معهد واشنطن: 150 قتيلا لإيران وميليشياتها في سوريا منذ 2012

الاثنين 14 مارس 2016 08:03 ص

كشف معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني، أن أكثر من 1530 مقاتلا تابعا لإيران وميليشياتها سقطوا خلال القتال بجوار النظام السوري.

وأوضح التقرير الذي نشره المعهد على موقعه الرسمي قبل 3 أيام، أن «وفق الأرقام الرسمية سواء لإيران أو مليشياتها، باستثناء المليشيات العراقية، فقد قتل أكثر من 1530 مقاتلا على الأقل في المعارك بين 19 كانون الثاني/يناير 2012 و8 آذار/ مارس 2016، ويشكل مقاتلو حزب الله اللبناني أكثر من نصف عدد هؤلاء الضحايا (878)، بينما يشكل الإيرانيون ربع هذا العدد تقريبا 342 معظمهم من الحرس الثوري، ويتوزع العدد المتبقي بين الأفغان 255 والباكستانيين 55».

وأضاف التقرير: «يجب اعتبار هذه الأعداد على أنها الحد الأدنى المطلق، نظرا إلى احتمال عدم إفصاح تلك الأطراف عن الأرقام الكاملة لعناصرها المشاركة والخسائر في صفوفها».

ولفت التقرير إلى أن «إيران لم ترسل سوى الحد الأدنى من القوة اللازمة للإبقاء على بشار الأسد في السلطة، لذلك لا يمكن القول إن إيران شاركت بكامل قواها عسكريا عندما يتعلق الأمر بدعم حليفها السوري، فباستثناء فيلق القدس الصغير نسبيا، لم ترسل إيران إلى سوريا سوى عدد قليل من مشاة الحرس الثوري البالغ عددهم 100 ألف عنصر، ومن جيش الجمهورية الإسلامية البالغ عدده 350 ألفا».

وأشار إلى أن إيران تسعى إلى الحد من تعرضها للمخاطر ومن خسائرها عبر استخدام جميع وكلائها غير الإيرانيين، حتى في الحالات التي تكون مشاركة العسكريين الإيرانيين فيها أكثر فعالية.

وقال إن «استخدام الوكلاء يتيح لإيران تعزيز علاقاتها مع المجتمعات التي يأتي منها هؤلاء المقاتلون وتوسيع خيارات بسط نفوذها في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، يُحتمل أن طهران تحاول الحد من احتمال مواجهة ردود فعل محلية عنيفة - وبينما تشير استطلاعات الرأي في إيران دعما قويا لمحاربة تنظيم الدولة، إلا أن مساندة نظام الأسد لا تلقى قدرا موازيا من الدعم».

وتناول التقرير تفاصيل التدخل الإيراني في الأزمة السورية، ففي البداية، أرسلت طهران عددا كبيرا من عناصر فيلق القدس، من ضمنهم أعضاء رفيعو المستوى، وقتل عدة جنرالات من الفيلق، ومع مرور الوقت، تضخّم انتشار فيلق القدس وأصبح مُجهدا على ما يرجح، بسبب مسؤولياته الأخرى في لبنان والعراق واليمن، الأمر الذي استدعى إرسال مسلحين من مشاة الحرس الثوري وقوات الباسيج (التعبئة الشعبية) إلى سوريا.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت إيران أن عناصر من مشاتها النظاميين من جيش الجمهورية الإسلامية، يخدمون حاليا كمستشارين في سوريا ولكن لم يبلغ عن سقوط أي ضحايا بينهم حتى الآن.

وقال التقرير إنه منذ بدء الغارات الجوية الروسية في سبتمبر/أيلول 2015، ارتفع عدد قتلى عناصر الحرس الثوري في سوريا ارتفاعا كبيرا، كما ارتفعت خسائر الأفغان والباكستانيين.

تقرير معهد واشنطن، أكد أيضا أنه في صيف عام 2015، عندما بدا أن مسار الحرب يتحول ضد «الأسد»، أقنعت طهران موسكو بضرورة التدخل، باستقطابها روسيا بشكل فعال كقوة عظمى حليفة، يمكنها توفير الدعم اللازم لإنقاذ النظام، وعلى الرغم من أن إيران زادت عدد قواتها في سوريا لوقت قصير خلال هذه الفترة، إلا أنها تمكنت من سحبها بعد أشهر قليلة، عندما بدأت قوة النيران الروسية التي غيرت قواعد اللعبة بمساعدة الائتلاف الداعم لـ«لأسد في التفوق مجددا على المعارضة.

ووفق التقرير فإن، الإعلان المستمر عن سقوط ضحايا إيرانيين، -حيث أعلن عن سقوط ثلاث ضحايا في الأسبوع الثاني من الشهر الجاري، بالذات مثلا- يظهر أن قوات فيلق القدس ومشاة الحرس الثوري ما زالت تقاتل في الميدان السوري.

وبين التقرير أن استراتيجية طهران في استخدام الحرب بالوكالة لإدارة المخاطر والحد من تدخلها المباشر في سوريا قد نجحت حتى الآن، وإذا استمرت المعارك الواسعة النطاق، سوف يعتمد نجاح هذه الاستراتيجية في المستقبل على استمرار قدرة إيران على إيجاد وكلاء شيعة لاستخدامهم وقودا لمدافعها - للتخفيف من خسائرها الخاصة - وعلى حسابات روسيا حول التكاليف والفوائد.

وتشارك قوات من «الحرس الثوري» الإيراني في صفوف قوات النظام السوري، في القتال ضد المعارضة السورية، حيث فقدت طهران عددا كبيرا من عناصرها خلال المواجهات، بينهم ضباط كبار في «الحرس الثوري».

ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة «الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة.

وما تزال المعارك مستمرة حتى اليوم، وخلفت أكثر من 250 ألف قتيل، وتسببت في نزوح نحو 10 ملايين سوري عن مساكنهم داخل البلاد وخارجها، بحسب إحصاءات أممية وحقوقية.

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران الأسد سوريا الحرس الثوري حزب الله

تواصل المظاهرات بإيران ضد سياسة دعم «الأسد» في سوريا

«الدولة الإسلامية» يقتل 10 إيرانيين و5 من جنود النظام السوري في معارك بتدمر

مقتل ضابط بـ«الحرس الثوري» الإيراني وعدد من قوات التعبئة بمعارك في سوريا

مقتل 6 من الحرس الثوري الإيراني في معارك بحلب

تشييع جثامين 4 ضباط من الحرس الثوري الإيراني قتلوا في ريف حلب الجنوبي

الإعلان عن فصيل سوري معارض جديد من قاعدة حميميم الروسية

محللون: واشنطن وموسكو تمسكان بزمام الأمور في سوريا