‏مع قرب إتمام عامها الأول.. مراقبون يستبعدون إطالة أمد الحرب في اليمن

السبت 19 مارس 2016 05:03 ص

تقترب الحرب في اليمن من اكتمال عامها الأول، وسط صفيح من الحرب والاقتتال، وحدة المعارك بين القوات الموالية للرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» المتمثلة في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والمدعومة من التحالف العربي، وبين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح»، دون التوصل إلى حسم عسكري نهائي، بفارق الانتصارات في جنوب البلاد للقوات الموالية للشرعية وكذلك في مأرب والجوف وشرق العاصمة صنعاء وآخرها محافظة تعز التي عملت مقاومتها على فك الحصار الجزئي عنها.

وفي حين يسعى المبعوث الأممي «إسماعيل ولد الشيخ» إلى عقد جولة مباحثات جديدة للوصول إلى تسوية سياسية في ظل التجاذبات بين الأطراف في البلاد، يرى مراقبون أن المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي في البلاد تحاول حسم المعركة بأي طريقة، بعد ما اعادت ترتيب أوراقها. وصاغت بنيان هيكلتها بطريقة استراتيجية ومستقبلية، عكس ما كانت تتصوره مسبقاً قبيل اعلان عاصفة الحزم في البلاد.

ويقول محللون سياسيون إن السعودية لابد أن تدفع بإنهاء المعركة عبر الحسم العسكري في شمال اليمن، وتحرير محافظة صنعاء واستكمال تحرير تعز، بعد تحريرها للمناطق والمحافظات الجنوبية.

ويستبعد مراقبون ومحللون عسكريون إطالة أمد الحرب أكثر مما هي عليه، مرهونين بنجاح التحالف العربي بتحقيق المزيد من الانتصارات العسكرية في بقية المحافظات اليمنية، علاوة على الانتصارات التي حققها في معظم المحافظات اليمنية وعودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن لممارسة عمله وإدارة البلاد.

الباحثة والكاتبة الصحفية «ميساء شجاع الدين» تعتقد أن استمرار الحرب في اليمن «سيزيد من كلفة نتائجها في حال انتهائها وأتصور أن مرحلة الحرب لن تطول أكثر من هكذا بكثير فأما ينجح التحالف في تحقيق نصر عسكري مرجح بالشمال أو يكتفي بهذا ويسير في تسوية بتنازلات كبير بعد الحرب سوف تكون الفوضى سيد الموقف بكل تأكيد خاصة مع الكراهية الاجتماعية المتزايدة».

أما الناطق باسم الجيش اليمني العميد «سمير الحاج» فيقول: الحرب في اليمن تقترب من إتمام عامها الأول، لكن لا يمكن القول إن المعركة لم تحسم، فقبل سبعة أشهر فقط كنا نتحدث عن احتلال الانقلابيين الحوثيين وصالح لجميع محافظات اليمن، وكنا نتحدث عن رئيس الدولة والحكومة تمارس عملها من دولة شقيقة، وكنا نتحدث عن انهيارات جيش بالكامل وعن معارك تدور في المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد، اما الآن فالوضع اختلف تماما.

وأضاف «أصبحنا نتحدث عن رئاسة الجمهورية تمارس عملها من العاصمة المؤقتة عدن وأصبح هناك جيش وطني يعتمد عليه في إدارة الأعمال القتالية على الأرض. كما أن هناك انتصارات وتقدمات ملحوظة على الأرض في محافظات شمالية وآخرها محافظة تعز».

وتابع «أصبحنا نتحدث عن حكومة مكتملة تعقد اجتماعاتها بشكل دائم ومنتظم. كما أن الحديث عن المعارك يدور على مشارف صنعاء، علاوة عن استكمال تحرير تعز بالكامل بعد كسر الحصار الجزئي عنها».

ومضى قائلا «أصبح من الصعب القول بأن الوضع لا يزال على حاله. وفي تقديري أن البلاد تسير إلى انفراج كبير وانكسار مدوي للانقلابيين الحوثيين وصالح والبدء في بناء دولة مدنية حديثه يحكمها النظام والقانون».

أما الكاتب والمحلل السياسي «عبدالله إسماعيل» فيقول «مقاربتي لما حدث في اليمن خلال سنة تقريباً تختلف عن ما يحاول السؤال الإشارة إليه، فقد بدأت المقاومة والتحالف العربي وتحالف الحوثي وصالح يسيطرون تقريبا على كل المحافظات اليمنية كليا أو جزئيا وعلى كل الموانئ والمطارات، ويختلف الأمر اليوم كليا، فمناطق سيطرتهم تقلصت كثيرا لتصل إلى أقل من 30% من الأراضي اليمنية، وخسروا محافظات هامة وحيوية كمحافظة عدن ومارب وأجزاء كبيرة من تعز وفقدوا سيطرتهم على باب المندب، والأهم انه منذ أشهر لم يتحقق لهم أي انتصار عسكري ذو أهمية استراتيجية وعجزوا عن كسر إرادة تعز أو تحقيق تقدم ملموس فيها بل على العكس عملت مقاومة تعز على كسر الحصار الجزئي وتحقيق انتصارات عظيمة رغم فارق القوة.

