السعودية تتجسس علي طلابها المبتعثين للخارج وتنهي دراسة بعضهم

الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 01:10 ص

يوم الخميس 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعث طالب سعودي يدرس في أمريكا لزميله عبر «واتس أب»، مزحة عن «الجهاد» واحتمالات أن تغزو «الدولة الإسلامية» السعودية بعدما أصبحت تنتشر كالجراد، وليس معروفا كيف وصلت هذه المزحة إلي الملحقية الثقافية السعودية بأمريكا، فقامت بفصل الطالب وإعادته للمملكة كي تحقق معه أجهزة الأمن.

وقد أصدرت الملحقية الثقافية السعودية بأمريكا، بياناً أكدت هذا وقالت إنها لم تنه بعثة طالبين بسبب مزحة عن الجهاد ولكن طالب واحد، وقالت الملحقية فى بيانها: «إشارة إلى ما تناقلته وسائل الإعلام بشأن إلغاء بعثة طالبين بسبب مزحة عن الجهاد ومناطق الصراع، تؤكد الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية أن إنهاء البعثة كانت لطالب واحد ولم تكن لطالبين كما جاء في الخبر».

وأضافت: «السبب وراء إنهاء البعثة كان إرسال الطالب رسائل نصية وصورا محظورة في هذا الشأن عبر برنامج التراسل الاجتماعي (واتس آب) إلى زميل له، وبعد التأكد من أن الطالب هو من قام بإرسالها لزميله بدعوى المزاح، وحيث إنه لا مجال للمزاح في ذلك، لذا فقد رأت الملحقية أنه من المصلحة وحفاظًا على سلامة الطالب وسلامة زملائه، إنهاء بعثته ومنحه تذكرة وحيدة الاتجاه، حيث إن مثل هذه التصرفات تعد مخالفة صريحة لأنظمة ولوائح الابتعاث وتنافي المهمة الأساسية التي ابتعث من أجلها».

وشددت الملحقية على أنه: «في حال تكرار مثل هذه التصرفات «المؤسفة لا سمح الله» فإنها ستقوم بتطبيق أنظمة ولوائح الابتعاث بكل حزم وقوة وسرعة حفاظًا على سلامة المبتعثين وعلى أمن ومصلحة وسمعة الوطن واحترامًا لأنظمة وقوانين البلد المضيف»، مضيفة «تأمل الملحقية من جميع أبنائها المبتعثين أن يسِّخروا طاقاتهم وأوقاتهم لإنهاء المهمة التي ابتعثهم الوطن من أجلها والعودة لبلادنا التي تحتاج أبنائها الذين استثمرت فيهم لمستقبل أكثر حضارة وتقدمًا وتسامحًا».

أيضا أكدت وزارة التعليم العالي أنها ستعقد عددا من اللقاءات خلال الفترة المقبلة مع رؤساء الأندية الطلابية السعودية في جميع الجامعات والكليات في جميع الدول التي يتواجد فيها طلاب وطالبات مبتعثين لتأكيد على خطر الأفكار الضالة، وعدم الانجراف وراء أي دعوات مضللة، حتى لو على سبيل المزاح والضحك، وأن «مصير من يفعل ذلك الإبعاد والحرمان من استكمال الابتعاث مباشرة».

كشفت واقعة ترحيل هذا الطالب السعودي المبتعث في أمريكا وإلغاء بعثته، بسبب مزحة مع بعض أصدقاءه المبتعثين، عن تجنيد البعثات الدبلوماسية كل طاقاتها وإمكاناتها للتجسس على الطلاب والطالبات المبتعثين، ورصد أي تحركات أو أحاديث بينهم، وكتابة تقارير عنهم.

إذ أن هذه ليست هي الواقعة الوحيدة، وسبق أن تم الكشف عن وقائع للسفراء السعوديين في الأردن وأمريكا واستراليا تكشف أن السفارات والملحقيات السعودية تقوم بالتجسس على الطلاب والطالبات.

