أبرزت صحف القاهرة الصادرة اليوم السبت، وأمس الجمعة، زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز آل سعود»، إلى مصر، المقرر لها أن تبدأ الخمس المقبل، وتستمر عدة أيام.

الصحف المصرية، اعتبرت الزيارة «تاريخية»، وترد على المشككين في متانة العلاقة المصرية السعودية، مشيرة إلى أن الزيارة ستتضمن توقيع عدد من الاتفاقيات، وتقديم المملكة دعما إلى مصر.

افتتاحية صحيفة «الأهرام» الحكومية، قالت إن العلاقات المصرية السعودية، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، لا تكفيها صفحات، وإنها أعمق من كلمة «شقيقة وأخوية»، وأهم من وصفها بـ«العلاقات الاستراتيجية» وغيرها من الأوصاف، التي تطلق دائما في الإعلام على وصف العلاقات بين الدول المختلفة، وأضافت: «العلاقات المصرية السعودية أعمق وأشمل من كل تلك الأوصاف أو المسميات».

وأشارت الصحيفة إلى أن «العلاقات على المستوى الرسمي بين البلدين تتطور من الأفضل إلى الأفضل على مستوى القيادات وكبار المسؤولين، وتبرهن الظروف والأوضاع التي تمر بها المنطقة والعالم على عمق التنسيق والتوافق في الرؤى بين البلدين، بشأن مختلف القضايا والأزمات المتفجرة في المنطقة، وعلى مستوى العلاقات الثنائية، فإنها تسير على أحسن ما يرام، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية».

وتابعت: «على المستوى الإقليمي، فإن مصر والسعودية تتشاوران وتنسقان على أعلى مستوي، بل وتتشاركان معا في محاربة الإرهاب، وهما يدا بيد في الحرب لتحقيق أمن واستقرار اليمن وسوريا وليبيا والعراق، حتى إن اختلاف الرؤى بين البلدين بشأن بعض الأزمات الإقليمية لا يصنع جفوة بل يعمق التنسيق والتفاهم الذي يتم بين بلدين قياديين وزعيمين مخلصين لأمتهما، ولمصلحة شعبين تجمعهما المحبة والأخوة».

صحيفة «أخبار اليوم» الحكومية، قالت إن العاهل السعودي الملك «سلمان» يبدأ الخميس المقبل زيارة تاريخية إلى مصر تستمر يومين، وهي الزيارة الأولى له لمصر رسميا منذ توليه الحكم، ويستقبله خلالها الرئيس «عبدالفتاح السيسي»، حيث يبحث الزعيمان العلاقات الثنائية وتنميتها في جميع المجالات وزيادة التبادل الاقتصادي بين البلدين وتشجيع وزيادة الاستثمارات السعودية في مصر.

كما يبحثا الوضع الإقليمي والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأزمة السورية في ضوء قيام روسيا بسحب جزء من قواتها بسوريا، إضافة إلى الوضع على الساحة اليمنية، والقضية الفلسطينية في ظل التعنت الإسرائيلي، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليته، ومطالبة اللجنة الرباعية أن تقوم بدورها للوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية.

وأكدت الصحيفة أن «السيسي» والعاهل السعودي، سيترأسان اجتماعات المجلس التنسيقي المشترك بين البلدين، وسيشهدان توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم للدفعة الأولى من الاستثمارات السعودية المشتركة مع القاهرة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة، قولها إن «زيارة العاهل السعودي ستتضمن توقيع اتفاقيات بين المملكة ومصر بقيمة تصل إلى 3 مليارات دولار، حيث سيتم توقيع مذكرات تفاهم خلال الزيارة تتضمن مشروعا مشتركا عملاقا في سيناء باستثمارات تصل إلى 10 مليارات جنيه ومشروع إنشاء ميناء جاف بالإسماعيلية باستثمارات 15 مليار جنيه».

ونقلت عن السفير المصري لدى السعودية «ناصر حمدي»، قوله إن خادم الحرمين الشريفين يرافقه في الزيارة أكبر وفد من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين والإعلاميين في السعودية يأتي في مقدمتهم ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان بن عبدالعزيز»، ووزير المالية «إبراهيم العساف»، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء «عصام بن سعيد»، ووزير الإعلام «عادل الطريفي» ووزير الخارجية «عادل الجبير».

وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية، أشارت إلى أن هذه الزيارة بأنها ستكون «حجر زاوية للعلاقات العربية-العربية خلال المرحلة المقبلة»، خاصة في ظل المتغيرات التي شهدتها سوريا وليبيا، إلى جانب التطورات في اليمن، والتي سيكون من المهم الوصول لاتفاق مشترك بين البلدين حول تلك الأحداث.

ونقلت عن السفير «محمد العرابي» وزير الخارجية الأسبق، قوله إن زيارة العاهل السعودي المرتقبة لمصر ستكون زيارة في غاية الأهمية، خاصة أن البلدين يمثلان قطبي العمل العربي في منطقة الشرق الأوسط، وإن أي تنسيق بينهما سيكون في غاية الأهمية والضرورة.

