الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح».

وأوضحت مصادر سياسية لصحيفة القدس العربي أن «زيارة الوفد الحوثي للسعودية بقيادة الناطق الرسمي للجماعة عبدالسلام فليتة، المشهور بمحمد عبد السلام، تعد أول خطوة لإذابة الجليد بين الجانبين وبدء مفاوضات سرية، بعيدا عن تأثيرات الرئيس السابق علي صالح وبعيدا عن الجناح الموالي له في حزب المؤتمر الشعبي العام».

وأضافت «أعتقد أن عملية تسليم الأسير السعودي للسعودية لن تكون بدون مقابل، وأغلب الظن أن هذه العملية كانت لإبداء حسن النية من قبل الحوثيين لتدشين عملية التفاوض الأحادية السرية، التي ترددت أنباء أنها بدأت مبكرا بعيدا عن الأضواء، وعن الحلفاء الآخرين للحوثيين».

وقالت المصادر الإعلامية «في موكب كبير تقدمته قيادات حوثية تحرك نحو المملكة العربية السعودية، حيث سلم الحوثيون أسيرا سعوديا، في حين لم يطالبوا فيه بإطلاق المئات من مقاتليهم ولم يطرحوا قضية الإفراج عنهم».

وفي السياق ذاته، أوضح مصدر يمني لصحيفة الحياة أن الوفد الحوثي الذي يشارك فيه المتحدث الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام وعدد من العسكريين، موجود في إحدى الاستراحات القريبة من محافظة ظهران الجنوب التابعة لمنطقة عسير.

وأضاف أن المفاوضات تجري في استراحة على الحدود، ولم يدخل الوفد الحوثي أبها أو الرياض، وتتمحور المفاوضات حول وقف إطلاق النار على الحدود من دون أي التزام بوقف إطلاق النار على المدن.

وتوقع استئناف المفاوضات المزمع عقدها في جنيف بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيينفي 24 أو 26 آذار (مارس) الجاري.

من جانبه، أكد علي بن حسين الكعبي، شقيق الأسير المحرر من اليمن، العريف جابر أسعد الكعبي، أن شقيقه وصل، وتم استقباله بكل حفاوة وتكريم من قِبل قيادة المنطقة وقوة نجران، وقد أُجريت له جميع الفحوصات الطبية اللازمة، ويتمتع بصحة جيدة.  

يذكر أن الحوثيين سبق أن نشروا مقطع فيديو على شبكة الإنترنت، يتبنون فيه مسؤولية اختطافهم العريف الكعبي.

وتعتبر زيارة الوفد الحوثي للسعودية الأولى منذ نشوب الحرب في 26 مارس/آذار من العام الماضي بين الحوثيين وقوات التحالف العربي بقيادة السعودية.

وذكرت مصادر يمنية أن الحوثيين أصيبوا بصدمة كبيرة لأن هذه الخطوة المفاجأة من التقارب الحوثي السعودي جاءت في الوقت الذي يعيشون فيه قمة التصعيد الإعلامي والعسكري الحوثي ضد السعودية وشعروا بالاحباط بل، ووصفها بعضهم أنها (خيانة) من قيادتهم لدماء مقاتليهم وأتباعهم واستبعدوا أن يتم مثل هذا التقارب بين الجانبين في الوقت الراهن، بدون مقدمات أو تهيئة إعلامية.

وأرجع مراقبون هذه الصدمة الحوثية لأسباب كونها «لم تكن تخطر على بال أحد منهم والتي جاءت في الوقت الذي رفض فيه الحوثيون مباحثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة وعرقلوا انعقاد الجولة الثالثة من المباحثات رغم الجهود الكبيرة التي بذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ، والذي استنفد كل طاقته دون التوصّل إلى أي نتيجة تذكر طوال الشهور الماضية».

كما شعر أتباع الرئيس السابق علي صالح بالغبن أيضا والخديعة و(الخيانة) من حليفهم الحوثي.

وقال قيادي في جماعة الحوثي الثلاثاء «إن هناك مساعٍ لجماعة انصار الله (الحوثي) من أجل إيقاف الحرب في اليمن والتوجه إلى حل سياسي لا يشمل علي عبدالله صالح».

ونسب موقع (يمن مونيتور) الاخباري المستقل إلى القيادي الحوثي قوله «ان ما حدث الاثنين من زيارة قيادات في الجماعة للسعودية كان لتبادل أسرى بين الجانبين كبادرة حسن نية وأن وفد الجماعة يتفاوض من أجل وقف إطلاق النار على الحدود السعودية، وعلى الجبهات داخل اليمن».

وتوقع القيادي الحوثي أن تحدث هدنة للحرب قريبا تمهد لمفاوضات السلام، موضحا أن ذلك «يأتي استكمالاً لمفاوضات غير مُعلنة في العاصمة العُمانية مسقط، بين الجماعة والسعودية، وأن الجميع متفق ألا يكون الرئيس السابق أو أياً من أفراد عائلته دور في أي مرحلة قادمة».

وذكر أن علي صالح أرسل أيضاً موفدين إلى السعودية، لكنها رفضتهم، وحاول الوصول إلى صيغة تحفظ مستقبله السياسي وعائلته خلال المرحلة القادمة عبر الإمارات.

وكانت العديد من المصادر اليمنية ذكرت أن هناك خلافات عميقة بين «صالح» والحوثيين خلال الفترة القليلة الماضية والتي ظهرت بعضها إلى وسائل الإعلام التابعة للجانبين، والتي انكشف من خلالها إلتفاف كل منهما على الآخر ومحاولة الحوثيين و«صالح» الظهور بمظهر ان كل منهم صاحب القرار وبإمكانه الاستغناء عن الآخر بمجرد انتهاء الحرب التي تقودها قوات التحالف بقيادة السعودية ضدهم.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية الحوثيين صالح

«رويترز»: مسؤولون «حوثيون» يزورن السعودية لبحث إنهاء الصراع في اليمن

دبلوماسي عربي: «صالح» يوسط الإمارات لإخراجه من اليمن مقابل أمواله وسلامته

«عسيري»: الحديث عن التزام «التحالف العربي» بهدنة في اليمن مجرد شائعات

إثيوبيا تعلن استعدادها لاستقبال المخلوع «صالح» حلا لأزمة اليمن

الخليج يرفض طلب «صالح» بخروج آمن و«ياسين» يكشف عن موعد عودة «هادي» لليمن

«التحالف العربي» يعلن مبادلة جندي سعودي مع سبعة متمردين يمنيين

تفاهمات ذات مغزى

السعودية تعلن تنفيذ ثاني عملية لتبادل الأسرى مع الحوثيين