التجسس منهج عام

وسبق أن أكد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، في «تقرير الشفافية» الذي يصدره كل نصف عام، أن عدد مطالبات الحكومات بمعلومات عن مستخدمي حسابات «تويتر» ارتفع، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني حتى يونيو/حزيران 2014، بنسبة 46%، مقارنة بالنصف الثاني من العام 2013.

وكشف عن تلقيه طلبات من الحكومة السعودية التي جاءت في المركز الثالث بعد أمريكا واليابان، حيث قدمت السعودية  خلال النصف الأول من العام الحالي 189 طلبا، وتمت الاستجابة لطلب عن حساب واحد فقط منهم.

وكانت السلطات السعودية قد درست تعديل نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، بما يمكن السلطات الأمنية والقانونية من ملاحقة مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة «تويتر»، معللين ذلك بانتشار حسابات تعمل على «نشر الشذوذ الجنسي ودعارة الأطفال والإلحاد»، مستهدفة المجتمع السعودي.

ووفق دراسة أجراها قسم الإحصائيات في موقع «بيزنس إنسايدر»، نشرت في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، تصدرت السعودية دول العالم في نسبة المستخدمين النشطين لموقع «تويتر»، كما أوضحت دراسة أجرتها شركة «واي تو دي» المتخصصة في التسويق الإلكتروني، في مارس/آذار 2014، أن مستخدمي «تويتر» في السعودية بلغ نحو 7 ملايين.

أيضا طلبتْ منظمة «هيومن رايتس ووتش» الدولية لحقوق الإنسان، من الحكومة السعودية أن توضح ما إذا كانت قد قامت بمراقبة هواتف خلوية وإصابتها ببرمجيات تجسس، وأكدت على أنه يتعين على المسئولين السعوديين توضيح ما إذا كانوا يسعون إلى حماية حقوق الأشخاص المستهدفين في الخصوصية وحرية التعبير، وكيفية تحقيق ذلك.

وقالت المنظمة في تقرير صدر 24 يونيو/حزيران: «تفطن باحثون مستقلون إلى وجود برمجية مراقبة، من تصنيع شركة «هاكنغ تيم» (فريق التقطيع) الإيطالية، يبدو أنها استُخدمت لاستهداف أشخاص معينين في منطقة القطيف شرقي المملكة السعودية، وكانت هذه المنطقة قد شهدت احتجاجات مستمرة ضد سياسات الحكومة منذ 2011، و«تعرّضت فيها المعارضة السلمية إلى القمع»، بحسب تعبير المنظمة.

وقالت «سنثيا وونغ» باحثة الإنترنت الأولى في «هيومن رايتس ووتش»: «قمنا بتوثيق الطريقة التي تستخدمها السلطات السعودية في قمع نشطاء الإنترنت الذين يلجئون إلى وسائل التواصل الاجتماعي لفضح انتهاكات حقوق الإنسان، ويبدو أنّ السلطات بدأت أيضًا في اختراق الهواتف الخلوية، ولذلك صارت الوسائل الرقمية مجرّد طريقة أخرى تستخدمها الحكومة لتخويف الأصوات المستقلّة وإسكاتها».

وأفاد باحثون في المجال الأمنيّ ​​في منظمة «سيتزن لاب»، ومقرّها مدينة تورنتو الكندية، بوجود نسخة معدلة من تطبيق «القطيف اليوم» على منظومة أندرويد؛ وهو تطبيق يمكن مستخدمي الهواتف الخلوية من الحصول على معلومات وأخبار باللغة العربية حول مدينة القطيف في المنطقة الشرقية، وبأنه إذا ما تمّ تنزيل هذه النسخة المعدلة من التطبيق على جهاز خلوي، فهي تصيبه ببرمجية تجسُّس من صنع شركة «هاكنغ تيم»، وهي شركة تقوم ببيع وسائل للمراقبة والاختراق الإلكتروني للحكومات دون سواها.

وتسمح هذه البرمجية للحكومة بدخول البريد الإلكتروني، والرسائل القصيرة، وملفات من مواقع «فيسبوك» و«فايبر» و«سكايب» و«واتس آب»، إضافة إلى سجل الاتصالات على الهاتف المحمول، وتسمح للسلطات أيضًا بالتحكّم في تطبيق التجسس عبر تشغيل كاميرا ومايكروفون الهاتف المحمول لالتقاط الصور أو تسجيل المحادثات دون علم صاحبه.

