أطلق تنظيم «الدولة الإسلامية» خطة إعلامية مركزة وموجهة للمبتعثين السعوديين، عبر مجموعة من الإصدارات باللغتين العربية والإنكليزية، لاستقطاب عناصر جديدة يستفيد منهم في أنشطة المختلفة، سواء قتالية أو لوجستية.
وتقول صحيفة «الحياة» اللندنية أن التنظيم بالفعل قد حقق نجاحًا «محدودا» في استقطاب مُبتعثين سعوديين، إلا أن عدد من التحقوا بالتنظيم «لا يتجاوز عدد أصابع اليدين»، بحسب زعمها.
وكشف مبتعثون سعوديون وفقًا للصحيفة، عن استهداف «منظم» يقوم به تنظيم «داعش» للطلبة المبتعثين، وذلك من خلال إغراقهم بالرسائل الإلكترونية والمطبوعات والإصدارات التي يصدرها. وتناقل مبتعثون في أوروبا وأميركا عبر حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تحذيرات من متابعة هذه المطبوعات، وبعضها باللغة الإنكليزية، منوهين إلى أن محتواها «فتاوى» و«قصص» لمقاتلين في التنظيم، وبينهم سعوديين.
فيما قال عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود سابقاً المتخصص في شؤون الإعلام الدكتور «يوسف العصيمي» لـ«الحياة» أنه «يجب أن نتنبه لحماية أبنائنا المبتعثين، من خلال إطلاق خطة لتحصينهم، تزامناً مع ما قام به طلبة سعوديون، في الانضمام إلى تلك التنظيمات التي لا تمت للإسلام بصلة»، مضيفاً: «إن التأثر الناجم عن قراءة هذه المطبوعات، يعد من أكبر المؤثرات في الشباب بشكل عام». مؤكدًا أهمية «التصدي لهذه المطبوعات التي تزرع في عقول الشباب فكراً منحرفاً وإرهابياً»، على حد قوله.
واختتم الدكتور «يوسف العصيمي» بقوله إن «الإعلام لا يزال المؤثر الأول على فكر الشباب وتشكيل توجهاتهم. وهناك علاقة يمكن وصفها بالغريبة تربط بين المجلات والشباب، سواءً في الموضة أم الفن أم السياسة أم غيرها، فالمجلات عادة ذات تأثير أكثر من الصحف أو وسائل إعلامية أخرى، مقروءة ومسموعة، لأن الشباب بطبيعتهم تلفتهم المجلات في الدرجة الأولى، وهذا الأمر يرفع من حمى الخوف على مبتعثينا في الخارج، والمسافرين إلى تلك الدول، فلا يمكن تتبع أحوال الناس ومعرفة كل ما يقومون به وما يستهويهم من أماكن للتنزه أو التثقيف لقراءة ما يمكن قراءته، إلا أن الحذر واجب، خصوصاً أن العناوين الرئيسة للمجلة التي أصدرت قبل فترة حملت صوراً لسعوديين منهم الطالب محمد السحيمي، الذي انضم أخيراً إلى التنظيم، وصوراً لمقاتلين مع ترجمة للمقاطع المصورة، التي تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وكل ذلك لابد من محاربته، من خلال الوعي الفكري والنضوج الثقافي».