السعودية تعرضت لأكثر من 30 عملية إرهابية في أقل من عام

الاثنين 2 مايو 2016 06:05 ص

صرح مسؤول أمني أن المملكة العربية السعودية تعرضت في أقل من عام لما يزيد على 30 عملية إرهابية بواقع عملية كل 12 يوما، مؤكدا أن الطريقة الأفقية التي يعمل بها عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» تستند إلى عدم وجود قائد ميداني في المناطق التي ينفذ فيها عناصره عملياتهم، بل ترتبط في شكل مباشر بقيادات التنظيم في مناطق الصراعات بخاصة في سوريا. وشدد على أن القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» داخل السعودية في وضعه الحالي يرتبط بحل للأزمة السورية.

من جانبه، لم يستبعد العميد «بسام عطية» (من المديرية العامة للمباحث) أن يظهر الفكر المتطرف والحالات الإرهابية بثوب آخر حتى بعد القضاء على فكر «الدولة الإسلامية»، قائلا: «أيديولوجية الدولة الإسلامية والفكر المتطرف والحالة الإرهابية ستستمر، وستظهر بثوب آخر وشكل مختلف».

وأوضح العميد «عطية»  خلال مؤتمر صحفي في الرياض، أمس الأحد، أن «مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة» حقق نجاحات كبيرة تصل إلى نسبة 90% من الأعمال التي يقوم بها، مضيفا أن «التجربة التراكمية التي حققتها المملكة في محاربة الإرهاب واستمرت نحو أربعة عقود حققت خبرة كبيرة لدى أجهزتها الأمنية في التعامل مع هذه الآفة، جعلت من تجربة المركز رائدة عالميا.

في الوقت نفسه كشف المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء «منصور التركي» أن الحملة الأمنية التي نفذت الجمعة الماضي أسفرت عن إحباط عمل إرهابي وشيك، كما تم خلالها قتل اثنين من المطلوبين أمنيا والقبض على ثالث، اتهموا بالضلوع في مقتل مدير مباحث محافظة القويعية (غرب البلاد) «كتاب الحمادي».

وكشف«التركي» عن تفاصيل العملية الأمنية التي نفذتها القوات الأمنية الجمعة في محافظة بيشة (جنوب)، واستمرت نحو 40 ساعة، قتل خلالها المطلوبان للجهات الأمنية «عبدالعزيز الشهري، و«ياسر الحودي» بعد مقاومتهما لرجال الأمن، وتم القبض على المتهم الثالث «عقاب العتيبي»، مؤكدا أن هناك ارتباطا بين هؤلاء الأشخاص وعدد من العمليات الإرهابية التي وقعت في البلاد خلال الفترة الماضية، كتفجير مسجد قوات الطوارئ في منطقة عسير، وإطلاق النار على المصلين في مسجد المصطفى بالدالوة، واغتيال العميد «كتاب الحمادي».

وأوضح «التركي» أن القوات الأمنية رصدت سيارتين في أحد المواقع بمحافظة بيشة كان بداخل إحداهما مواد متفجرة، إلا أن قائديها بادرا بإطلاق النار تجاه رجال الأمن مما اقتضى الرد عليهما بالمثل ومقتلهما، وواصلت الجهات الأمنية أداء مهامها، واستكمال عمليتها الموسعة، التي انطلقت مع الساعات الأولى من فجر الجمعة الماضي، وشملت منطقه برية وعرة بلغت مساحتها 40 كيلومترا مربعا شرق محافظة بيشة، حتى أتمت جميع مراحلها في شكل كامل في تمام الساعة الخامسة من عصر السبت.

ونتج من تلك العملية مقتل مطلوبين اثنين هما «عبدالعزيز الشهري»، و«ياسر الحودي»، في حين أكدت معلومات ميدانية، تواجد مطلوب آخر فر بعد مقتل رفيقيه واختفى بمكان في محيط الموقع، وبتكثيف عمليات المسح والتمشيط الأرضي والجوي التي استمرت أكثر من 24 ساعة تم تحديد موقعه ومحاصرته وإرغامه على الاستسلام لرجال الأمن من دون تمكينه من أي فرصة للمقاومة، أو استخدام الحزام الناسف الذي كان يرتديه وتجريده منه وضبط ما بحوزته من أسلحة.

وقال إن الشخص الثالث الذي قبض عليه هو «عقاب معجب قزعان العتيبي»، المعلن اسمه ضمن قائمة المطلوبين لعلاقته بالموقوف على ذمة قضية إطلاق النار على المصلين بمسجد المصطفى بقرية الدالوة الموقوف حاليا «سويلم الهادي الرويلي»، كما أن «العتيبي» متورط في عدد من الأنشطة الإرهابية لخلية ضرماء، وفي تفجير مسجد قوة الطوارئ الخاصة في عسير، إضافة إلى الأدلة التي تثبت ضلوعه في جريمة اغتيال العميد «كتاب الحمادي»، وفي جرائم أخرى ما تزال جميعها محل التحقيق.

