أعلن بنك «قطر الوطني» الثلاثاء أنه يحقق في ما إذا كان قد تعرض لهجوم الكتروني أدى لتسريب بيانات عدد كبير من عملائه بما في ذلك أسماؤهم وكلمات المرور الخاصة بهم.

وكانت وسائل إعلام أفادت بأن ما سعته 1،4 جيجابايت من هذه الوثائق العائدة للمصرف نشرت على الإنترنت، مشيرة إلى أن هذه الوثائق تتضمن تفاصيل الحسابات المصرفية للعديد من الصحفيين العاملين في فضائية الجزيرة القطرية.

ونشر موقع مشاركة الملفات Global-Files.net 15 ألف وثيقة تمت قرصنتها من بنك قطر الوطني.

ونشر الموقع لفترة بسيطة البيانات قبل أن يتم حذفها، لكنه أكد على إعادة نشر الوثائق قريبا.

وتكشف الوثائق المسربة عن تفاصيل 100 ألف حساب شخصي في بنك قطر الوطني، ككلمات المرور والأرقام الشخصية وبعض تفاصيل الحسابات الأخرى.

وبحسب وسائل الإعلام القطرية، وبينها موقع «دوحة نيوز» الالكتروني فإن البيانات المسربة تتضمن أيضا تفاصيل العمليات المصرفية لمئات وكالات الاستخبارات المحلية والأجنبية.

وتتضمن أيضا الوثائق ملفات تحتوي على معلومات حول وكلاء قطر في المخابرات والموظفين في البنوك المحلية والشرطة والأمن وأفراد من الأسرة الحاكمة في البلاد.

وأفاد بيان بنك «قطر الوطني » أن «سياسته الإعلامية تحتم ألا يتم التعليق على أي أخبار يتم تداولها» عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأكد المصرف أنه «يقوم حالا بالمزيد من التحري في ذات الموضوع بالتنسيق مع كل الجهات المعلنة»، مشيرا إلى أنه لا توجد أي آثار مالية سلبية على عملاء البنك أو على الأعمال الاعتيادية للبنك بشكل عام.

وأضاف البيان أن «سرية البيانات تأتي في قائمة أولويات مجموعة بنك قطر الوطني، كما أن المجموعة تستخدم أقصى المعايير اللازمة لضمان حماية وأمن المعلومات الخاصة بعملائها.

ومن غير الواضح ما الذي سرب المعلومات أو لماذا.

ويحتوي الملف 1.4GB الذي تم تحميله على الانترنت على 9 مجلدات رئيسية، من بينها الجزيرة، القرضاوي(رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ،آل ثاني، الدفاع وغيرها، جاسوس واستخبارات، و(المخابرات).

كما يحتوي مجلد الجزيرة على 29 ملفا منفصلا للموظفين، ويوجد به جدول، يتضمن التفاصيل الشخصية لأكثر من 1200 شخص ومنظمة.

وقال عدد من موظفي قناة الجزيرة الإخبارية في الدوحة إن الكثير من البيانات الواردة في الجزء المخصص لهم من الملفات غير الصحيح.

«جوردون هيكي»، الذي ترك قناة الجزيرة الإنجليزية في شهر يوليو/ تموز الماضي، قال لـ الدوحة نيوز إن صديقا اتصل به وأخبره أن الحسابات المصرفية وكلمات السر الخاصة به كانت متاحة على الإنترنت- وكلمة (جاسوس) معلقة بمجلده.

وأعرب «هيكي»- الذي غير الآن جميع كلمات السر الخاصة به - عن دهشته لأن البيانات تتضمن تفاصيل حسابه على تويتر ورقم الحساب المصرفي وكلمات السر.

واتصل عدد من عملاء البنك يستفسرون عما حدث، فتم إخبارهم أنه لا يوجد أي سبب للقلق وأن البنك على بينة من خرق البيانات.

كما أكد عدد آخر من العاملين بالجزيرة الذين لم يرغبوا في الكشف عن أسمائهم أن غالبية تفاصيل البيانات كانت دقيقة، على الرغم من أن بعض المعلومات مثل أرقام الهواتف وغيرها من البيانات كانت إما غير صحيحة أو قديمة وتم تغييرها.

ومع ذلك، قال صحفي بالجزيرة ورد اسمه في المجلد إنه لم يكن عميلا بالبنك.

ولا تتضمن الوثائق تفاصيل الحسابات المصرفية وكلمات السر فقط، ولكن أيضا صورا لأشخاص ومعلومات خاصة بحسابات العملاء على تويتر، وفيسبوك.

ورجح «سيمون ادواردز»، خبير الأمن الاكتروني أن هذه البيانات لم تأت من البنك.

وأوضح أن الجاني استخدم البيانات التي يحتفظ بها البنك لإعداد ملفات لتحقيق أهداف أخرى.

وفي المجلد المعنون «الدفاع، جاسوس MI6 )المخابرات البريطانية)، يوجد إلى جانب روابط لمواقع التواصل الاجتماعي صور لزوجات وأصدقاء العملاء.

وفي مجلد المعنون بـ(المخابرات) هناك تفاصيل شخصية من 562 شخصا، يفترض أنهم أعضاء بجهاز المخابرات في دولة قطر.

كما يحتوي المجلد (الدفاع) 42 مجلدا فرعيا مع تفاصيل تميزت بأنها جزء من وزارة الدفاع القطرية والجيش.