وقالت «هيومن رايتس ووتش» إنه إذا كانت السلطات السعودية تستخدم برمجية التجسس لاستهداف الهواتف المحمولة للنشطاء، فإن ذلك يمكن أن يكون إشارة على تصعيد في جهود مراقبة النشاط على شبكة الإنترنت في بيئة معادية لحرية التعبير وتكوين الجمعيات.

وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2013، أصدرت «هيومن رايتس ووتش» تقريرًا يوثق لجوء نشطاء سعوديين إلى شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لربط العلاقات، ومناقشة الأفكار، ودعم الإصلاحات الاجتماعية والسياسية، وقالت بأنّ السلطات السعودية قامت باعتقال ومحاكمة نشطاء لإسكاتهم وإخماد دعواتهم للتغيير، بمن فيهم نشطاء من القطيف.

وتنصُّ المادة 17 من قانون مكافحة الإرهاب السعودي، الذي تمت المصادقة عليه في يناير/كانون الثاني، على أنه يمكن لوزير الداخلية مصادرة ومراقبة كلّ وسيلة اتصال، دون ترخيص، «إذا كانت لها فائدة في ظهور الحقيقة»، ولكن المادة 21 من الميثاق العربي لحقوق الإنسان، والذي انضمت إليه السعودية في 2009، تنص على أنه «لا يجوز تعريض أي شخص على نحو تعسفي أو غير قانوني للتدخل في خصوصياته أو شؤون أسرته أو بيته أو مراسلاته».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية الولايات المتحدة هيومن رايتس ووتش وسائل التواصل الاجتماعي انتهاكات حريات

الانترنت في الإمارات بين مطرقة الحجب وسندان التجسس الأمني

معضلة الإصلاح فى السعودية ... الشعوب دائما أطول نفسا!

«تنظيم الدولة» يستهدف المبتعثين السعوديين ”الكترونيا“

دبلوماسي سعودي: المبتعثون محصنون من الأفكار الهدامة التي تمس أمن الوطن

التعليم العالي السعودية تحذر المبتعثين من الأنشطة الدعوية غير «المرخصة»

تحذيرات للمبتعثين من ارتداء الزي السعودي فى اليابان حرصا علي سلامتهم!

مستندات مسربة تكشف مراقبة الأمن السعودي لمكالمات ناشطين وحقوقيين

موقع «الشؤون الإسلامية» يحذف خطبا تحث علي «الجهاد» وأخري تحارب «الابتعاث»

القنصلية السعودية في لوس أنجلوس تكشف تفاصيل وفاة المبتعث «منصور اليامي»

الداخلية السعودية: أكثر من 2200 سعوديا خرجوا للقتال والعائدون أقل من الثلث

«التعليم السعودية» تنفي قصر الابتعاث على الدراسات العليا وتؤكد: لم نصدر الشروط بعد

تحذيرات للمبتعثين من ارتداء الزي الإماراتي في لندن «خشية تعرضهم للخطر»!

فصول تحفيظ القرآن بالسعودية بين هجوم الليبراليين وترحيب نشطاء «تويتر»

العاهل السعودي يأمر بإلحاق الدارسين على حسابهم في أمريكا ببرنامج الابتعاث

توقيف مبتعثين سعوديين في أمريكا لاتهامهما باستئجار أسلحة وشراء ذخائر

مبتعث سعودي يوضح حقيقة اعتقاله بتهمة التهديد بتفجير مستشفى في أمريكا

الملحق الثقافي السعودي لدى واشنطن: لا وجود للأفكار المتطرفة بين المبتعثين

مبتعث سعودي يوثق محاصرة أمريكيين لمنزله في ولاية أيداهو (فيديو)

دكتوراه وماجستير وبكالوريوس .. أسرة سعودية تتخرج في نفس اليوم

قائد طائرة يفاجئ طلابا متفوقين بتكريمهم على متن رحلة بالسعودية

فورين بوليسي: هل تتجسس السعودية على الولايات المتحدة؟