محللون: واشنطن وموسكو تمسكان بزمام الأمور في سوريا

الاثنين 14 مارس 2016 01:03 ص

قال «هيثم مناع»، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، وهو تشكيل معارض لا يشارك في مفاوضات جنيف إن القوتان الكبريان (واشنطن وموسكو) تتباحثان عبر الهاتف وفي أي مكان في العالم، ومن ثم تبلغان قرارهما لحلفائهما السوريين ولموفد «الأمم المتحدة» إلى سوريا «ستيفان دي ميستورا».

وأضاف أنهما تحددان خطوطا حمراء للقوى الإقليمية لا يجدر بها تخطيها، حيث يحذر الأميركيون الأتراك من أي عملية داخل سوريا، ويطلبون من السعوديين التوقف عن إرسال السلاح، وتقوم روسيا بالأمر نفسه مع إيران.

من جانبه، يقول الخبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد «كارنيغي» للأبحاث، «جوزف باحوط»: «تمسك الولايات المتحدة وروسيا بزمام القيادة وتحتكر الموضوع السوري».

وعلى الرغم من دعمهما لطرفين مختلفين من أطراف النزاع، فان القوتين الكبريين لم تتدخلا بهذه القوة علنا في السنوات الأولى من النزاع الذي بدأ في مارس/آذار 2011 بتظاهرات طالبت بإصلاحات ثم بإسقاط نظام رئيس النظام «بشار الأسد»، لكنها ووجهت بحملة قمع عنيفة، ومنذ ذلك الحين، غرقت البلاد في حرب متعددة الأطراف أسفرت عن مقتل أكثر من 270 ألف شخص وتشريد نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

وقد برز الدور الإقليمي في مرحلة أولى مع محاولات جامعة الدول العربية إيجاد حلول للأزمة، ثم مع دعم سياسي ومالي وعسكري من دول إقليمية أبرزها السعودية وقطر وتركيا لفصائل المعارضة المسلحة، وتدخل «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران، الحليف الإقليمي الأقوى للنظام، في القتال إلى جانب القوات الحكومية.

من جهة أخرى،  قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأمريكية في بيروت «باسل صلوخ»: «ما بدأ على أنه حراك غير عنفي تحول إلى نزاع متداخل بين إطراف محلية وإقليمية ودولية على سوريا».

وأضاف: «سمحت الخلافات الجيوسياسية والطائفية للقوى الكبرى بتقديم نفسها على أنها الحكم الفصل في هذه النزاعات السورية المتشابكة»، وبالتالي بحسب قوله، «ستحدد المصالح الاستراتيجية لروسيا والولايات المتحدة وليس تطلعات الشعب شكل التسوية في سوريا».

ففي البداية، امتنعت الولايات المتحدة عن التدخل مباشرة في النزاع السوري. في العام 2013، وتراجع الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» عن تنفيذ تهديد بقصف مواقع الجيش السوري إثر هجوم بأسلحة كيميائية اتهمت قوات النظام بالوقوف خلفه وقتل فيه المئات في ريف دمشق.

وقال «أوباما» أخيرا لمجلة «أتلانتيك» الإلكترونية إن التصور بأننا كنا نستطيع أن نغير المعادلة على الأرض لم يكن يوما صحيحا.

إلا أن صعود المسلحين وخصوصا تنظيم «الدولة الإسلامية» وانتشارهم في مناطق واسعة في سوريا والعراق، دفع الولايات المتحدة إلى قيادة تحالف دولي بدأ بتنفيذ غارات جوية ضدهم في صيف العام 2014.

أما روسيا التي واظبت طوال أربع سنوات ونصف على حماية الرئيس السوري «بشار الأسد» دبلوماسيا، فوجدت نفسها مضطرة للتدخل عسكريا إثر الخسائر الفادحة التي مني بها النظام فلم يعد يسيطر سوى على 30% من البلاد.

وفي 30 سبتمبر/أيلول 2015، بدأت موسكو حملة جوية دعما للجيش السوري ساعدته فعليا على التقدم في محافظات عدة.

إلى ذلك، قال مصدر دبلوماسي في دمشق لـ«وكالة فرانس برس»: «ظنت موسكو لوقت طويل أن النظام قادر على تدبير أموره بنفسه، ولكن طهران هي من دقت جرس الإنذار، مشيرا إلى أن مسؤولين إيرانيين ذهبوا إلى موسكو لإبلاغ الروس أنهم في حال لم يتدخلوا بسرعة، فإن النظام سينهار».

وقال رئيس تحرير مجلة «روسية والسياسة العالمية»، «فيودور لوكيانوف»: «بعد حوالي 30 عاما على نهاية الحرب الباردة، يتبين أن واشنطن وموسكو هما الدولتان الوحيدتان القادرتان على اتخاذ القرارات وتنفيذها، كما في الأيام الغابرة».

وأضاف: «الدول الأخرى لا تريد أو لا تستطيع القيام ذلك، هذه هي حصيلة النظام العالمي الجديد».

وتابع: «هذا لا يعني أنهما ستتمكنان من حل كل المشاكل، فعلى الأرض يعود الأمر إلى القوى الإقليمية، وموسكو وواشنطن لا تسيطران عليها بالكامل».

وبرغم ذلك، قال «لوكيانوف»: «تبقى واشنطن وموسكو الدولتان الوحيدتان القادرتان على دفع الإطراف المتنازعة نحو السلام».

وأوضح أن الدولتان ولا تتردد في إثبات قدرتهما هذه، فحين أعلن «بشار الأسد» أنه يريد استعادة الأراضي السورية كافة، سارعت موسكو إلى التخفيف من حدة التصريح.

وقال المبعوث الروسي إلى «الأمم المتحدة»، «فيتالي تشوركين» إن «روسيا انخرطت بجدية كبرى في هذه الأزمة، سياسيا ودبلوماسيا والآن عسكريا، وبالتالي نريد بالطبع أن يأخذ بشار الأسد هذا بالاعتبار».

ويعد اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي بدأ العمل به في 27 فبراير/شباط الماضي النموذج الأفضل على التعاون الروسي الأمريكي، وخلافا للتوقعات، ما تزال هذه الهدنة التي فرضتها موسكو وواشنطن صامدة بشكل عام.

المصدر | الخليج الجديد + وكالة الأنباء الفرنسية

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا الولايات المتحدة إيران تركيا بشار الأسد الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا

«اليونيسيف»: 8.4 ملايين طفل سوري يعانون آثار الحرب

الإعلان عن فصيل سوري معارض جديد من قاعدة حميميم الروسية

معهد واشنطن: 150 قتيلا لإيران وميليشياتها في سوريا منذ 2012

تواصل المظاهرات بإيران ضد سياسة دعم «الأسد» في سوريا

المعارضة السورية: المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل «الأسد» أو موته

لماذا يحتاج «بوتين» إلى التخطيط لمغادرة سوريا سريعا؟

فرنسا: روسيا توقفت عن قصف المعارضة السورية المعتدلة

«أوباما» يرحب بسحب روسيا قواتها من سوريا ويؤكد: الأهم هو الانتقال السياسي

مصادر: «حزب الله» سحب عناصره بسوريا قبل ساعات من الانسحاب الروسي

موسكو: أول مجموعة من المقاتلات الروسية تغادر سوريا

«موسكو» تدعو لاستئناف المفاوضات وترفض استقالة «الأسد»