المعارضة السورية: المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل «الأسد» أو موته

الأحد 13 مارس 2016 06:03 ص

قال كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية «محمد علوش» إن مفاوضات جنيف ستكون لتحقيق انتقال سياسي حقيقي في سوريا لا مكان فيه لرئيس النظام «بشار الأسد»، بينما شدد وزير خارجية النظام «وليد المعلم» على أن «الأسد خط أحمر».

وصرح كبير المفاوضين السوريين عقب وصول وفد المعارضة أمس السبت إلى جنيف وعلى رأسه «أسعد الزعبي»، بأن المفاوضات -التي تنطلق غدا الاثنين- مع النظام ستكون لتحقيق انتقال سياسي حقيقي لا مجال فيه لـ«بشار الأسد»، وذلك تطبيقا لما جاء في بيان جنيف وقرار «مجلس الأمن الدولي» القاضي بإنشاء هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية.

وأضاف «علوش» أن المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل «الأسد» أو موته، مشددا على أن المعارضة جاءت إلى المفاوضات من أجل أن تعيد السلطة للشعب السوري، وأن تخلصه من الاستبداد والدكتاتورية التي مارسها النظام السوري طيلة أربعين عاما.

وجاءت تصريحات كبير المفاوضين السوريين ردا على ما قاله وزير خارجية النظام السوري «وليد المعلم» في وقت سابق من أن النظام السوري خط أحمر.

وأضاف «المعلم في مؤتمر صحفي بالعاصمة السورية دمشق «لن نحاور أحدا يتحدث عن مقام الرئاسة، وبشار الأسد خط أحمر وهو ملك للشعب السوري، وإذا استمروا في هذا النهج فلا داعي لقدومهم إلى جنيف».

وتابع بأن تعبير الفترة الانتقالية في مفاوضات جنيف يعني الانتقال من الحكومة الحالية إلى حكومة أخرى، ومن الدستور الحالي إلى دستور آخر.

ووصف «علوش» تعليقات «المعلم» التي قال فيها إن قضية الرئاسة لن تطرح خلال المفاوضات، بأنها «بهلوانية».

وبموجب مسار المفاوضات الذي ترعاه «الأمم المتحدة» فإن حكومة انتقالية ودستورا جديدا يجب أن ينجزا في غضون ستة أشهر من استئناف مفاوضات جنيف غدا الاثنين، يعقب ذلك بنحو 12 شهرا تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية تحت إشراف أممي.

وقال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا «ستيفان دي ميستورا» في وقت سابق إنه قرر أن يبدأ غدا الاثنين بالعد العكسي للأشهر الـ18 اللازمة لتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية، وإلا فإن الخطر سيكمن في تأجيل هذا الاستحقاق باستمرار.

وفيما يخص الهدنة، قال كبير المفاوضين السوريين إنه يجري التداول حاليا في عملية تمديد الهدنة المستمرة منذ أسبوعين بموجب اتفاق أمريكي روسي.

واتهم «علوش» النظام وحليفه الروسي بانتهاك الهدنة، قائلا إن عدد خروقات اتفاق وقف إطلاق النار تجاوزت 350 خرقا في الأسبوعين الماضيين، موضحا أن أي تجاوز أو خرق سيتم الرد عليه.

وبدأ سريان الهدنة يوم 27 فبراير/شباط الماضي، ورغم عدد من الخروقات فإن الاتفاق ما زال صامدا، وقد أتاح إيصال مساعدات إنسانية إلى السكان المحاصرين، وتنظيم مفاوضات جنيف في ظروف أكثر هدوءا.

وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الأمريكي «كيري» عن مباحثات مع موسكو أمس السبت بالعاصمة الأردنية عمان بشأن الهدنة السورية قبل انطلاق مفاوضات جنيف.

