«رويترز»: العاهل السعودي ينحي مشاعر الإحباط بزيارة رسمية لمصر

الثلاثاء 5 أبريل 2016 05:04 ص

رغم مشاعر الإحباط وخيبة الأمل على مدى سنوات بسبب اختلاف الأولويات فمازال كل من السعودية ومصر عنصرا جوهريا في أمن الآخر والهدف من زيارة الملك سلمان للقاهرة هذا الأسبوع هو تأكيد هذه الرسالة.

وتمثل الزيارة الخارجية النادرة للعاهل السعودي (80 عاما) ردا على تعليقات في وسائل الإعلام بالبلدين عن خلافات بينهما وترمي لإظهار أن الرياض مازالت تدعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وكانت دول الخليج قد أغدقت المساعدات على مصر منذ عام 2013 لكنها شعرت على نحو متزايد بأنها تعرضت للخذلان بما رأته من عجز السيسي عن معالجة الفساد المترسخ وضعف الاقتصاد وتقلص الدور المصري على الصعيد الاقليمي.

غير أنه في ضوء ما يشهده العراق وسوريا واليمن من حروب أهلية وانشغال السعودية بصراعها مع إيران فإن الرياض عازمة على الحيلولة دون انهيار الدولة المصرية. ويقول محللون إنها ستواصل تقديم بعض الدعم رغم ما تعانيه ميزانيتها من جراء انخفاض أسعار النفط العالمية.

ويتناقض ذلك الموقف مع موقف الرياض من لبنان الذي سحبت دول خليجية المساعدات منه ردا على الدور المتنامي لحزب الله حليف إيران فيه.

وقال مصطفى العاني المحلل الأمني الذي تربطه صلات وثيقة بوزارة الداخلية في المملكة "السعوديون يحرصون جدا على عدم السماح بانهيار مصر. لكن لا يمكنهم في الوقت نفسه أن يواصلوا الدفع إلى الأبد. وأعتقد أن الملك سلمان سيشرح هذه المسائل".

وقال دبلوماسي إن الشهور الأخيرة شهدت توافد مجموعات من الوزراء المصريين على الرياض بصفة شبه أسبوعية لعقد لقاءات مع نظرائهم السعوديين وإن من المقرر أن يكشف المسؤولون عن استثمارات سعودية قيمتها أربعة مليارات دولار هذا الأسبوع.

وقالت مصادر بالمخابرات المصرية إن السيسي يريد أن تخفف الزيارة من التوترات الأخيرة في العلاقات وجذب المزيد من الاستثمارات السعودية وطمأنة الرياض بشأن دعم القاهرة لموقفها إزاء إيران وبحث إمكانية إبرام صفقات سلاح.

وقال البعض في الرياض إنه سيتم الإعلان عن اتفاقات للتعاون بشكل أوثق في عدد من المسائل من القوات المسلحة إلى الاقتصاد لكن من المستبعد فيما يبدو أن تؤدي إلى تعميق العلاقات بشكل كبير.

وقال الإعلامي السعودي البارز جمال خاشقجي "الأمر أشبه بزوجين يتشاحنان لكنهما يقرران البقاء معا من أجل الأولاد".

شعور بخيبة الأمل

وفي وقت من الأوقات كانت العلاقة بين القاهرة والرياض محورا مركزيا للسياسة في الشرق الأوسط غير أنها لم تعد كذلك على نحو متزايد منذ تفجر انتفاضات الربيع العربي عام 2011 في منطقة تعاني من حروب أهلية في بلدان واضطرابات واسعة الانتشار في بلدان أخرى.

ففي سوريا عملت السعودية وهي داعم رئيسي للمعارضة بشكل وثيق مع قطر وتركيا وهما خصمان سياسيان لمصر. وفي اليمن ساهمت القاهرة بقوات بحرية في التدخل العسكري الذي قادته السعودية لكن الحليف الرئيسي للرياض هناك هو الإمارات.

وكانت الرياض داعما قويا في ارتقاء السيسي سلم السلطة عام 2013 وعندما أصبح رئيسا في العام الماضي بعد أن عزلت قيادة الجيش الرئيس الإخواني محمد مرسي.

