ضمن مخطط تهويد مدينة القدس العربية، وتدمير مواقعها ومعالمها الحضارية والأثرية معنوياً ومادياً عمدتْ سلطات الاحتلال الإسرائيلية مؤخراً إلى توزيع خريطة سياحية للمدينة خالية من المسجد الأقصى المبارك، وغيره من المعالم الإسلامية والمسيحية مع الاحتفاء بالكنس والمواقع الاستيطانية اليهودية.
الخريطة توزعها وزارة السياحة الإسرائيلية أبقتْ على مسجد «قبة الصخرة» ولكنها احتالتْ لتزييف الواقع فأسمته بالتسمية العبرية المُدعاة «جبل الهيكل» في محاولة لمحو تاريخ المسجد وإقرار مزاعم وادعاءات إسرائيلية في أذهان السياح لا صحة لها.
أما المسجد الأقصى المبارك فيغيب عن الخريطة تماماً، كذلك «كنيسة الفادي الإنجليلية اللوثرية»، فرغم مكانة الأول التاريخية المميزة، ووجود أعلى برج في المدينة في الثانية إلا إن الخاريطة الإسرائيلية تجاهلتهما، وكأنهما غير موجودين في الحقيقة.
الدكتور «جمال عمر»، أستاذ العمارة وشؤون القدس، فيقول: «المأساة في الضغط الإسرائيلي لاتمام وضع مدينة القدس على طاولة مفاوضات الوضع النهائي، وبالتالي السيطرة عليها والتحكم فيها عبر تحديد الداخلين والخارجين إليها ومنها فهي تذبح من الوريد إلى الوريد الآن في غفلة من الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية».
