صرح مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» أن لقاءاته مع الأطراف اليمنية الاثنين، ضمن مشاورات السلام في الكويت، تركزت حول تقريب وجهات النظر بما يسهم في إيجاد حل سريع لقضية «لواء العمالقة».

وبحسب بيان صادر الثلاثاء عن المبعوث الأممي فإن «الإطار العام الذي وضعته الأمم المتحدة يبني على القواسم المشتركة ويحضر لمسار سياسي استراتيجي شامل يؤمن للمواطنين استقرارا أمنيا وسياسيا»، وفقا لما نقلته وكالات الأنباء.

وأضاف: «نعمل حاليا على مناقشته من خلال اجتماعات ثنائية مع الأطراف حتى نحدد أولوياتهم ونبني على القواسم المشتركة».

وكان وفد الحكومة اليمنية علق الأحد مشاركته في مشاورات السلام المباشرة بسبب خروقات الحوثيين لاتفاق وقف إطلاق النار في البلاد، واستغلالهم للهدنة والاستيلاء على معسكر العمالقة (اللواء 29 ميكا) في محافظة عمران (شمال صنعاء).

وقال «عبد العزيز جباري» نائب رئيس الوزراء٬ عضو الوفد الحكومي للمشاورات٬ لصحيفة «الشرق الأوسط» إن الوسطاء تقدموا بعدد من الآراء والمقترحات لمعالجة موضوع سيطرة الحوثيين على «لواء العمالقة» في مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران٬ وإن تلك المقترحات تقضي بـ«انسحاب الحوثيين من المعسكر وإعادة ما تم نهبه من أسلحة»٬ مؤكدا «أننا٬ وفي هذه الحالة٬ سوف نكون إيجابيين لكن أن نتفاوض معهم على الطاولة وهم ينهبون بقية الأسلحة٬ فهذا أمر لا يمكن القبول به».

تخطيط مسبق

من جانبه، قال العميد الركن «عسكري زعيل»، عضو الفريق الفني المساند لفريق الحكومة المشارك في مشاورات الكويت، إن عملية معسكر نهم ومقر اللواء 29 ميكا (عمالقة) في عمران، خططت لها الميليشيا منذ ثلاثة أشهر، وانتظرت بدء مشاورات الكويت ووقف عمليات التحالف العسكرية لتنفيذها، محققة بذلك هدفين رئيسين: الأول الاستحواذ على سلاح اللواء، الذي يعد محايداً في الحرب اليمنية، لتعزيز جبهاتها المتوقع أن تشعلها قريباً، والثاني أن توجه رسالة للمجتمع الإقليمي والدولي والمحلي أنها ما زالت تمثل قوة ضاربة.

وأضاف «زعيل»أن الميليشيات اقتحمت اللواء الوحيد الذي يتم التشاور حول تمكينه من القيام بعملية نزع سلاح الانقلابيين وتسلمه، باعتباره اللواء المحايد في العملية العسكرية التي تجري على أرض الواقع، ضمن عدد من الألوية التي لم يسمها زعيل، خوفاً من قيام الميليشيا باقتحامها ونهبها، كما حصل مع لواء العمالقة، وأن عملية الاقتحام الأخيرة دليل واضح على أن الميليشيا ليس لديها نية تسليم الأسلحة والانسحاب من المدن، بحسب ما نقلت مواقع يمنية.

ويعد لواء العمالقة من ألوية الجيش اليمني ذات الصيت الكبير والمشهود له بامتلاكه الإمكانات لحسم أي معركة في حال اشترك فيها، ويتكون من مجموعة ألوية بينها قوات الصاعقة، والمظلّات، والعروبة والمغاوير، واللواء العشرين، وجميعها معروفة بخبرتها القتالية. وحرص الرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح» على إبعاد «لواء العمالقة» عن العاصمة صنعاء في فترات حكمه. 

وشارك أفراد اللواء في الحرب العراقية ــ الإيرانية عام 1980، ما أكسبهم خبرة قتالية عالية، أدت إلى شهرة أفراد هذا اللواء.

وتم نقل اللواء في حرب صيف 94 من ذمار إلى البيضاء وأبين، حيث تم من حسم المعركة في الجبهة الشرقية لمحافظة عدن، إذ دارت أعنف معارك تلك الحرب في محافظة أبين مع هذا «اللواء»، واستطاع إسقاط محافظة أبين واقتحام عدن من الجهة الشرقية، وسيطر على مطار عدن لتسقط بقية مناطق الجنوب في أيدي قوات الشمال.

وأصبحت قوة اللواء ضاربة بعد تحقيقه تلك الانتصارات في الجنوب، بعدها أشركه «صالح» في حروبه الست ضد الحوثيين، في محاولة منه لإنهاك اللواء وإضعافه، انتقاماً منه، باعتباره قائداً لمحاولة الانقلاب على صالح في نهاية السبعينات من القرن الماضي.

وواصل «صالح» إضعاف اللواء وإنهاكه تدريجياً، وتم تفكيكه إلى وحدات بقي منها اللواء 29 ميكا، وهو اللواء الذي استمر حتى اليوم، وحين قدّمت الحكومة اليمنية رؤيتها، في مشاورات الكويت، لترتيبات ما بعد الانسحاب من المدن وتسليم السلاح، اُعتبر «لواء العمالقة» أحد الألوية التي ستسند لها مهمة تسلّم السلاح من الحوثيين، وحماية المدن بعد انسحاب الميليشيات، لكن الحوثيين استبقوا هذا المشهد، وسحبوا سلاح «اللواء» قبل أن تُسحب أسلحتهم.