شهد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، جدلا واسعا بين السعوديين بعد مطالبة د.«سلطان السلطان»، عضو مجلس الشورى بفتح المجال للمرأة السعودية لقيادة الدراجة الهوائية.
وتحت وسم «السماح للمرأة بقيادة الدراجة»، ثار الجدل ففي حين استنكر نشطاء الأمر واعتبروه مخالفا للقيم السعودية والشرع ووصفوه بأنه «مستفز»، إلا أن الوسم شهد كذلك تواجدا لبعض مؤيدي القرار الذين رحبوا به باعتباره بديلا ولو جزئيا عن قيادة السيارة الممنوع بطبيعة الحال على المرأة في المملكة.
وعبرالوسم، الذي احتل المرتبة الثانية الأكثر تداولا في السعودية، شارك «ضيف الله آل حوفان»، وأرجع الأمر للحكم الشرعي، قائلا: «حين فقدوا الأمل في السيارة، قاموا بالنزول لمستوى أقل من ذلك.. باختصار: هذا القرار يحكمه الشرع والقانون لا الأهواء».
وكتبت «أروى»: «ضحكتوا علينا العالم، الله يخسكم ما نبغى نسوق سيارة ولا حمار أعرج.. خليكم سواقين لنا وانتهينا.. هاشتاق غبي».
فيما كتب «عبد الله المطلق»: «كان الأجدر والأولى من هذه الفكرة أيها العضو دراسة ملف الجامعيات العاطلات والأرامل.. أو تترك مقعدك لمن يحترمهم»، وأضافت «سارة»: «صدقوني بنات الناس الراقية المحترمة ما راح يقودون ولا حتى يفكرون.. يحكمنا دين لا تحكمنا أهواء».
أما «ياسر»، فكتب: «كنت اعتقد أن مجلس الشورى لخدمتنا، ومن ثم تحول إلى استفزازنا، لكن بالأخير أيقنت تماماً أنه مجلس لإضحاكنا».
ومن هذا المنطلق، أخذ الكثيرون هذه المطالبة، بسخرية واستهزاء، حيث قال «فهرس»: «يا شباب لازم نتأكد من قهوة مجلس الشورى.. عندي إحساس قوي أنها مغشوشة.. الشعب في وادي ومجلس الشورى في وادي».
وأضاف «محمد بن عبد الله»: «تخيل أشكالهم وهم مستعجلين ورايحين للسوق والشنطة معلقتها على مساكة الفرامل، والعباية طايرة من ورا كأنها باتمان».
وتابع «علي بطيخ العمري»: «نكتة جديدة يشكر معاليه عليها.. عودونا على رسم الابتسامة، فشكر لهم!»، بينما قال «مبارك الحربي: «سيارة أحسن وأفضل»، ليرد عليه «محمد العتيبي»: »اللحين هي ما ساقت سيارة.. كيف بتسوق دراجة».
وقالت «غادة»: «بشتري توك توك»، بينما قالت «ليلي القرشي»: «غير السيارة ما نسوق».
أما مؤيدو القرار، وهم قلة عبر الوسم، فأشادوا بالاقتراح، وقالت الناشطة «أمنيات: «ما عندنا مشكلة.. أبغي هذا»، وأضافت «ندي»: «ما قصرتوا والله».
وتابع «خالد الغامدي»: «إذا اتهيأت مسارات خاصة، ليش لا، رياضة جدا ممتازة، حتى النفسيات تزين».
وبحسب تصريحات لـ«السلطان»، اليوم، قال: «تعتبر الدراجة الهوائية من أكثر وسائل النقل فاعلية، وهي رياضة مفيدة، وهذا الكلام عن تجربة حية مررت بها عندما كنت في برنامج الدكتوراه بجامعة طوكيو سنوات، إذ كنت أرى تناغم استخدام وسائل النقل (طائرات وقطارات وسيارات وحافلات)».
ودعا إدارات تخطيط النقل في وزارتي الشؤون البلدية والنقل إلى تطوير وسائل النقل داخل المدن وبين مناطق المملكة، بما يتوافق مع الدعم اللامحدود من الدولة، وتخصيص مسارات للدراجات الهوائية على الطرقات تمكن المواطنين من استخدامها بيسر وسهولة.
يذكر أن «السلطان»، طالب قبل يومين، خلال مداخلة له داخل مجلس الشورى، بحل أزمة الاستقدام التي تعاني منها المملكة، عن طريق السماح للمرأة بقيادة السيارة.
وكان مفتي عام السعودية رئيس هيئة كِبار العلماء الشيخ «عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ»، قد جدد الأسبوع الماضي حديثه حول قيادة المرأة للسيارة، وأكد أنها قد تفتح عليها أبواب شر ولا تنضبط أمورها، لذا يجب أن لا يتم إقرار هذا الأمر لأنه خطير، على حد تعبيره.
وحذّر المفتي، خلال حواره مع فضائية «المجد»، في برنامج «مع المفتي»، من أن خروج المرأة وحدها وذهابها إلى كل مكان من غير علم أهلها به شرور كثيرة.
ويحظر على المرأة في المملكة قيادة السيارة، حيث تعتبر السعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يحظر قيادة المرأة للسيارات، رغم أن عددا متزايدا من الشخصيات العامة يضغط من أجل إلغاء هذا الإجراء.
