قال «غادي ايزنكوت»، رئيس أركان جيش الاحتلال «الإسرائيلي»، اليوم الثلاثاء، إن إعلان روسيا، مساء أمس، بدء سحب قواتها من الأراضي السورية كان بدون إنذار مسبق.
«ايزنكوت» أضاف خلال اجتماع عقدته لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي): «خلافا للقرار الروسي قبل عدة أشهر بالانخراط بفاعلية في القتال في سوريا فإن القرار الروسي مساء أمس بتقليص التدخل جاء بدون معلومات مسبقة»، حسب ما نقلت عنه وكالة «الأناضول» للأنباء.
واعتبر رئيس الأركان «الإسرائيلي» أن التدخل الروسي في سوريا، الذي بدأ في سبتمبر/أيلول الماضي، «عزّز وضع (رئيس النظام السوري بشار) الأسد؛ ما أتاح له الذهاب إلى مفاوضات جنيف (المنعقدة حالياً) من موقع قوة».
وأعرب عن اعتقاده بأنه الانسحاب الروسي من سوريا سيكون «تدريجيا».
وقال: «على الأرجح، ستحافظ روسيا على قاعدتين في سوريا، وسيتم تقليص القوات الروسية في أرض المعركة، ولكن ليس بشكل كامل».
كان الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، أوعز لوزير الدفاع الروسي، «سيرغي شويغو»، أمس الإثنين، بسحب «القوات الرئيسية» من سوريا، اعتباراً من اليوم الثلاثاء، معتبرا أن «المهام التي كٌلفت بها القوات الروسية في سوريا تم إنجازها».
ووفق تلفزيون «روسيا اليوم»، جاء قرار «بوتين» عقب اجتماع عقده في الكرملين مع كل من وزير الدفاع «سيرغي شويغو»، ووزير الخارجية، «سيرغي لافروف».
وأوضح «بوتين»، خلال الاجتماع، أن «الجانب الروسي سيحافظ من أجل مراقبة نظام وقف الأعمال القتالية على مركز تأمين تحليق الطيران في الأراضي السورية».
أيضا، لفت إلى أن «القاعدتين الروسيتين في (بلدة) حميميم (وسط) و(ميناء) طرطوس (على البحر المتوسط غربا) ستواصلان عملهما كما في السابق».
اتصالات فلسطينية «إسرائيلية»
في سياق آخر، أشار «ايزنكوت» إلى أن الاتصالات، التي جرت مؤخراً، مع الفلسطينيين «لم تحمل طابعاً سياسياً، بل كانت أمنية محضة».
وأضاف موضحا: «هدفت هذه الاتصالات إلى تحسين الظروف الأمنية والمعيشية لكلا الجانبين، والنية كانت تتجه نحو تطبيق تفاهمات في مدينتي أريحا ورام الله بالضفة أولا ثم تطبيقها على مدن فلسطينية أخرى».
وأشار إلى أن «الضباط الاسرائيليين أوضحوا لنظرائهم الفلسطينيين أن قوات الجيش لن تدخل هذه المدن إذا قام الفلسطينيون بمهمة الحفاظ على الهدوء ومنع انطلاق الاعتداءات من هذه المناطق».
واستدرك قائلا: «الجيش الإسرائيلي احتفظ لنفسه في هذا الاقتراح بالقدرة على إحباط محاولات لارتكاب اعتداءات تم التخطيط لها في هذه المناطق».
وكانت الإذاعة الإسرائيلية العامة أشارت إلى أن المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية، التي جرت مؤخراً، بهذا الشأن «وصلت إلى طريق مسدود».
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية عن وجود «مفاوضات سرية» بين الجانبين الفلسطيني و«الإسرائيلي» بشأن تسليم السلطة الفلسطينية المسؤولية الأمنية في مدينتي رام الله وأريحا.
وأضافت الصحيفة أن «المفاوضات التي تمت خلال الشهر الماضي، توقفت بسبب اشتراطات من الجانبين»، لم توضح طبيعتها.
