موسكو: أول مجموعة من المقاتلات الروسية تغادر سوريا

الثلاثاء 15 مارس 2016 08:03 ص

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، أن موسكو بدأت بالفعل سحب قواتها من سوريا، حيث أقلعت أول مجموعة من الطائرات الروسية من سوريا متوجهة نحو قواعد تواجدها الدائم في روسيا.

وأشار بيان لوزارة الدفاع إلى أن «مجموعات الرحلات الطويلة تضم كل منها قائدا، وهو طائرة من طائرات النقل العسكري توبوليف 154 أو إيل-76، إضافة إلى أنواع مختلفة من الطائرات المقاتلة»، حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية.

يأتي ذلك بعد ساعات على إعلان الرئيس «فلاديمير بوتين» مساء الإثنين سحب القسم الأكبر من القوات الروسية من هذا البلد.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان سابق، إن «تقنيين بدأوا بتحضير الطائرات لرحلات طويلة المدى إلى قواعدها في روسيا، مضيفة أن القوات العسكرية تقوم بتحميل معدات وتجهيزات على متن هذه الطائرات».

وذكر وزير الدفاع الروسي «سيرغي شويغو» أن الطائرات الروسية قامت بأكثر من 9000 طلعة جوية في سوريا.

الكرملين: الانسحاب ليس نتيجة مفاوضات

من جهته نفى الكرملين أن يكون قرار سحب القوات الروسية الأساسية من سوريا يستهدف ممارسة الضغط على «بشار الأسدر، مؤكدا أن الرئيس الروسي لم يناقش هذا القرار مع نظرائه الدوليين.

وقال «دميتري بيسكوف» الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، اليوم الثلاثاء، ردا على سؤال حول ما إذا كان قرار الرئيس الروسي يشير إلى عدم ارتياح موسكو لموقف رئيس النظام السوري: «لا ليس الأمر هكذا».

وأردف قائلا: «إنه قرار اتخذه الرئيس الروسي والقائد العام للقوات المسلحة الروسية، اعتمادا على نتائج عمل القوات الروسية في سوريا».

وأوضح أن «بوتين» أخذ تلك النتائج بعين الاعتبار وتوصل إلى استنتاج مفاده أنه تم تحقيق المهمات الأساسية المطروحة بسوريا.

وشدد «بيسكوف» قائلا: «لم يكون هذا الموضوع مطروحا خلال المحادثات مع الزعماء الأجانب، بل هو قرار اتخذه الرئيس الروسي لوحده».

وأكد أن قسما من العسكريين الروس سيبقون في قاعدتي حميميم وطرطوس، لكنه نصح الصحفيين بالتوجه إلى وزارة الدفاع الروسية بأسئلتهم المتعلقة بمستقبل برنامج المستشارين العسكريين الروس في سوريا ومنظومة «إس-400» المنشورة في قاعدة حميميم الجوية.

 

وأمس الإثنين، أوعز الرئيس الروسي، لوزير دفاعه، «سيرغي شويغو»، بسحب قوات بلاده الرئيسية من سوريا بدءا من اليوم الثلاثاء (اليوم).

وقال موقع «روسيا اليوم» الحكومي إن قرار «بوتين» جاء عقب لقاء ثلاثي جمعه في الكرملين، مع «شويغو» ووزير الخارجية، «سيرغي لافروف».

ولفت الرئيس الروسي إلى أن «جميع ما خرج به اللقاء» تم بالتنسيق مع «بشار الأسد»، واعتبر أن «المهمات التي كلفت بها القوات الروسية في سوريا تم انجازها».

وأوضح «بوتين» أن «الجانب الروسي سيحافظ من أجل مراقبة نظام وقف الأعمال القتالية على مركز تأمين تحليق الطيران في الأراضي السورية».

أيضا، لفت إلى أن «القاعدتين الروسيتين في (بلدة) حميميم (وسط) و(ميناء) طرطوس (على البحر المتوسط غربا) ستواصلان عملهما كما في السابق».

وأعرب عن أمله بأن بدء سحب القوات الروسية من سوريا سيشكل دافعا إيجابيا لعملية التفاوض بين القوى السياسية السورية في جنيف.

