وصف المبعوث الأممي إلي اليمن أن الأوضاع اليمنية خطيرة، مؤكدا أن صنعاء تحت الإحتلال الحوثي، كما سقط عشرات القتلي والجرحي من المليشيات الحوثية إثر هجوم انتحاري للقاعدة شرق اليمن.

قال المبعوث الأممي إلى اليمن «جمال بن عمر» في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» إن العاصمة اليمنية صنعاء باتت محتلة من قبل القوي المسلحة من مليشيات «الحوثي» التي اجتاحتها في 20 سبتمبر/أيلول الجاري، واصفا الوضع في اليمن وخاصة العاصمة بـ«الخطير».

وأضاف «بن عمر» في حديث نشر اليوم الإثنين بالصحيفة، أن ما حدث في اليمن جاء نتيجة لحسابات خاطئة ارتكبتها جميع الأطراف، على حد قوله، مشيرا إلى أن انزلاق الوضع إلى هذا المنحدر الخطير جاء بعد اختيار جماعة «أنصار الله» وأطراف أخرى العنف كوسيلة لبلوغ أهداف سياسية، مستغلة ضعف الدولة وتفكك الجيش، والدور الانتقامي الذي لعبته زعامات النظام السابق التي تحالفت ويسرت لمليشيات «الحوثيين» دخول العاصمة.

وعلى الصعيد الميداني، فقد سقط قتلى وجرحى من مليشيات «الحوثي» في هجوم انتحاري استهدف تجمعا لهم بمحافظة «مأرب» شرق اليمن، وأعلن تنظيم «القاعدة» مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع في مستشفى ريفي تتخذه مليشيات «الحوثي» مقرا لهم منذ حرب «الجوف» الشهر الماضي، ويمثل هذا الهجوم أول استهداف مباشر من «القاعدة» للمليشيات «الحوثية».

وذكرت مصادر محلية أن انتحاريا هاجم بسيارة ملغومة مستشفى الجفرة الواقع في بلدة مجزر على الطريق العام الرابط بين العاصمة صنعاء ومأرب، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات في صفوف المليشيات الحوثية.

وأشارت المصادر إلى أن مليشيات «الحوثيين» نقلوا جثث القتلى والمصابين إلى مستشفى ميداني تابع لهم في منطقة براقش التابعة إداريا لمحافظة «الجوف»، فيما أكد المكتب الإعلامي لمليشيات الحوثي حدوث الهجوم وسقوط قتلي وجرحى في صفوفهم.

وكان تنظيم «القاعدة» قد توعد قبل يومين بحرب عنيفة ضد مليشيات الحوثي، بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء، واتهمهم بتنفيذ مخطط إيراني للسيطرة على البلاد، موضحا بأنه سينفذ عمليات دامية ضد تجمعاتهم بمختلف مناطق البلاد.

من جانب آخر تظاهر أمس الأحد بصنعاء عشرات الناشطين من الرافضين للميليشيات «الحوثية» بصنعاء، وتعد هذه المظاهرة هي الأولى من نوعها منذ سقوط العاصمة بيد مليشيات الحوثي.

وطالب المتظاهرون الذين نظموا مسيرة احتجاجية في شارع الزبيري، بطرد المليشيات وتسليم المقرات الحكومية لأجهزة الدولة وإعادة منهوبات الدولة ووقف الاعتداءات وأعمال النهب للمؤسسات الخاصة والعامة، فيما انتشرت عناصر من مليشيات «الحوثي» بمختلف الشوارع المحيطة بالمظاهرة.

وفي السياق نفسه واصلت المليشيات الحوثية اقتحام المؤسسات الخيرية للأسبوع الثاني على التوالي، حيث أكدت مصادر محلية اقتحام «مؤسسة اليتيم» المجاورة لمعسكر «الفرقة أولى مدرع» الذي سيطرت عليه المليشيات في مواجهات مسلحة الأسبوع الماضي.

وذكرت المصادر إلى أن عشرات المسلحين اقتحموا المؤسسة ونهبوا ما بداخلها من أثاث وأجهزة ومعامل خاصة بقطاع الأيتام، كما اقتحمت مليشيات الحوثي مؤسسة «التضامن النسائية» في شارع تعز جنوب شرقي صنعاء، بعد أن فرضوا حصارا عليها منذ يومين.

ولم تستثن مليشيات الحوثي  مقرات خاصة بقيادات في «مؤتمر الحوار الوطني»، حيث اقتحموا مقر الهيئة التنفيذية للمؤتمر الوطني العام للشباب التي يرأسها نائب أمين عام مؤتمر الحوار «ياسر الرعيني»، في شارع الرباط ونهبوا محتوياتها.

وتنتشر مليشيات الحوثي في معظم الشوارع والأحياء بالعاصمة، وافتتحوا عشرات المقرات الخاصة بهم فيها، كما أنهم لا يزالون يسيطرون على مقرات عسكرية وحكومية، إضافة إلى رفضهم الخروج من المنازل التي اقتحموها والتي يملكها خصومهم من «حزب الإصلاح» الإسلامي وقيادات عسكرية.