كشف المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإثيوبية وزير مكتب الاتصال الحكومي «جيتاجو ردا»، عن استعداد بلاده لاستقبال الرئيس اليمني المخلوع «علي عبد الله صالح» إذا كان ذلك سيساعد في حل الأزمة اليمنية، متهما إرتيريا ومجموعات إرهابية بتأجيج الوضع في اليمن.
«جيتاجو ردا» رد خلال حواره مع وكالة «الأناضول» عن تصريحات «بن صالح» بأن إثيوبيا قدمت له عروضا للخروج إليها بقوله «علاقاتنا باليمن ترتكز على علاقات الشعبين ونحن نتعامل من منطلق هذه العلاقات مع خيارات الشعب اليمني. وإذا كان خروج صالح يحل المشكلة في اليمن فنحن نرحب بأي مساع تساعد اليمنيين في حل الأزمة التي تشهدها اليوم بلادهم».
وأضاف «نحن رحبنا بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الخاص باليمن واعتبرنا قبول الأطراف اليمنية بالقرار للجلوس إلى المفاوضات برعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ خطوة هامة، وإثيوبيا تشجع هذا الحوار الذي من شأنه أن يسهم في حل الأزمة في اليمن».
وتابع «وإثيوبيا أيضا تفتح ذراعيها لأي توافقات يوافق عليها اليمنيون لحل الأزمة ونحن سنسعى بكل إمكانياتنا من خلال التعاون مع دول الخليج والمجتمع الدولي لإيجاد حل عاجل للأزمة اليمنية. وهمنا الأول والأخير هو استقرار اليمن».
زيارة السعودية
واعتبر «جيتاجو ردا» زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي «هيلي ماريام ديسالين» إلى السعودية اليوم الثلاثاء، «مهمة» لأنها تأتي في ظل متغيرات هامة تشهدها منطقة القرن الأفريقي واليمن.
وأضاف «جيتاجو ردا»: «سيجري رئيس الوزراء الإثيوبي والعاهل السعودي الملك مباحثات حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع الإقليمية وخاصة الوضع في اليمن»، مشيرا إلى أن «هذه الزيارة هي الأولى لرئيس الوزراء بعد إعادة انتخابه رئيسا للوزراء مطلع الشهر الجاري. وهي زيارة مهمة وستعمل على إحداث نقلة كبيرة في مصير العلاقات بين البلدين في كافة المجالات».
وعن العلاقات الإثيوبية-السعودية قال «هي علاقات مميزة قائمة منذ فجر التاريخ، فالمملكة العربية السعودية تربطنا بها علاقات مصالح مشتركة. والحديث عن علاقات إثيوبيا والسعودية يعود إلى هجرة المسلمين الأولى والثانية إلى الحبشة وهذه الهجرات استمرت وتواصلت بين شعبي البلدين». مشددا على أن «هذه الزيارة مهمة لتبادل وجهات النظر بين رئيس الوزراء الإثيوبي والعاهل السعودي وهناك ملفات وهواجس أمنية ومهددات لإثيوبيا والسعودية وخاصة تطورات الأحداث في اليمن».
إثيوبيا و«عاصفة الحزم»
«جيتاجو ردا» أكد أن «إثيوبيا تتفهم القرار الذي اتخذته السعودية في قيادة «عاصفة الحزم» لأن الأوضاع في اليمن هددت مباشرة الأمن السعودي حيث تم هناك في اليمن الاستيلاء بالقوة على السلطة، وتم استبعاد السلطة الشرعية في البلاد، واستنادا على مبدأ عدم تغيير السلطة بالقوة أكدنا دعمنا لموقف السعودية والسلطة الشرعية في اليمن ورحبنا منذ وقت مبكر بالمبادرة الخليجية وساندنا الحوار اليمني اليمني».
وحول التعاون الإثيوبي ــ السعودي في حل النزاعات في القرن الأفريقي ومنطقة البحر الأحمر قال «جيتاجو ردا»: «نحن لدينا تعاون وتنسيق مع السعودية في حل النزاعات والأزمات سواء أكانت في منطقة القرن الأفريقي أو الشرق الأوسط، فالسعودية دولة مهمة ولها ثقلها في الشرق الأوسط كما أن إثيوبيا دولة مهمة في منطقة القرن الأفريقي وأفريقيا. والتعاون بيننا يشمل المحافل الإقليمية والدولية وخاصة فيما يتعلق بإنهاء الصراعات في الصومال والسودان واليمن».
«جيتاجو ردا» أكد أن بلاده «ستعمل مع السعودية لمحاصرة الإرهاب في منطقة القرن الإفريقي والمتمثل في حركة «الشباب» في الصومال التي تصدر الإرهاب إلى دول الجوار ونحن قلقون من تنامي هذه المجموعات الإرهابية في المنطقة واليمن»، مشددا على أن «الإرهاب المتمثل في القاعدة وداعش هو خطر مشترك لأنه يهدد السلم الإقليمي والدولي. فالسعودية وإثيوبيا أكثر البلدان تأثرا من هذا الإرهاب». لافتا إلى أن هذه المجموعات اسستغلت الأزمة التي يعاني منها اليمن، والتعاون بين السعودية وإثيوبيا سيساعد على استئصال خطر الإرهاب في الصومال واليمن.
«إرتريا» ودعم الحوثيين
حذر «جيتاجو ردا» من استمرار تدفق الأسلحة من قبل الحكومة الإرتيرية التي تدعم المعارضة اليمنية وتؤجج الوضع في اليمن المتأزم أصلا. لافتا إلى إن «الحكومة الإرتيرية التي لها علاقات مع الحركات الإرهابية في القرن الأفريقي تستغل الأوضاع في اليمن لإحداث المزيد من الفوضى في اليمن ومنطقة القرن الأفريقي».
وشدد على إن «سياستنا ترتكز في رفض الانقلابات والاستيلاء على السلطة بالقوة ونؤمن بتداول السلطة بالوسائل السلمية والحوار، وانطلاقا من هذه المبادئ أكدنا دعمنا للحكومة الشرعية ولا زلنا نؤمن بأن الأزمة اليمنية يجب أن تحل عبر الحوار».
المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية قال «نحن نتابع الوضع في اليمن باهتمام شديد ونشعر بقلق من انتشار السلاح واتساع رقعة المليشيات التي تسعى لتحل محل الحكومة، وتنامي الجماعات الإرهابية مثل القاعدة التي نفذت عمليات إرهابية مؤخرا في اليمن الذي أصبح عرضة لسماسرة السلاح أمر يزيد المخاوف والقلق الشديد».