وأفاد أن العنصرين الآخرين الذين تم القضاء عليهما في العملية الأمنية وهما «عبدالعزيز أحمد محمد البكري الشهري» ضمن قائمة للمطلوبين أمنيا، له علاقة بتفجير مسجد قوة الطوارئ الخاصة بعسير، واغتيال العميد «كتاب الحمادي»، مضيفا أنه «تبين من إجراءات المعاينة ارتدائه حزاما ناسفا في حالة تشريك كاملة تم إبطاله من خبراء المتفجرات، وحيازته لسلاح رشاش وثلاثة مخازن وجعبة لحملها، كما تبين وجود آثار لمواد متفجرة متخلفة عن الانفجار الذي حدث للسيارة التي كان يقودها.

ويدعى الشخص الآخر الذي قتل في العملية «ياسر على يوسف الحودي» وكان متخصصا في صناعة الأحزمة والعبوات الناسفة، وشارك في اغتيال «الحمادي»، وعثر بحوزته على سلاح رشاش وأربعة مخازن وذخائر وجعبة لحملها ومبلغ مالي، كما وجد بالقرب من الجثة ذراع خاص لقنبلة يدوية شديدة الانفجار.

وأكد «التركي» خلال المؤتمر الصحفي في نادي ضباط قوى الأمن في الرياض، أمس الأحد، أن المواطنين والمقيمين أسهموا في القبض على كثير من المطلوبين، وذلك بتقديمهم 70% من المعلومات حول الإرهابيين والمتورطين، مشيرا إلى أن تخفي الإرهابيين لن يجبر وزارة الداخلية على التضييق على الناس في تنقلاتهم.

وبين أن الإرهابيين لا يجدون ملاذا آمنا في المدن، الأمر الذي يدفعهم إلى الذهاب للمناطق الصحراوية، مؤكدا أن الشباب السعودي ليس هشا ليتأثر بالفكر المتطرف، وأن الأعداد المتأثرة قليلة، كما أن المملكة حريصة جدا على تبادل المعلومات مع الدول كافة بشأن الإرهاب.

واعتبر أن الإعلان الذي تقوم به وزارة الداخلية عن الإرهابيين مناسبة وكافية، موضحا أنهم لا يحتاجون إلى استخدام إعلانات الطرق والميادين العامة.

وأكد أن جهود رجال الأمن في تتبع المتورطين كبيرة ومثمرة وأطاحت بخلايا متفرقة، والجهات الأمنية تستثمر أي معلومة ولا تهملها.

وعن استخدام الإرهابيين لمواقع التواصل وشبكاته واستغلاله في التأثير على الشباب، قال: «إن نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية يعمل على تتبع وتحديد الأشخاص المسؤولين عنها، ومن يثبت تورطه في الجريمة الإلكترونية يتم تحويله لهيئة التحقيق والادعاء العام، وللأسف الشديد من يبحث عن مواقعهم وحساباتهم هم من المؤيدين لهم والمغرر بهم».

ونفى «التركي» وجود أي معلومات أو أدلة تثبت وجود قتلى سعوديين في عملية مواجهة قوات التحالف المشتركة ضد تنظيم «القاعدة» في اليمن والتي راح ضحيتها أكثر من 800 من أعضاء التنظيم.

وأكد «التركي» أن من يقوم بتداول ونشر مقاطع الأعمال التي تنفذها العناصر الإجرامية سيكون عرضة للمساءلة وسيطبق بحقه نظام الجرائم المعلوماتية، مشيرا إلى أن العديد من إدارات شبكات التواصل الاجتماعي لديها اهتمام متزايد خلال الفترة الماضية بالحد من استغلال العناصر الإرهابية لهذه الوسائل، وموضحا أن العديد من الدول تحاول حرمان «الدولة الإسلامية» من خدمات الإنترنت.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية منصور التركي الدولة الإسلامية القاعدة الإرهاب وزارة الداخلية

«الداخلية» السعودية تكشف تفاصيل جديدة حول إحباط «عمل إرهابي» في بيشة

«الداخلية» السعودية تحذر من محاولات استغلال شبكات التواصل لأغراض غير مشروعة

«الداخلية» السعودية: اتهام جامعات المملكة بنشر التطرف لا أساس له من الصحة

«الداخلية» السعودية: تعاون وثيق مع أمريكا لمكافحة الإرهاب

«الداخلية» السعودية تقبض على 52 متهما بالإرهاب

مقتل 4 أشخاص في مداهمة لخلية إرهابية قرب مكة

«الداخلية» السعودية: لسنا في مأمن من الإرهاب ونحقق في التبرع لـ«الدولة الإسلامية»