وفي حين أن السعودية تعتبر إيران خصمها الاقليمي الأهم فهي ترى أيضا أن الحركات الإسلامية السنية مثل الإخوان المسلمين تمثل خطرا أكبر على نظام الحكم فيها وتخشى صعودها في الدول العربية.

غير أنه مع تحول السعودية للتصدي لما تراه خطر سياسة توسعية إيرانية في مختلف أنحاء المنطقة ازدادت مصر انغلاقا على نفسها وركزت على الاضطرابات التي أعقبت انتفاضتها الشعبية والثورة المضادة.

وكانت الرياض تريد أن تلعب القاهرة دورا محوريا في التحالف الذي يتصدي لجماعة الحوثي في اليمن التي تقول المملكة إنها متحالفة مع إيران. وامتنعت مصر عن التعهد بإرسال قوات برية.

وقال دبلوماسيون غربيون في القاهرة والخليج إن ذلك أدى إلى توتر العلاقات بعض الشيء لكن الرياض قبلت في نهاية الأمر أسباب مصر وبياناتها العلنية أنها ستدافع عن السعودية في مواجهة أي تهديد خارجي.

وقال دبلوماسي "الواقع أنه بسبب الثورة والوضع الاقتصادي الداخلي لم تعد مصر مثلما كانت والسعوديون يقومون بهذا الدور البارز على نحو متزايد. وللسعوديين بعض الخلافات معهم لكنها خلافات بين راشدين متوافقين".

ومع ذلك فالمشاركة البحرية المصرية في حملة اليمن تبدو مهمة في الرياض ورغم عدم استعداد القاهرة الانضمام لدول الخليج في إعلان حزب الله منظمة إرهابية فإن موقفها على المستوى الإقليمي يتفق بشكل عام مع موقف المملكة.

مساعدات سخية

وينفي وزيرا الخارجية المصري سامح شكري والسعودي عادل الجبير أي حديث عن توترات في الآونة الأخيرة في العلاقات ويصران على أنه لا يوجد خلاف بشأن حملة اليمن أو أي قضايا أخرى.

وقال الجبير في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء "هذه زيارة تاريخية". أما شكري فقد قال في مقابلة مع صحيفة اليوم السابع المؤيدة للحكومة الأسبوع الماضي إنه اندهش هو والجبير للتلميحات إلى أن العلاقات تواجه صعوبات.

ومنذ أطاح الجيش المصري بالحكم الاسلامي عام 2013 قدمت السعودية والإمارات والكويت للقاهرة حوالي 35 مليار دولار كمساعدات في صورة شحنات نفطية ومنح نقدية وودائع في البنك المركزي.

من ناحية أخرى تحدثت الرياض والقاهرة عن ضرورة زيادة الاستثمارات الخليجية في مصر وهو هدف تعثر إذ شكا رجال أعمال بارزون في السعودية ودول مجاورة صراحة من البيروقراطية والفساد.

وبالنسبة للبعض في النخبة السعودية يكمن الخطأ في الرئيس المصري الذي اعتبر أفضل صديق للسعودية بعد أن تولى الجيش مقاليد الأمور من جماعة الإخوان المسلمين عام 2013 وعند انتخابه رئيسا في عام 2014.

وقال خاشقجي "السيسي تمتع بمكانة البطل في ذلك الوقت. فقد كان الشخص المناسب لإصلاح مصر وإنقاذها من الفوضى. والآن في المجالس نفسها في الرياض فقد هذا البريق".

المصدر | أنغوس مكداول، لين نويهض - رويترز

  كلمات مفتاحية

السعودية مصر الملك سلمان السيسي العراق سوريا اليمن إيران

مسؤول سعودي: شركات سعودية جديدة برأسمال 4 مليارات دولار في مصر

السعودية تمول احتياجات مصر البترولية 5 سنوات بـ20 مليار دولار بفائدة 2%

صحف القاهرة: زيارة الملك «سلمان» لمصر «تاريخية» وترد على «المشككين»

صحف مصرية: الملك «سلمان» يصل إلى القاهرة الأربعاء بدلا من الإثنين

تعاون إعلامي سعودي مصري وبث برامج مشتركة خلال زيارة الملك «سلمان» للقاهرة

3 فرق سعودية مصرية لوضع «خريطة طريق» تجارية واستثمارية

«جامعة القاهرة» تمنح الملك «سلمان» الدكتوراه الفخرية