هدّد وفد الحكومة اليمنية، بالانسحاب من محادثات الكويت، في حال عدم وصول وفد جماعة «الحوثي» وحزب «المؤتمر الشعبي العام/ الجناح الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح»، إلى الجلسة الافتتاحية للمحادثات، صباح اليوم الخميس، وحمّله كامل المسؤولية أمام أبناء الشعب والمجتمع الدولي عن إفشالها بعد تأخر دام 3 أيام عن موعدها المقرر.
لكن وفد جماعة «الحوثي» و«حزب المؤتمر/ جناح صالح» أعلن وصوله إلى العاصمة العمانية مسقط، مساء أمس، في طريقه إلى الكويت للمشاركة في محادثات السلام الرامية إلى إنهاء الأزمة في اليمن.
وقال الوفد الحكومي، في بيان نقلته وكالة «سبأ» اليمنية الرسمية، إنه «سيكون مضطراً بعد الموعد المحدد (الخميس)، للمغادرة من دولة الكويت، بعد أن أٌعطيت الفرصة الكاملة، وتم التحلي بالصبر الكافي حرصاً على تحقيق أية خطوة من أجل السلام».
وأضاف الوفد أن مغادرته «ستكون نتيجة لتلكؤ وفد الحوثيين وصالح عن الحضور إلى الكويت يوم 18 نيسان/أبريل الجاري حسب الموعد المحدد لبدء المشاورات وبعد مضي ثلاثة أيام على هذا الموعد، واستمرارهم بانتهاك وقف إطلاق النار، وتصاعد اعتداءاتهم في كافة الجبهات».
وأكد الوفد الحكومي، في بيانه، «حرص الحكومة على بذل كل الجهود من أجل تعزيز مسار السلام، وتجنيب اليمن الحرب التي أشعلتها جماعة الحوثي وقوات صالح» ، مشدداً على أن «صوت السلام والعقل، هو الصوت الأعلى والسائد للشرعية في اليمن في مواجهة خطاب الحرب والكراهية» الذي أوجدته من وصفهم بـ«القوى الانقلابية».
ودعا وفد الحكومة المجتمع الدولي لتحمّل مسؤوليته الكاملة في «إدانة هذا الموقف الذي يعني الإصرار على الحرب والاستمرار في قتل الأبرياء من أبناء الشعب والتصميم على تهديد الأمن الإقليمي والدولي» من قبل تلك من أسماها بـ«العصابات التي لا تؤمن بالحوار ولا بالسلام»، وتمعن في «انتهاك حقوق الإنسان والتمرد على الشرعية الدستورية والقانونية».
يأتي ذلك بينما أعلن «محمد عبد السلام»، رئيس الوفد التفاوضي لجماعة «الحوثي» و«حزب المؤتمر/ جناح صالح»، أعلن في بيان مقتضب، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وصول وفدهم إلى العاصمة العمانية مسقط، مساء اليوم، في طريقه للكويت للمشاركة في محادثات السلام الرامية إلى إنهاء الأزمة في اليمن.
وتوقع عضو الوفد والقيادي في «حزب المؤتمر/ جناح صالح»، «ياسر العواضي»، في تغريدة له على موقع «تويتر»، أن يصل وفدهم إلى الكويت اليوم الخميس.
ويتألف وفد «الحوثي» و«حزب المؤتمر/ جناح صالح» المشترك من 14 عضواً، مقابل 14 عضوا للحكومة اليمنية.
وفي نيويورك، أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، «استيفان دوغريك»، أن مفاوضات السلام اليمنية ستبدأ في الكويت، اليوم الخميس.
وقال «دوغريك»، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، مساء الأربعاء: «سوف تنطلق غدا (اليوم الخميس) في الكويت مفاوضات السلام اليمنية تحت رعاية الأمم المتحدة، وسوف تركز الوفود المشاركة على سبل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 (الصادر في أبريل/نيسان من العام الماضي)»، حسب ما نقلت عنه وكالة «الأناضول» للأنباء.
وأضاف أنه «من المتوقع أن يعمل المشاركون في المحادثات على وضع إطار يمهد الطريق لعملية سلمية ومنظمة على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج مؤتمر الحوار الوطني».
والمبادرة الخليجية هي اتفاق رعته دول الخليج لتسوية الأزمة السياسية في اليمن عقب «الثورة الشعبية» التي اندلعت ضد «صالح»، عام 2011، وبموجبه تم تنحية الأخير عن الحكم مقابل عدم الملاحقة القانونية، واختيار الرئيس «عبد ربه منصور هادي» رئيساً للبلاد، عقب انتخابات كانت بمثابة استفتاء عليه في ظل عدم وجود منافسين آخرين.
بينما انعقد مؤتمر «الحوار الوطني» في اليمن خلال الفترة بين 18 مارس/آذار 2013 و 25 يناير/كانون ثان 2014، وشاركت فيه غالبية القوى والتيارات السياسية والمناطقية في اليمن بهدف الاتفاق على ملامح الحكم والدولة اليمنية في مرحلة ما بعد تنحي «صالح»، وخرج الحوار بمبادئ عامة في هذا الصدد.
وكان مقررا انطلاق محادثات السلام اليمنية في الكويت، برعاية أممية، الإثنين الماضي، لكن ذلك تعثر على خلفية مطالب من وفد جماعة وفد «الحوثي» و«حزب المؤتمر/جناح صالح» بتثبيت وقف إطلاق النار بالكامل في أنحاء اليمن، بما فيها غارات «التحالف العربي»، وتعديل أجندة المشاورات التي طرحتها الأمم المتحدة، قبل أن ينضم إليها.
ولم يكشف وفد «الحوثي» و«حزب المؤتمر/جناح صالح» عن الأسباب التي جعلتهم يغيرون موقفهم، ويلتحقون بمحادثات الكويت.
وتنطلق المفاوضات، برعاية أممية، وفق نقاط خمس أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن، «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، في نيويورك، أواخر مارس/آذار الماضي، وهي: انسحاب الميليشيات والجماعات المسلحة، وتسليم الأسلحة الثقيلة للدولة، والترتيبات الأمنية الانتقالية، واستعادة مؤسسات الدولة، واستئناف الحوار السياسي الشامل.