كما كلف «بوتين» وزير خارجيته «بتعزيز المشاركة الروسية في تنظيم العملية السلمية لحل الأزمة السورية».

من جانبه، زعم «شويغو» أن القوات الروسية قضت على أكثر من 2000 «إرهابي» في سوريا.

من جانبها، علقت وكالة أنباء «سانا»، التابعة لنظام «بشار الأسد»، على القرار الروسي بالقول: «بعد النجاحات التي حققها الجيش (...) بالتعاون مع سلاح الجو الروسي في محاربة ‏الإرهاب وعودة الأمن والأمان لمناطق عديدة في ‏سوريا وارتفاع وتيرة ورقعة المصالحات في البلاد اتفق الجانبان السوري والروسي خلال اتصال هاتفي بين (..) بشار ‏الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تخفيض عديد القوات الجوية الروسية في سوريا بما يتوافق مع المرحلة الميدانية الحالية واستمرار وقف الأعمال القتالية».

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، بدأت موسكو عملية عسكرية ضخمة في سوريا قالت إنها تستهدف تنظيم «الدولة الإسلامية»، لكن العمليات على الأرض كانت تستهدف بالدرجة الأولى قوات المعارضة المناهضة لـ«الأسد».

وفي هذا الإطار، تحدثت تقارير استخباراتية غربية عن قيام روسيا ببناء قواعد عسكرية جديدة في سوريا من بينها قاعدة في بلدة حميميم، إضافة إلى قاعدتها البحرية المتواجدة في ميناء طرطوس.

ولا يعرف على وجه الدقة حتى الساعة ما يقصده «بوتين» من تعبير «القوات الرئيسية» في سوريا؛ حيث لا يعرف أصلا حجم القوات الروسية إجمالا هناك.

اتفاق روسي أمريكي إيراني

من جهتها قالت مصادر، إن المئات من عناصر «حزب الله» الذين يقاتلون في سوريا بدأوا منذ عصر أمس بالعودة إلى منازلهم في الضاحية الجنوبية بشكل مفاجئ وكثيف دون سابق إنذار.

ونقل موقع «جنوبية»، اللبناني الشيعي المعارض لـ«حزب الله إن مصادر مقربة من الحزب أكدت له تلك المعلومات.

وكشف الموقع أن الانسحاب الروسي يؤكد وجود اتفاق أمريكي روسي صلب وقوي يقضي ببدء العملية السياسية لحل الأزمة السورية، مع عدم السماح لأي من الأطراف بإفشالها.

وبين أن هناك قبولا إيرانيا ومن «حزب الله» بهذا الاتفاق دون إعلان رسمي، فالحزب بدأ بسحب مقاتليه قبل إعلان «بوتين» عن سحب القوات الروسية، وهذا يظهر أن إيران و«حزب الله» معنيان بهذا الاتفاق وملتزمان به.

وكان الرئيس الأمريكي، «باراك أوباما»، رحب بقرار نظيره الروسي، «فلاديمير بوتين»، بالبدء بسحب القوات الروسية الموجودة في سوريا، مؤكدا الحاجة إلى الانتقال السياسي لإنهاء العنف في سوريا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا تسحب قواتها سوريا موسكو النظام السوري بوتين

مصادر: «حزب الله» سحب عناصره بسوريا قبل ساعات من الانسحاب الروسي

«أوباما» يرحب بسحب روسيا قواتها من سوريا ويؤكد: الأهم هو الانتقال السياسي

ما الذي قد يعنيه الانسحاب المفاجئ لروسيا من سوريا؟

«بوتين» يأمر بسحب «القوات الرئيسية» من سوريا بداية من الغد

محللون: واشنطن وموسكو تمسكان بزمام الأمور في سوريا

مجلس الأمن يرحب بانسحاب روسيا من سوريا .. و«دي ميستورا»: خطوة إيجابية

الكرملين: روسيا ستحتفظ بنظام «إس-400» للدفاع الجوي في سوريا

«ناشيونال إنترست»: ما الذي ربحه «بوتين» من تدخله العسكري في سوريا؟

المعارضة السورية: خفض القوات الروسية قد ينهي ديكتاتورية «الأسد» وجرائمه