تطور درامي في حرب اليمن .. التحالف يحول ضرباته ضد تنظيم القاعدة

الاثنين 25 أبريل 2016 12:04 م

فيما يشير إلى تحول كبير في مسار الحرب الدائرة في اليمن، بدأت القوات التي تدعمها السعودية شن هجوم واسع النطاق لطرد المسلحين المتحالفين مع تنظيم القاعدة من معاقلهم في جنوب البلاد.

يتناول تقرير لصحيفة واشنطن بوست عملية قوات التحالف الذي تقوده السعودية للسيطة على المكلا. وتشير الصحيفة إلى أن الهجمات المنسقة على معاقل تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب تعد هي الأولى من نوعها التي يقوم بها التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، والذي بدأ في شن غارات جوية وهجمات برية خلال العام الماضي ضد المتمردين الشيعة المعروفين باسم الحوثيين. المملكة العربية السعودية ترى أن الحوثيين هم وكلاء للمنافس الإقليمي الرئيسي لها، إيران الشيعة. وقد امتنعت المملكة عن استهداف القاعدة في جزيرة العرب طوال هذه الفترة.

وتحت غطاء من القصف الجوي الذي توفره طائرات التحالف الذي تقوده السعودية، يواصل المقاتلون المتحالفون مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا الاندفاع باتجاه مدينة المكلا والمناطق المحيطة بها. وقد أصحبت المكلا عاصمة بحكم الأمر الواقع لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

ومع كونه أقوى فروع تنظيم القاعدة، فقد استولى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على مدينة المكلا الساحلية خلال العام الماضي مستغلا اتساع الفوضى في اليمن، هو تطور أقلق الولايات المتحدة. وقد قام نشطاء تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بالسيطرة على الكثير من المناطق الساحلية جنوب شرق اليمن، ويستخدم التنظيم المكلا كقاعدة لزرع جذور أعمق في الدولة الفقيرة جنوب شبه الجزيرة العربية، ربما بهدف شن هجمات على أهداف غربية.

السيطرة على المدينة

ويقول سكان المكلا إن القوات البرية للتحالف، بما في ذلك قوات من دولة الإمارات العربية المتحدة، دخلت المدينة من الشرق بينما فر مسلحو تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

«تقوم طائرات التحالف باستهداف المدينة منذ منتصف ليل الأحد، وقد قامت باستهداف المطار والمركز الثقافي»، وفقا لـ«علي الخالقي» وهو صحي مستقل تحدث إلى «واشنطن بوست» عبر الهاتف من المكلا.

وقبل الحملة الأخيرة، لم تقم قوات التحالف بما في ذلك المقاتلون التابعون لحكومة الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» باستهداف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. في المقابل، فقد قام نشطاء التنظيم بالقتال ضد الحوثيين والامتناع عن شن الهجمات ضد القوات المتحالفة مع التحالف السعودي، في أمر كان أشبه ما يكون بهدنة غير رسمية بين الطرفين.

الهجوم الذي يستهدف المكلا والمدن والمناطق القريبة منها يأتي في الوقت الذي تم خلاله استئناف محادثات السلام مؤخرا بوساطة الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية متعددة الأوجه في اليمن. وقد اشتدت وتيرة القتال خلال العام الماضي في أعقاب إطاحة المتمردين الحوثيين بالحكومة اليمنية وتقدمهم صوب عدن، المدينة الساحلية الجنوبية الرئيسية، والتي تشهد تواجدا للمقاتلين من المتشددين الإسلاميين والانفصاليين الجنوبيين وحلفاء «هادي» على حد سواء.

وقد تم استئناف محادثات السلام يوم الخميس الماضي في الكويت بحضور الأطراف الرئيسية في الصراع بمن فيهم ممثلو الرئيس اليمني السابق «علي عبد الله صالح». وقد كانت القوات الموالية لهذا الأخير هي الحليف الأساسي للحوثيين في معاركهم ضد القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا، ومعظم هذه القوات هم من المنشقين عن الجيش اليمني.

وقد أدى الصراع إلى مقتل قرابة 6000 شخص وخلق ما يصفه مسؤولون دوليون بأنه كارثة إنسانية. وقد انهارت محادثات السلام السابقة المدعومة من الأمم المتحدة بسبب عدم القدرة على وقف القتال على الأرض.

وقد أخبرنا أحد الصحفيين الذين تحدثوا لنا عب الهاتف من المكلا أن الكثير من مسلحي تنظيم القاعدة في المدينة قد انسحبوا منها ظهر الأحد في أعقاب الغارات الجوية. وقال إن قوات التحالف قد بدأت التحرك من الشرق.