وأضاف أن مستوى العنف في سوريا تراجع بنسبة 80 إلى 90%، ولكنه قال «لا يمكن للنظام استخدام هذه العملية (الهدنة المعلنة) لاستغلال الموقف بينما يحاول الآخرون مخلصين الالتزام بها».

«الأسد» بين روسيا والمعارضة

في المقابل، قال «أليكسي بورودافكين»، مندوب روسيا الدائم لدى مقر «الأمم المتحدة» في جنيف، إن على المعارضة السورية (المتشددة) أن تتخلى عن مطالبها بالتنحي الفوري لرئيس النظام السوري «بشار الأسد» من منصبه.

وفي تصريح صحفي أدلى به في جنيف، أمس السبت، أعرب «بورودافكين» عن قلق موسكو من إصرار المعارضة المتشددة على طرحها مطلب رحيل «الأسد» كشرط مسبق.

وقال «بورودافكين»: «كون مثل هذه المطالب غير الواقعية لا يمكن أن تتحقق على الصعيد العملي يدل على أن هؤلاء المعارضين المتشددين ببساطة غير جاهزين في الحقيقة لخوض مفاوضات وتوصل إلى اتفاق».

وقال «بورودافكين» إن جميع الاتهامات الموجهة إلى روسيا بخرقها شروط وقف الأعمال القتالية في سوريا عارية عن الصحة.

وأضاف أن معارضي وقف القتال في سوريا يحاولون دفع طرفي النزاع إلى مواصلة سفك الدماء ويدسون تقارير مزورة مفبركة تفيد بأن سلاح الجو السوري أو الروسي يوجه ضربات إلى منشآت مدنية، مما يؤدي إلى خسائر هائلة بين المدنيين.

وأشار إلى أن حقيقة النشاطات التي تقوم بها روسيا في سوريا تنعكس في بيانات يومية تنشرها وزارة الدفاع الروسية، مضيفا أن نظام وقف أعمال القتال في سوريا لا يزال صامدا بصورة عامة.

وتعليقا على دور روسيا والولايات المتحدة في تسوية الأزمة السورية أكد «بورودافكين» أن التعاون البناء بين موسكو وواشنطن يعزز الآمال في استمرار نظام وقف إطلاق النار في البلاد.

وقال المسؤول الروسي في هذا السياق: «إن التعاون بيننا والأمريكيين في كل من المجالين العسكري والدبلوماسي يقع على مستوى عال، وتجرى اتصالات العمل بشكل يومي، ونبحث جميع القضايا بأسلوب هادئ وعملي، الأمر الذي يعطي أساسا للأمل في أن نظام وقف الأعمال القتالية، الذي بادرت به روسيا والولايات المتحدة، سيستمر وستدعمه جميع الأطراف المعنية».

وشدد «بورودافكين» على أن تنفيذ الإجراءات المناسبة الخاصة بالحفاظ على الهدنة يجب أن يضمنه العسكريون، مشيرا إلى أن هناك تقدما ملموسا في هذا الاتجاه.

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا الولايات المتحدة بشار الأسد وليد المعلم محمد علوش المعارضة ستيفان دي ميستورا المرحلة الانتقالية

«المعلم»: سنشارك في مفاوضات جنيف و«الأسد» خط أحمر

قوات «الأسد» وروسيا تواصل انتهاك الهدنة في مسعى لإضعاف «جيش الإسلام»

«الأسد» «المستقوي» بروسيا وإيران يجدد عرضه لعفو مشروط عن المعارضة

روسيا والأسد ينتهكان «وقف الأعمال العدائية».. والمعارضة تؤكد خرق الهدنة

«خوجة»: المرحلة الانتقالية في سوريا لابد أن تخلو من «الأسد»

المعارضة تسقط طائرة تابعة لـ«الأسد» بـ«حماة».. والنظام يعترف

الإعلان عن فصيل سوري معارض جديد من قاعدة حميميم الروسية

محللون: واشنطن وموسكو تمسكان بزمام الأمور في سوريا