لأول مرة.. مسؤول حوثي كبير يطالب إيران بالبقاء بعيدا عن أزمة اليمن

الأربعاء 9 مارس 2016 06:03 ص

طالب مسؤول حوثي كبير، اليوم الأربعاء، المسؤولين الإيرانيين بالبقاء بعيدا عن الصراع اليمني، وذلك بعد يوم من قول جنرال إيراني إن طهران قد ترسل مستشارين عسكريين لمساعدة قوات الحوثيين.

وقال «يوسف الفيشي» عضو اللجنة الثورية للحوثيين على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «كفى مزايدات واستغلال (ا).. على المسؤولين في الجمهورية الإسلامية في إيران السكوت وترك الاستغلال والمزايدات بملف اليمن».

وفي العادة ينظر الحوثيون إلى إيران الشيعية كقوة صديقة في حربهم المستمرة منذ عام مع التحالف الذي تقوده السعودية.

وهذا هو أول تصريح علني موجه ضد المسؤولين الإيرانيين من جانب قيادي حوثي قريب من زعيم الجماعة «عبد الملك الحوثي».

وأمس الثلاثاء أشار البريجادير «مسعود جزايري» نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في مقابلة مع وكالة تسنيم للأنباء إلى أن إيران يمكن أن تدعم الحوثيين بالطريقة التي دعمت بها قوات رئيس النظام السوري «بشار الأسد» في سوريا.

وتزامن تصريح «الفيشي» مع زيارة وفد حوثي للسعودية في خطوة يمكن أن تكون محاولة لإنهاء القتال الذي أودى بحياة نحو ستة آلاف شخص.

وفي وقت سابق، أصدر مرجع ديني حوثي فتوى مثيرة للجدل، بقبول المصالحة والسلام مع السعودية، بالتزامن مع وجود وفد من الجماعة في المملكة ضمن جهود سياسية لإيقاف الحرب الدائرة في اليمن منذ أكثر من 11 شهرا.

وكتب المنظر الديني للحوثيين، «عصام العماد»، وهو أشهر يمني يدرس في حوزة علمية بمدينة «قُم» الإيرانية، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتاعي «فيسبوك»، إن «الله أمرنا بالمسالمة والمهادنة والمصالحة” مع من وصفه بـ«العدوان السعودي».

وأشار «العماد»، عبر حسابه الذي اطلع عليه «الخليج الجديد» إلى أنه سُئل هل يمكن لنا قبول الهدنة والصلح والسلم مع السعودية؟ بعد سنة مما قال إنها جرائم ارتكبت في حق أهل اليمن، فأجاب مستدلاً بالآية القرآنية «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها»، وكذلك «وإن يريدوا أن يخدعوك فأن حسبك الله، هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين».

وأضاف: «إذن فالله أمرنا بالمسالمة والمهادنة والمصالحة مع العدوان السعودي».

وتابع أن السعودية إذا كانت قد تبيت الخديعة «تركنا أمرهم لله، وهو يكفينا شر الخديعة.. مسيرتنا قرآنية، ولابد لنا أن نتعامل مع أهل سعود من منطلق قرآني، لا من منطلق عاطفي وانتقامي».

وجاءت فتوى القيادي الديني المقرب من الحوثيين بالتزامن مع مفاوضات مباشرة بين السعودية ووفد من الجماعة تجري وسط تكتم حول تفاصيل العملية.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن «التحالف العربي» الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن مبادلة جندي سعودي أسير مع سبعة متمردين «حوثيين»، في إطار مساع للتهدئة عند حدود البلدين تشمل إدخال مساعدات إنسانية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات.

وجاء في بيان نقلته «وكالة الأنباء السعودية» (واس)، «أعلنت قيادة قوات التحالف أن شخصيات قبلية واجتماعية يمنية سعت لإيجاد حالة من التهدئة على الحدود اليمنية المتاخمة للمملكة لإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات».

وأضاف البيان، «تم استعادة المعتقل السعودي العريف جابر أسعد الكعبي، وتم تسليم سبعة يمنيين تم القبض عليهم في مناطق العمليات بالقرب من الحدود السعودية الجنوبية».

وأضاف البيان، أن قيادة قوات التحالف ترحب باستمرار حالة التهدئة في إطار تطبيقها لخطة «إعادة الأمل»، بما يسهم في الوصول إلى حل سياسي برعاية «الأمم المتحدة» وفق قرار «مجلس الأمن الدولي» رقم 2216.

وكانت مصادر مطلعة، ذكرت السبت الماضي، أن مبعوث «الأمم المتحدة» إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، وصل إلى العاصمة السعودية الرياض لبحث مساع جديدة لوقف الحرب في اليمن.

وقالت المصادر  إن «ولد الشيخ» التقى الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» ضمن مساع أممية جديدة للتهيئة لجولة مفاوضات ثالثة بين الحكومة والانقلابيين.

إلى ذلك، تناقلت وسائل إعلام معلومات تتحدث عن توجهات أممية جديدة لتعديل القرار الأممي بشأن اليمن 2216 والذي يقضي بتخلي ميليشيا «الحوثي» عن السلاح والانسحاب من المدن وتسليم مؤسسات الدولة.

في حين أكدت مصادر إعلامية أخرى، أن السعودية تؤكد تمسكها بقرار «مجلس الأمن» حول اليمن وترفض أي إضافات أو تعديلات جديدة على القرار الأممي.

أكد مصدر «حوثي» أن قيادات «حوثية» رفيعة وصلت إلى السعودية مساء الاثنين وسلمت أسيرا سعوديا إلى سلطات بلاده.

في حين ذكرت مصادر أخرى أن هذه الزيارة تعد البوابة الأولى لتدشين (مفاوضات سرية) مع السلطات السعودية بعيدا عن الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح».

وأوضحت مصادر سياسية أن «زيارة الوفد الحوثي للسعودية بقيادة الناطق الرسمي للجماعة عبدالسلام فليتة، المشهور بمحمد عبد السلام، تعد أول خطوة لإذابة الجليد بين الجانبين وبدء مفاوضات سرية، بعيدا عن تأثيرات الرئيس السابق علي صالح وبعيدا عن الجناح الموالي له في حزب المؤتمر الشعبي العام».

هذا، وتحاول «الأمم المتحدة» من دون جدوى حتى الآن، استئناف المفاوضات بين أطراف النزاع، إثر جولة أولى عقدت في سويسرا بين 15 و20 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وقالت السعودية اليوم الأربعاء، إنها بادلت ضابطا بسبعة من السجناء اليمنيين مع الحوثيين وأكدت استمرار التهدئة على حدود البلدين.

 

  كلمات مفتاحية

إيران اليمن قيادي حوثي الحوثيين التحالف العربي

مرجع حوثي في قم الإيرانية يصدر فتوى بـ«التصالح» مع السعودية

«التحالف العربي» يعلن مبادلة جندي سعودي مع سبعة متمردين يمنيين

قوات التحالف العربي تعلن التوصل إلى هدنة على الحدود السعودية اليمنية

مسؤول إيراني: قد نرسل مستشارين عسكريين إلى اليمن

«ولد الشيخ» في مراسلة سرية: الرياض تفاوض الحوثيين وجها لوجه.. و«مجتهد» يؤكد

حزب «صالح»: نرحب بأية جهود مبذولة من «الأشقاء» السعوديين لوقف الحرب

تفاهمات ذات مغزى

«البرلمان العربي» يؤكد استنكاره الشديد لتصريحات إيران بشأن التدخل في اليمن

السعودية‬⁩: زيارة الوفد الحوثي للتهدئة وليس للتفاوض