ويضيف الصحفي الذي رفض الكشف عن هويته حرصا على سلامته: «هناك الكثير من الخوف بين السكان مع فرار مقاتلي القاعدة». مفسرا بالقول: «يشعر الناس بالراحة لرحيلهم لكنهم قلقون من الفوضى التي سوف تعقب ذلك».

وليس من الواضح لماذا قرر التحالف توجيه قوته العسكرية نحو المناطق التي يسيطر عليها القاعدة في جزيرة العرب، على الرغم من أن الهجوم يأتي بعد أيام فقط من زيارة الرئيس «أوباما» إلى المملكة العربية السعودية. وبشكل خاص، غالبا ما يعرف بعض المسؤولين الأمريكيين عن قلقهم من أن التدخل السعودي في اليمن يمكن أن يزيد من نفوذ تنظيم القاعدة.

ومع تجنب التحالف الذي تقوده السعودية للمواجهة مع تنظيم القاعدة طوال الفترة الماضية، فإن الطائرات بدون طيار الأمريكية تواصل هجماتها لاستهداف التنظيم ما أسفر عن مقتل بعض كبار قادته.

دون مقاومة

وخلال هجوم يوم الأحد على مدينة المكلا، لم يظهر مقاتلو تنظيم القاعدة مقاومة تذكر. وزعمت تقارير غير مؤكدة على تويتر من السكان في اليمن أنه قبل الهجوم، حاول رجال القبائل المحليين التفاوض على انسحاب مقاتلي القاعدة في جزيرة العرب من المدينة.

وبينما تحدثت مصادر عسكرية يمنية في وقت سابق من أمس الأحد عن مقتل 30 من مسلحي تنظيم «القاعدة» جراء قصف طيران التحالف، قالت قيادة التحالف، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، فجر اليوم الإثنين، إن «العملية أسفرت في ساعاتها الأولى عن مقتل ما يزيد عن 800 عنصر بتنظيم القاعدة، وعدد من قياداتهم، وفرار البقية منهم».

وأضاف البيان أن العملية تأتي «في إطار الجهود الدولية المشتركة لهزيمة التنظيمات الإرهابية في اليمن، ودعم الحكومة اليمنية الشرعية لبسط نفوذها وسيطرتها على المدن اليمنية التي سقطت تحت سيطرة تنظيم القاعدة، وأهمها مدينة المكلا، التي تعتبر معقل التنظيم؛ حيث تهدف العمليات لتطهيرها، ومساعدة الشرعية في بسط نفوذها عليها، وعلى باقي المدن اليمنية».

وتابع البيان: «ستتيح هذه العملية تكثيف جهود الإغاثة الإنسانية في تلك المدن، ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق، وتؤكد الدول المشاركة في هذه العملية استمرارها في ملاحقة التنظيمات الإرهابية في جميع المدن اليمنية وهزيمتها وحرمانها من الملاذ الآمن حتى إعادة الأمن».

وقد قدمت القوات الإماراتية دعما حاسما للمقاتلين اليمنيين خلال هجوم الصيف الماضي على عدن، حيث جرى طرد الحوثيين منها. وأصبحت عدن قاعدة للقوات الموالية للتحالف وحكومة «هادي».

ولكن عدن قد انحدرت في نهاية المطاف نحو قدر كبير من الفوضى بما في ذلك الهجمات التي يشنها الفرع الوليد لتابع لتنظيم «الدولة الإسلامية» في اليمن. وقد استهدف أحد تلك الهجمات سيارة محافظ عدن مما أدى إلى مقتله في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ومنذ الصيف، لم تحرز قوات التحالف التي تقودها السعودية أي تقدم في مواجهة هجمات مرتدة شديدة الشراسة من قبل جماعة الحوثي، وفقا لما أشارت إليه واشنطن بوست.

  كلمات مفتاحية

اليمن السعودية قوات التحالف الحوثيين تنظيم القاعدة

«بن دغر» يشيد بـ«انتصارات» الجيش اليمني على «القاعدة» بحضرموت

تعليق المحادثات اليمنية في الكويت 24 ساعة

قوات يمنية وإماراتية تنتزع مدينة المكلا من «القاعدة» و«التحالف» يعلن قتل 800 من التنظيم

«أتلانتيك كاونسل»: لماذا تظهر السعودية استعدادا أكبر للتفاوض مع الحوثيين؟

«ذي إيكونوميست»: اليمن .. بين السعوديين والحوثيين والجهاديين

القوة الإماراتية في عدن تحرر رهينة بريطاني لدى «القاعدة»

اليمن.. ميناء المكلا يعاود العمل مجددا عقب انتزاعه من «القاعدة»

الجيش اليمني يسيطر على معسكر لـ«القاعدة» في حضر موت

«القاعدة» يؤكد انسحابه من ميناء المكلا على الساحل الجنوبي لليمن

لماذا حققت الإمارات نجاحات في مواجهة تنظيم القاعدة في اليمن؟