قالت المعارضة السورية اليوم الثلاثاء، إن الخطوة التي اتخذها الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» لخفض عدد قواته في البلاد يمكن أن تمهد الطريق لوضع نهاية للحرب التي بدأت قبل أكثر من خمس سنوات على الرغم من أن موسكو لم تبلغها بالقرار.
وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات لقوى المعارضة السورية، «سالم المسلط» للصحفيين، إن سحب القوات يمكن أن يساعد في وضع نهاية لدكتاتورية «بشار الأسد» وجرائمه.
وعرض التلفزيون الروسي لقطات لطائرات عسكرية روسية تقلع من القاعدة الجوية الروسية في سوريا اليوم الثلاثاء، في طريقها للعودة إلى الوطن في إطار انسحاب جزئي تنفيذا لأوامر الرئيس «فلاديمير بوتين».
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق اليوم، أن موسكو بدأت بالفعل سحب قواتها من سوريا، حيث أقلعت أول مجموعة من الطائرات الروسية من سوريا متوجهة نحو قواعد تواجدها الدائم في روسيا.
وأشار بيان لوزارة الدفاع إلى أن «مجموعات الرحلات الطويلة تضم كل منها قائدا، وهو طائرة من طائرات النقل العسكري توبوليف 154 أو إيل-76، إضافة إلى أنواع مختلفة من الطائرات المقاتلة»، حسب وكالة «سبوتنيك» الروسية.
يأتي ذلك بعد ساعات على إعلان الرئيس «فلاديمير بوتين» مساء الإثنين سحب القسم الأكبر من القوات الروسية من هذا البلد.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن «سيرغي إيفانوف» كبير موظفي الكرملين قوله اليوم الثلاثاء، إن روسيا ستبقي نظام الدفاع الجوي «إس-400» الأكثر تطورا في سوريا رغم الانسحاب المقرر لمعظم القوات الروسية من هناك.
وقال «إيفانوف» للصحفيين حين سئل عما إذا كانت روسيا ستبقي النظام الصاروخي سطح جو «إس-400»: «هناك حاجة لأكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورا من أجل ضمان الأمن بفاعلية بما في ذلك من الجو».
ويصل مدى النظام المضاد للطائرات إلى 400 كيلومتر وهو ما يعني أن تسيطر روسيا على مساحات كبيرة من الأجواء السورية.
وفي وقت سابق، نفى الكرملين أن يكون قرار سحب القوات الروسية الأساسية من سوريا يستهدف ممارسة الضغط على «بشار الأسد»، مؤكدا أن الرئيس الروسي لم يناقش هذا القرار مع نظرائه الدوليين.
وقال «دميتري بيسكوف» الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، ردا على سؤال حول ما إذا كان قرار الرئيس الروسي يشير إلى عدم ارتياح موسكو لموقف رئيس النظام السوري: «لا ليس الأمر هكذا».
وأردف قائلا: «إنه قرار اتخذه الرئيس الروسي والقائد العام للقوات المسلحة الروسية، اعتمادا على نتائج عمل القوات الروسية في سوريا».
وأوضح أن «بوتين» أخذ تلك النتائج بعين الاعتبار وتوصل إلى استنتاج مفاده أنه تم تحقيق المهمات الأساسية المطروحة بسوريا.
وشدد «بيسكوف» قائلا: «لم يكون هذا الموضوع مطروحا خلال المحادثات مع الزعماء الأجانب، بل هو قرار اتخذه الرئيس الروسي لوحده».
وكان الرئيس الأمريكي، «باراك أوباما»، رحب بقرار نظيره الروسي، «فلاديمير بوتين»، بالبدء بسحب القوات الروسية الموجودة في سوريا، مؤكدا الحاجة إلى الانتقال السياسي لإنهاء العنف في سوريا، كما رحب كل من مجلس الأمن وإيران و«ستيفان دي مستورا»، المبعوث الأممي إلى سوريا بالخطوة الروسية.