ويضيف «هناك تأخير في الحسم هذا صحيح، لكنه لا يرجع لقوة الحلف الانقلابي أو قدرته العسكرية ولا إلى عجز المقاومة والتحالف على تحقيقه، وإنما يعود إلى أسباب أخرى تعود إلى الحسابات الإقليمية فيما يتعلق بطبيعة توجهات المقاومة الفكرية والحزبية وأيضا إلى طبيعة المعارك في مناطق ذات بيئة جغرافية مختلفة عن محافظات الجنوب والشرق والساحل، ورغم ذلك فالانتصارات تتحقق بشكل متزايد يوميا هذا من جهة،

من جهة أخرى، يبدو أنه تم التوصل إلى ترتيبات مرضية على الأرض فيما يتعلق بتوحيد الجهد المقاوم وعلاقة المقاومة بالدولة والجيش الوطني وهذا ما سيسهم في تحقيق تقدم عسكري كبير.

ويضيف المحلل «عبدالله إسماعيل» قائلا «متوقع في الأشهر القادمة فيما يتعلق بما يحدث بين السعودية وإيران، أن يحدث حراك مهم بعد سكوت طويل وغير مفهوم عن تدخلات إيرانية سافرة في الشأن الخليجي والعربي، والدعم الإيراني المتواصل للاخلال باستقرار المنطقة والمحاولات الإيرانية الحثيثة لتصدير مشروعها الفارسي، وعليه فإني أرى أن أي جهد عربي يصب الآن في قطع دابر التدخل الإيراني هو بداية صحوة وواجب عربي بامتياز.

وختتم بالقول ان البلاد تتجه بخطى واثقة إلى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة وبناء المستقبل باتفاق سياسي يتلوه عودة المؤسسات ولا يتغلب فيه مكون أو حزب أو رؤية على بقية اليمنيين.

البرلماني اليمني والناطق باسم المقاومة الشعبية في تعز «محمد مقبل الحميري» يتحدث عن ان تعز قطعت شوطاً كبيراً في مسار حربها.

واستعادت معظم المواقع، كما أنها فاجأت الجميع بخطواتها وآخرها قبل أيام من خلال كسر الحصار الجزئي عنها، وكان كما يبدو مسبقاً ان تأخر حسم المعركة في تعز هو ضغوط دولية تحاول ان تمنع تحقق هذا الحسم لتبقي تعز ورقة للضغط على الشرعية من أجل التسوية السياسية وإعطاء الحوثيين دورا رئيسيا في المعادلة اليمنية القادمة كون الحوثيين هم أداة الغرب في المنطقة.

ويقول البرلماني «الحميري» «السعودية والشرعية اعتقد انهم يواجهون ضغوطا كبيرة تمنعهم من الاتجاه للحسم في تعز.. لكن المقاومة عزمت على العمل من اجل فك الحصار الجزئي عنها، واعتقد ان القادم افضل وثقتنا بالله اكبر من كل شئ، فنحن ابناء تعز واليمن ككل بعد هذه التضحيات الجسامة وهذا الحقد الدفين الذي مورس علينا بقتل جماعي ودمار شامل لم يبق لنا اي خيار آخر سوى النصر أو الشهادة.

وكانت جماعة الحوثي وبدعم «صالح» قد استحوذت على العاصمة صنعاء في أيلول/ سبتمبر من العام 2014 دون قتال او مقاومة، وقادت عملية انقلاب على شرعية الرئيس «هادي» ووضعته قيد الاقامة الجبرية مع وزراء في الحكومة وقادة سياسيين علاوة على اقتحماها لمنازل ناشطين وصحافيين واعتقالهم وسيطرتها على مراكز الدولة ومفاصل الحكم واقتحام بقية المدن اليمنية.

واستطاع «هادي» في شباط/ فبراير من العام الماضي كسر الحصار المطبق عليه من قبل عناصر الحوثيين والهروب إلى عدن ليعلنها عاصمة مؤقتة للبلاد، مطالباً في ذات الوقت الخليجيين بالتدخل الفوري لإنهاء انقلاب الحوثي و«صالح».

وأقدم الحوثيون على تنفيذ مناورات عسكرية في مناطق حدودية مع السعودية في منتصف مارس/ آذار العام الماضي، الأمر الذي دفع بالسعودية لتكوين تحالف عربي والبدء بعملية عاصفة الحزم لإنهاء الانقلاب وإعادة الشرعية المتمثلة بالرئيس «هادي».

  كلمات مفتاحية

اليمن الحرب السعودية الحوثيين

«رويترز»: النصر يراوغ السعودية في حرب اليمن

«الأمة» الإماراتي: «محمد بن زايد» شارك في حرب اليمن من أجل تقسيمها

«التليغراف»: حرب اليمن تثبت تنامي قوة السعودية وقد تدفعها للتدخل في سوريا

«فاينانشيال تايمز»: الروح القومية تغزو المملكة السعودية الجديدة بسبب حرب اليمن

«معهد الأمن القومي الصهيوني»: حرب اليمن اختبار قاس للسعودية والإجماع العربي

«ولد الشيخ» يصل إلى صنعاء للقاء ممثلين عن الحوثيين و«صالح»

وكالة: «الحوثي» وافقت على الانسحاب من صنعاء​

المبعوث الأممي: توافق يمني على الحل السياسي وتشكيل حكومة وحدة

«ولد الشيخ» في الرياض لعرض شروط الحوثيين وحزب «صالح» على «هادي»

وزير خارجية اليمن: واثق من عقد محادثات سلام هذا الشهر بالكويت «بنسبة 99%»

اليمن بعد عام من «عاصفة الحزم»