صحيفة «الوفد» الحزبية، وصفت في صدر صفحتها الأولى وموقعها الإلكتروني الزيارة بأنها «انطلاقة جديدة للعلاقات بين البلدين»، مشيرة إلى أنها تؤكد قوة الروابط التي تجمع البلدين على مختلف المستويات، وكذلك الرد على شائعات المشككين في استقرار العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأضافت الصحيفة أن الشعب المصري ينتظر الزيارة، لما تحظى به المملكة من مكانة خاصة في قلوب المصريين، حيث نقلت وصف وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، للزيارة بأنها «تاريخية»، وتعد هي الأولى للملك «سلمان» منذ توليه مقاليد الحكم، خلفا للملك «عبدالله بن عبد العزيز» بعد وفاته.

وعددت الصحيفة، ما قدمته السعودية، من دعم لمصر، متوقعة أن تثمر الزيارة عن توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم حول الاستثمارات المشتركة.

ونقلت عن الشيخ «صالح كامل»، رئيس غرفة تجارة وصناعة جدة، قوله إن «حجم الاستثمارات السعودية المتوقع سيتجاوز 30 مليار جنيه خلال السنوات الخمس المقبلة»، مضيفا أنه «سيتم توقيع مذكرات تفاهم خلال الزيارة، تتضمن مشروعا مشتركا عملاقا لإنتاج الدواجن في شبه جزيرة سيناء باستثمارات تصل إلى 10 مليارات جنيه، فضلا عن مشروع إنشاء ميناء جاف بالإسماعيلية باستثمارات 1.5 مليار جنيه».

صحيفة «البوابة»، التي يرأس تحريها «عبدالرحيم علي» النائب البرلماني، قالت إن «الزيارة تقطع ألسنة الخونة والمتآمرين».

ووصف الصحيفة الزيارة بـ«التاريخية»، وأنها دليل قاطع على عمق ومتانة العلاقات التاريخية بين مصر والسعودية على جميع الأصعدة الثنائية والإقليمية والدولية، كما أنها تؤكد للرأي العام المصري والسعودي والعربي والعالمي، أن هناك توافقا كاملا وواضحا في الرؤى بين البلدين تجاه جميع القضايا العربية والدولية.

وتابعت الصحيفة: «إن مصر قيادة وشعبا وحكومة في انتظار زيارة العاهل السعودي إلى مصر».

أما موقع «مصر العربية»، فأشار على وصول وفد سعودي للإعداد للزيارة المرتقبة التي يقوم بها الملك «سلمان».

ونقل عن وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، قوله إن الروابط بين البلدين ذات طبيعة استراتيجية قائمة بالفعل وتعززت في ظل قيادة البلدين وأخذت أشكالا وصيغا واضحة تعكس الإقرار لوضع قائم والحرص على استمرار تعزيزه.

موقع «برلماني»، التابع لصحيفة «اليوم السابع» الخاصة، نقلت أن «السيسي» و«سلمان» يشهدان التوقيع على اتفاقيات «المجلس التنسيقي»، مشيرا إلى أن السعودية ستتضمن دعم المملكة 1.5 مليارات دولار لتنمية سيناء، بالإضافة إلى منحة 200 مليون لتمويل المشروعات الصغيرة.

صحيفة «المصري اليوم» الخاصة، أشارت إلى أن برنامج الزيارة سيتضمن أداء الملك «سلمان» صلاة الجمعة في الجامع الأزهر.

وأضافت: «من المقرر أن تستمر الزيارة 3 أيام، يغادر بعدها الملك سلمان متوجها إلى تركيا لحضور اجتماعات منظمة المؤتمر الإسلامي».

في الوقت الذي أبرزت صحيفة «الشروق» الخاصة، تصريحات السفير «أحمد أبو زيد»، المتحدث باسم وزارة الخارجية، من نفيه ما تردد حول تأجيل ثان لزيارة الملك «سلمان»، إلى مصر، مؤكدا أن الزيارة في موعدها ويتم التنسيق لها بشكل متكامل بين الجانبين المصري والسعودي.

وكان من المقرر أن يصل الملك «سلمان» إلى القاهرة، الاثنين المقبل، قبل أن يتم الإعلان عن تأجيل الزيارة، لتبدأ رسميا، الخميس.

وتحظى مصر بدعم قوي من السعودية منذ انقلاب قائد الجيش «عبدالفتاح السيسي»، الرئيس الأسبق «محمد مرسي»، في يوليو/تموز 2013.

وأعلنت السعودية في المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في مدينة شرم الشيخ منتصف مارس/آذار 2015، عن حزمة مساعدات لمصر بقيمة 4 مليار دولار، تشمل وديعة في البنك المركزي والباقي مساعدات تنموية.

كما وجه الملك «سلمان»، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بدعم احتياجات مصر النفطية مدة 5 سنوات، إلى جانب رفع حجم الاستثمارات السعودية في مصر إلى 30 مليار ريال، إضافة إلى دعم حركة النقل في قناة السويس من قبل السفن السعودية.