انتزع جنود يمنيون وإماراتيون السيطرة على مدينة المكلا الساحلية، جنوب شرقي اليمن، من قبضة مقاتلي تنظيم «القاعدة»، الأحد، حارمين التنظيم من ميناء مكنهم من جمع ثروة من المال في خضم حرب أهلية تشهدها البلاد.
يأتي ذلك بينما أعلنت قيادة قوات «التحالف العربي» مقتل أكثر من 800 عنصر بتنظيم القاعدة، وعددا (غير محدد) من قياداته في قصف جوي ترافق مع عملية استعادة مدينة المكلا التي ظلت في قبضة التنظيم لأكثر من عام.
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء، عن مسؤولين محليين وسكان في مدينة المكلا، إن نحو 200 جندي يمني وإماراتي دخلوا، أمس الأحد، مدينة المكلا، وسيطروا على مينائها ومطارها، وأقاموا نقاط تفتيش في أنحاء المدينة الجنوبية.
ولم تكن هناك معارك تذكر بعد أن حرك «التحالف العربي» والقوات اليمنية قواتهم في ضواحي المكلا. وربما اختار مقاتلو تنظيم «القاعدة» المغادرة بصورة سلمية.
ونقلت وكالة «فرانس برس»، عن مسؤول عسكري شارك في عملية استعادة السيطرة على المكلا، (لم تذكر اسمه ولا جنسيته): «لقد دخلنا وسط المدينة، ولم نصادف مقاومة من مقاتلي القاعدة الذين انسحبوا غربا» في اتجاه صحراء محافظتي حضرموت وشبوة المجاورتين.
وفي الثاني من أبريل/نيسان 2015، هاجم مقاتلو تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» المكلا، وسيطروا على أحيائها الرئيسية في أقل من 24 ساعة.
وكان التنظيم يجني نحو مليوني دولار يوميا من عوائد جمارك ميناء المدينة، التي تطل على بحر العرب.
وتولى طيران «التحالف العربي»، الذي تدخل في اليمن في مارس/ آذار 2015 تأمين التغطية لتقدم القوات الحكومية والإماراتية في المكلا.
وبينما تحدثت مصادر عسكرية يمنية في وقت سابق عن مقتل 30 من مسلحي تنظيم «القاعدة» جراء قصف طيران التحالف، قالت قيادة التحالف، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، فجر اليوم الإثنين، إن «العملية أسفرت في ساعاتها الأولى عن مقتل ما يزيد عن 800 عنصر بتنظيم القاعدة، وعدد من قياداتهم، وفرار البقية منهم».
وأضاف البيان أن العملية تأتي «في إطار الجهود الدولية المشتركة لهزيمة التنظيمات الإرهابية في اليمن، ودعم الحكومة اليمنية الشرعية لبسط نفوذها وسيطرتها على المدن اليمنية التي سقطت تحت سيطرة تنظيم القاعدة، وأهمها مدينة المكلا، التي تعتبر معقل التنظيم؛ حيث تهدف العمليات لتطهيرها، ومساعدة الشرعية في بسط نفوذها عليها، وعلى باقي المدن اليمنية».
وتابع البيان: «ستتيح هذه العملية تكثيف جهود الإغاثة الإنسانية في تلك المدن، ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق، وتؤكد الدول المشاركة في هذه العملية استمرارها في ملاحقة التنظيمات الإرهابية في جميع المدن اليمنية وهزيمتها وحرمانها من الملاذ الآمن حتى إعادة الأمن».
ويأتي الهجوم عل مدينة المكلا بينما تجتمع حكومة اليمن مع المعارضين الحوثيين في الكويت في محاولة لإيجاد حل للصراع.
وقتل أكثر من 6200 في الحرب التي تركزت في الأساس حول وسط وشمال البلاد الذي يسيطر عليه الحوثيون بينما ساد فراغ أمني في الجنوب.