حذر مدير «جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية» بالعاصمة السعودية الرياض، «فوزان الفوزان»، من أن المملكة مستهدفة من قبل «منظمات وأحزاب تحاول أن تحرف الشباب عن منهجهم الصحيح».
وبينما لم يكشف «الفوزان»، أمس الأربعاء، في ختام ملتقى استضافته الجامعة، عن هوية هذه المنظمات والأحزاب التي تحدث عنها، كانت جهات سعودية عدة حذرت من أن تنظيمات مسلحة تستهدف تجنيد شباب المملكة في صفوفها، وبينها تنظيمي «القاعدة» و«الدولة الإسلامية».
وأوضح مدير الجامعة أن جامعته جندت علماءها وأساتذتها لمحاربة فكر هذه المنظمات والأحزاب التي وصفها بـ«المنحرفة» عبر دورات توعوية تقدمها لطلابها، حسب ما أفادت به صحيفة «الحياة» بطبعتها السعودية.
وأوضح «الفوزان» أن مثل هذه الدورات «تأتي استشعاراً من الجامعة بأهمية أثر المعلم والمعلمة، ودورهما البارز في تأصيل الأمن الفكري المنشود؛ بما ينعكس إيجابياً على طلابهم وطالباتهم لحمايتهم من الأفكار الهدامة، والجماعات الضالة».
وتابع: «الجامعة تحذر طلبتها من الإرهاب والإفساد، وتؤصل حب الوطن لديهم، وتغرس مبادئ الوسطية والاعتدال والاستقامة في نفوس الناشئة»، مبيناً أن الدورات تستهدف المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات بمراحل التعليم المختلفة، ويحضرها عدد من معلمي المعاهد العلمية على مستوى المملكة.
من جانبه، قال وكيل الجامعة لشؤون المعاهد، «إبراهيم الميمن»، من خلال بحثه «أسباب الانحراف الفكري وآثاره»، إن المتأمل في الانحراف الفكري يجد أسباباً كثيرة يرتكز عليها، تؤدي إلى خلخلة الفكر وإلى الانحراف، ويمكن تصنيف هذه الأسباب ما بين أسباب علمية، وأسباب اجتماعية وتربوية، «لكنها عموماً تجتمع في أسباب منها: الجهل بعقيدة أهل السنة والجماعة؛ وذلك أن عقيدة أهل السنة هي الحارس من كل انحراف؛ لأنها هي الصراط المستقيم والمنهج القويم».
وأضاف: «ومن الأسباب الجهل بالفقه الشرعي المبني على الكتاب والسنة الصحيحة، وكل عمل لا يوافق الشرع فهو مردود على صاحبه، ومن الأسباب أيضاً البعد عن علماء الشريعة، الذين هم العلماء الراسخين في علم الكتاب والسنة، بل إن الفئة الضالة (تعبير تطلقه السلطات السعودية على المتورطين في أنشطة الجماعات المسلحة) أصبحوا يشنعون عليهم في مجالسهم ومنتدياتهم، ويحتقرونهم، ثم سرد أسباباً أخرى للانحراف الفكري».
