دعوات لرفع الالتباس في المواقف خلال زيارة الملك «سلمان» إلى مصر

الخميس 7 أبريل 2016 09:04 ص

دعا كتّاب مصريون، اليوم الخميس، إلى رفع الالتباس في المواقف بين السعودية ومصر، واستثمار زيارة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز آل سعود» إلى القاهرة، لتكون بداية توثيق جديدة للعلاقات المصرية السعودية، وتحويلها إلى علاقة استراتيجية، تحقق الفائدة للبلدين.

الكتّاب الذين تصدرت مقالاتهم الصحف المصرية اليوم، قالوا إن التباين في المواقف أمر صحي، وإنه من غير المنطقي أن تصل المواقف إلى التطابق، إلا أنهم شددوا على ضرورة إيجاد توافق وتفاهم فيما يتعلق بموقف البلدين، من أجل صالح المنطقة.

«عبد اللطيف المناوي»، أحد الأركان الإعلامية للنظام المصري، كتب مقالا في صحيفة «المصري اليوم» الخاصة، قال فيه إنه بين السعودية ومصر «تباينا صحيا في وجهات النظر حول القضايا المثارة، يصلح لأن يكون مدخلاً لحل الأزمات العربية المطروحة على الساحة، خاصة أن الاختلاف ليس في الأهداف وإنما في أساليب المعالجة، فهناك رؤية مصرية خاصة فيما يتعلق بالقضية السورية، ربما تختلف قليلاً مع الرؤية التي تطرحها السعودية، لكن الأكيد أن الهدف واحد لكلا البلدين، وهو الوصول إلى حالة من حالات الاستقرار والعدالة».

وأضاف: «قد يختلف الرأي، وقد تختلف الأساليب في معالجة الأزمة اليمنية، لكن الأكيد هو الاتفاق على الهدف، وهو ما أكدته مصر أكثر من مرة بإعلانها رفضها التدخل الإيراني في المنطقة العربية، ورفضها وجود الأصابع الإيرانية عن طريق ميليشيات منتشرة في إيران والعراق وسوريا، تحركها لإثارة القلاقل، وهو ما يؤكد مجدداً أن مصر تتفق مع المملكة العربية السعودية على الرؤى العامة لكنها قد تختلف في الأساليب».

وتابع: «هناك دور مهم للإعلام في هذه النقطة، وهو التفرقة بين الاختلاف والخلاف، ومعرفة الفارق بين أهمية أن تكون هناك مساحة للاختلاف وتقسيم الأدوار، وبين النفخ في نيران الانقسام، خاصة أن هناك أطرافا كثيرة يهمها ألا يكون هناك تفاهم أو تكامل مصري- سعودي، وهو ما يجب أن يدركه الجميع قبل أي شيء».

«لن أكون سعيداً إذا خرج البيان الختامي بعد زيارة العاهل السعودي الملك سلمان للقاهرة بالتأكيد على تطابق الرؤى، فالطبيعي والصحي هو عدم التطابق»، بحسب «المناوي» الذي اختتم بقوله: «لكن الأفضل أن يؤكد البيان على وجود توافق للرؤى، لأن حالة التطابق غير صحية وغير صحيحة، ولا تعبر عن الواقع».

في ذات النقطة تحدثت، الكاتبة «مها عزام»، في مقالها بصحيفة «المصري اليوم»، حيث كتبت: «تأتى زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر في وقتها، في ظل الحديث عن اختلاف وجهات نظر البلدين تجاه عدد من الملفات قد يؤدى للتباعد بينهما، لكن الظروف التي تمر بها المنطقة لا تحتمل تباعد القطبين المصري- السعودي، فلا غنى لأحدهما عن الآخر».

أما «عماد الدين حسين» رئيس تحرير صحيفة «الشروق» الخاصة، فقال في مقاله اليوم: «حان الوقت لإقامة قاعدة راسخة للعلاقات بين مصر والسعودية، لا تتأثر بكل تغيرات الطقس السياسي العاصف في المنطقة العربية».

وتابع: «إذا تمكن البلدان من وضع الأسس الراسخة لهذه العلاقة خلال الزيارة، فسيكون ذلك خبرا جيدا للغاية، ليس فقط للبلدين ولكن لكل الأمة العربية، فالواقع يقول إن البلدين يحتاجان بعضهما البعض الآن أكثر من أي وقت مضى، وبالتالي ينبغي أن يضعا معا الأسس المتينة لعلاقات راسخة لا تتأثر بمداخلة تليفزيونية هنا أو مقال صحفي هناك».

واستطرد: «التهديدات التي تتعرض لها المملكة الآن وكذلك مصر، في إطار محاولات إعادة رسم خرائط المنطقة، والتهديدات الإرهابية العاتية، والأزمات الاقتصادية المتصاعدة، والدور الإيراني المتلمظ للتمدد والانتشار، كل ذلك يحتم على البلدين وضع أسس استراتيجية لعلاقتهما».

فرصة لا تعوض

أما الكاتب «عبد الله السناوي»، فقال، في مقاله بصحيفة «الشروق» الخاصة، إنه لا يمكن وصف العلاقات المصرية السعودية بالاستراتيجية، في ظل توجهات معلنة لا تعكسها تفاهمات صلبة في الملفات الإقليمية المشتعلة ولا في النظر إلى مستقبل التعاون المشترك على مدى طويل نسبيا.

