قال السفير المصري لدى المملكة العربية السعودية «ناصر حمدي»، إن مشروع الجسر البري بين البلدين لن ينفذ، مشيرا إلى أن المملكة لا تقوم بوساطة بين مصر وتركيا حاليا.

وفي تصريحات لصحيفة «سبق» السعودية، أضاف «حمدي»: «العلاقات المصرية السعودية خاصة وتاريخية واستراتيجية، لأن الدولتين صمام أمان للمنطقة وقوة لها؛ لذا تحرص قيادة البلدين على التعاون وتبادل الزيارات والتواصل والتنسيق المستمر؛ ليس على مستوى القمة؛ بل حتى على مستوى الشعبين».

وأكد أن مصر لا يمكن أن تنسى «موقف السعودية، ووقوفها بجانب رغبة الشعب المصري في ثورة 30 يونيو (في إشارة إلى دعم المملكة للانقلاب على محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب)، إضافة لتقديمها الدعم المالي المستمر لمصر».

وعما ستتمخض عنه زيارة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز، للقاهرة من قرارات، واتفاقيات؛ قال السفير المصري: «الزيارة سيتخللها عقد الاجتماع السادس لمجلس التنسيق المصري السعودي، وسيتم التوقيع على مجمل الاتفاقيات التي تم التفاهم بشأنها طيلة الاجتماعات التنسيقية الـ5 الماضية التي عُقدت بين المسؤولين المصريين والسعوديين بالتناوب بين القاهرة والرياض، والمجلس التنسيقي ليس بديلاً عن اللجنة العليا؛ وإنما هو مستوى متقدم يهدف فقط إلى التسريع في العلاقات بين الدولتين إلى الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية للانطلاق على أسس متينة تعكس قوة الدولتين وقدرتهما على مواجهة الأخطار والمتربصين».

وحدد السفير المصري 6 درجات من التعامل بين مصر والسعودية، وآليات التعامل معها، من أبرزها: دبلوماسية القمة، واللجنة المشتركة، ومجلس رجال الأعمال، واللجنة القنصلية، وآليات المشاورة السياسية، وأخيراً مجلس التنسيق المصري السعودي، الذي ستنتهي مهمته فور التوقيع على الاتفاقيات المقرة، وهي أوامر وتوجيهات للدفع بشكل عاجل بالعلاقات الاقتصادية بين الجانبين إلى آفاق أرحب.

وكشف أنه لن يتم إقامة جسر بين السعودية ومصر بسبب المشكلات البيئية التي ستترتب على إنشائه، وأنه ليس هناك أي ضغوطات سياسية أو ممانعات من أي دولة.

وعما يتردد من وجود وساطة سعودية بين مصر وتركيا أو قطر، قال السفير المصري: «نحترم مَن لا يتدخل في شؤوننا الداخلية، وأعتقد أنه لا وساطة حاليا، وإن كانت هناك وساطة فهي ستُبنى على احترام الشؤون الداخلية لمصر، ونحن أيضاً نحترم الشؤون الداخلية للجميع، وهذا من أسس العلاقات الخارجية المصرية منذ قيام مجموعة دول عدم الانحياز حتى الآن».

وبالنسبة لقطر، قال: «أظن أن آخر مواقفها معنا كانت أثناء التصويت على اختيار الأمين العام للجامعة العربية الجديد، وهم لم يعترضوا عليه، والرئيس (عبد الفتاح) السيسي قابل أمير قطر (تميم بن حمد)، والأمور تسير في طريق طبيعي، ونحن نعتبر أمن دول الخليج العربي من أمننا القومي، وأنه خط أحمر؛ كما ذكر الرئيس السيسي».

وبشأن التنسيق بين السعودية ومصر حول الوضع في سوريا، أكد السفير المصري: «سياسة مصر ثابتة، وواضحة للجميع، وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعدم الاعتداء، وتتطابق تماماً مع السياسة السعودية الخارجية، والمواقف السعودية والمصرية حول سوريا؛ تكاد تكون متطابقة بنسبة 99%؛ فالبلدان متفقان على رحيل بشار الأسد عن سوريا؛ إلا أن مصر ترى أن رحيله يأتي عبر تدرج حتى لا تنهار سوريا وتتقسم».

وعن معاناة السياح السعوديين في مصر من الاستغلال المالي، والأسعار المُبَالغ فيها، وبعض الحوادث والاعتداءات التي يتعرضون لها؛ أكد أن مثل هذه الأمور تحدث في أغلب الدول، وليس في مصر فقط، والحوادث التي يتعرض لها السياح قليلة بشكل عام.

ويبدأ الملك «سلمان بن عبد العزيز» زيارته الرسمية للقاهرة الخميس المقبل.

ومن المقرر أن تشهد الزيارة التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم حول مجالات التعاون المختلفة، التى تم الاتفاق عليها خلال الاجتماعات المتتالية التى شهدتها القاهرة والرياض في إطار المجلس التنسيقى المصري – السعودي.

وفي وقت سابق اليوم، دشن السفير السعودي لدى القاهرة ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية، «أحمد بن عبدالعزيز قطان»، وسما تحت عنوان «الملك سلمان في بلده الثاني مصر»، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تزامنا مع قرب موعد زيارة العاهل السعودي، إلى القاهرة نهاية الأسبوع الجاري.