«النعيمي»: الإبقاء على الوقود الأحفوري في بطن الأرض غير واقعي

الخميس 17 مارس 2016 03:03 ص

أكد وزير النفط السعودي «علي النعيمي»، أنه من أشد المؤيدين للطاقة المتجددة، رغم أن بلاده أكبر مصدر للنفط، لافتاً إلى الدور «الحيوي» الذي تلعبه في المستقبل، معترضاً على من ينادون بالإبقاء على الوقود الأحفوري في بطن الأرض، معتبراً هذا الرأي «غير واقعي».

وتوقع «النعيمي» في كلمة ألقاها في حوار في العاصمة الألمانية برلين، حول التحول في مجال الطاقة، أن يمثل الوقود الأحفوري «جزءا أساسيا من مزيج الطاقة العالمي خلال العقود المقبلة، ويساعد على الارتقاء في حياة الملايين من البشر حول العالم، وسيساعدنا أيضاً في تحقيق أهداف الأمم المتحدة نحو تحقيق التنمية المُستدامة التي اتفقنا عليها العام الماضي».

وأبدى الوزير السعودي اعتراضه على المطالبين بالإبقاء على الوقود الأحفوري في باطن الأرض.

وقال: «هذا رأي سياسي واسع النطاق في أوروبا، إلا أنه ليس عمليا أو واقعيا. وقد لا تستطيع إلا دول قليلة جدا على وجه الأرض اتخاذ قرار مفاجئ بالتحول من الاعتماد على الفحم إلى الطاقة الشمسية، ومنها إلى الطاقة النووية بين عشية وضحاها»، لافتاً إلى أن أكثر من 1.3 مليار شخص على وجه الأرض لا يمكنهم الحصول على الطاقة الكهربائية، «وهم بذلك يفتقدون حرية الاختيار».

وتساءل «النعيمي»: «ما الداعي للتخلص من أحد الموارد الطبيعية الذي يعد هو الأكثر فعالية وأفضلها اقتصاديا وأكثرها وفرة على وجه الأرض»، مؤكدا على أن «نعمِل عقولنا ونوجه استثماراتنا نحو تقليل الانبعاثات الضارة الناتجة من حرق الوقود الأحفوري والتخلص منها في شكل نهائي، بدلاً من التفكير في التخلص من الوقود الأحفوري نفسه».

وأوضح أن هذا «ليس مجرد ركون إلى الرغبات والتمنيات من جانب، أو أنه ليس من جانب التفاؤل المفرط، فتاريخ النفط زاخر بسجل حافل من القدرة على تحويل المخلفات إلى منتجات قيمة»، مستشهدا بأن بلاده اعتادت على حرق الغاز الفائض، «حتى أضحت شعلات الغاز تضيء سماء السعودية، إلا أنه منذ ثمانينات القرن الماضي، استطعنا استخلاص الغاز والإفادة منه في صنع المنتجات وخلق فرص العمل. واستطعنا توفير 2.8 غيغاطن من غاز ثاني أكسيد الكربون».

وسأل: «إذا كنا قد نجحنا في تحقيق ذلك مع الغاز في ثمانينات القرن الماضي، ألا يتسنى لنا فعل الشيء نفسه مع ثاني أكسيد الكربون ونحن في مستهل الألفية الثالثة، بلى»، مجيبا: «نستطيع ذلك، فثقتي كبيرة في التقنيات الحديثة، ولو أننا واصلنا مسيرة الاستثمار والتعاون معاً، فسنتمكن في النهاية من القضاء على الانبعاثات الضارة»، مبدياً ثقته بأن هذه الرؤية ستخلق «فرصة هائلة لجمهورية ألمانيا؛ عملاق الهندسة والصناعة».

وأضاف «النعيمي»: «تعكف بلادي على ابتكار هذه التقنية على مستوى عالمي، من خلال البحث والتطوير وتكوين الشراكات الدولية التي تضم مبادرة تقنيات الطاقة النظيفة، والمنتدى الريادي لفصل الكربون وتخزينه. وتتضافر جهود دولٍ عدة في هذا المجال».

إلا أن «النعيمي» قال: «إن الوقت لا يزال مبكراً، ولا يزال نطاق المشاركات صغيرا نسبيا، ولكن المؤشرات تبشر بالخير. وإذا كنَا نتحدث عن استخلاص الانبعاثات من المصانع والسيارات، فإننا نبحث في ذات الوقت عن التوصل إلى منتجات يدخل الكربون في تركيبها، مثل البوليمرات والأسمدة، وحتى الأطعمة»، مؤكداً أن نتائج الأبحاث «واعدة» في هذا الصدد.

  كلمات مفتاحية

السعودية الطاقة المتجددة الوقود الأحفوري

مؤسسة دولية تتوقع ضخ السعودية 109 مليارات دولار في الطاقة المتجددة

50 شركة سعودية تعلن تأثرها جراء رفع أسعار الطاقة

5.3 تريليونات دولار فاتورة دعم الطاقة عالميا .. ودول الخليج تسجل أرقاما قياسية

«النعيمي»: الوقود الأحفوري قد يصبح غير ضروري قبل عام 2050

1.8 مليار دولار قيمة الطاقة الكهربية المتبادلة بين الدول الخليجية

وزير النفط السعودي يناقش أسعار النفط مع سفيري اليونان وكندا