إلا أنه أشار إلى أن «كلا البلدين يحتاج إلى الآخر لمنع أية تصدعات إضافية في الموقف العربي العام، يعرض وجوده للخطر الداهم».

وتابع: «فى زيارة العاهل السعودي الملك سلمان، فرصة قد لا تعوض للمصارحة بالحقائق وتبديد الالتباسات، والمصارحة أسهل الطرق للتفاهمات المتماسكة»، مضيفا: «الملفات كلها تستحق حوارا عميقا ومتصلا بين المسئولين من الجانبين يشارك فيه الخبراء والمثقفون إذا ما أردنا تأسيس تحالف استراتيجي، حوار بلا حواجز تمنع النقاش الجاد من أن يصل إلى أهدافه بالاقتناع لا الدعاية».

فما دعا نقيب الصحفيين الأسبق «مكرم محمد أحمد»، في مقاله بصحيفة «الوطن» الخاصة، إلى أن «تتوافق القاهرة والرياض على استراتيجية واضحة تعزز تحالفهما المشترك، وتحصنه من أي مؤامرات تستهدف تفكيكه، وتساعد على خلق نواة صلبة لتضامن عربي جديد أكثر عقلانية ورشداً، يمكّن العرب من هزيمة منظمات الإرهاب واجتثاث جذورها، ويساعدهم على توسيع تحالفاتهم في العالم الإسلامي».

وتابع: «التوافق المصري السعودي على منظور مشترك لأوضاع الشرق الأوسط وأحوال أمتنا العربية في علاقاتها الإسلامية والأفريقية والإقليمية والدولية، يساعد على ضبط إيقاع عالمنا العربي، حرصاً على المصالح العربية العليا، ويهيئ الأرضية الصحيحة لتضامن عربي قوى ينمى فرص العمل العربي المشترك، ويعيد إلى الجامعة العربية دورها كمنظمة إقليمية تحفظ الأمن والسلم العربيين وتمنع نشوب نزاعات عربية- عربية، وتكتل جهود العرب لمواجهة تحديات عصرهم وفى مقدمتها منظمات الإرهاب».

أما د.«إبراهيم البهي»، الكاتب في صحيفة «الأهرام»، فقال إن زيارة الملك «سلمان»، تنفي الشائعات التي كانت تهدف لتعكير صفو العلاقة بين البلدين، وما كان يحاك للوقيعة بين البلدين.

أما الشيخ «صالح كامل»، رئيس الجانب السعودي في مجلس الأعمال المصري السعودي، كتب مقالا في صحيفة «الأخبار» الحكومية، قال فيه: «كم نطمح أيها الملك الجليل أن نشهدَ في عهدك الزاهر وعهد الرئيس الظافر، انطلاقة هذا التكامل، خاصةً أن الله قد أنعم علي البلدين معاً بكل خصائص الازدهار والنماء والإعمار»

وتابع: «ما أروعها من مناسبةٍ عزيزةٍ غالية، حين أُرحّبُ بقَائدي ومَليكي، سلمان بن عبد العزيز خادمُ الحرمين الشريفين، ملكُ المملكة العربية السعودية، وأنا في وطني الثاني جمهورية مصر العربية، وكم أفخر أن أكون سعودي العشقِ، مصري الهوي».

ووصل الملك «سلمان» اليوم إلى القاهرة، في زيارة رسمية تستمر 5 أيام، ومن المقرر أن تشهد الزيارة التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم حول مجالات التعاون المختلفة، التي تم الاتفاق عليها خلال الاجتماعات المتتالية التي شهدتها القاهرة والرياض في إطار المجلس التنسيقي المصري- السعودي.

وتحظى مصر بدعم قوي من السعودية منذ انقلاب قائد الجيش «عبد الفتاح السيسي»، على الرئيس «محمد مرسي»، في يوليو/تموز 2013، إلا أن هذا الدعم شهد تباينا في بعض المواقف بين البلدين، ظهر خلال الشهور الماضية، فيما يتعلق بالأزمة السورية والتدخل العسكري في اليمن والعلاقات مع تركيا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السيسي الملك سلمان مصر السعودية العلاقات السعودية المصرية زيارة الملك سلمان القاهرة الرياض

صحف السعودية: زيارة الملك «سلمان» إلى مصر «تاريخية بجدول مفتوح»

مصر والسعودية .. علاقات ملتبسة

السفير السعودي لدى القاهرة يدشن وسم «الملك سلمان في بلده الثاني مصر»

صحف القاهرة: زيارة الملك «سلمان» لمصر «تاريخية» وترد على «المشككين»

صحف مصرية: الملك «سلمان» يصل إلى القاهرة الأربعاء بدلا من الإثنين

بعد القاهرة.. الملك «سلمان» يتوجه إلى أنقرة الإثنين المقبل

استقبال مصر للملك «سلمان» يتصدر افتتاحيات الصحف السعودية

صحف السعودية: «جسر سلمان» يربط شطري العرب ومذيع الرئاسة المصرية لا يعرف وزراءنا