اعتبرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن إعلان لجنة التنمية الدولية بمجلس العموم بخصوص حديث الحكومة البريطانية عن أن حملة القصف الجوي، التي تقودها السعودية في اليمن، لا تمثل خرقًا للقانون الإنساني الدولي، مخيب للآمال بشدة.
وأشارت إلى أن إعلان اللجنة يمثل توبيخا لوزير الخارجية البريطاني «فيليب هاموند»، الذي أصدر تقييمه على الرغم من تقرير صادر برعاية الأمم المتحدة وكثير من الجمعيات الخيرية، قدم أدلة على عكس تقييم وزير الخارجية.
وأشارت اللجنة التي يهيمن عليها حزب المحافظين، إلى أن لجنة التحقيق السعودية في الحملة العسكرية باليمن والمدعومة من قبل وزارة الخارجية البريطانية، غير مناسبة، ودعت لتحقيق مستقل.
ووفقًا لتقرير لجنة التنمية الدولية بمجلس العموم، الذي صدر مؤخرا فإن هناك أدلة واضحة على أن القانون الإنساني الدولي جرى انتهاكه، مما جعل جهود الإغاثة صعبة وخطيرة، فالمدارس والصحة والمياه والإمدادات الغذائية معرضة للخطر، في حين يتحمل السكان المدنيون العبء الأكبر جراء القتال، وتواجه اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، خاصة أن 82 % من السكان في حاجة للمساعدة.
وذكرت الصحيفة أنه وفي دليل على حساسية العلاقات السعودية البريطانية، أعاق نواب حزب المحافظين باللجنة، دعوة لوقف مبيعات الأسلحة البريطانية للرياض.
وأضافت أن النواب المحافظين الستة في اللجنة المكونة من 11 نائبًا، صوتوا لنقل مسألة مبيعات الأسلحة البريطانية إلى لجنة منفصلة متخصصة في صادرات الأسلحة.
وتناول وزير الخارجية البريطاني عدة أسباب تجعل الحكومة البريطانية مستمرة في تراخيص بيع الأسلحة للسعودية، ومنها أن التحالف الذي تقوده السعودية لا يستهدف المدنيين، وتحقق المملكة في الحوادث المثيرة للقلق، بما في ذلك ما يتعلق بسقوط ضحايا مدنيين، مؤكدًا على أن الرياض دخلت في حوار بناء مع لندن بشأن عملياتها والحوادث المثيرة للقلق.
وأضاف أن الرياض كانت ومازالت ملتزمة بالامتثال للقانون الإنساني الدولي.
وفي وقت سابق، اتهم تقرير مسرب تابع لـ«الأمم المتحدة» التحالف العربي بقيادة السعودية باستهداف المدنيين على نطاق واسع ومنظم خلال غاراته الجوية في اليمن التي يشنها ضد المتمردين «الحوثيين».
ووثق خبراء «الأمم المتحدة» 119 طلعة جوية للتحالف انتهكت القانون الدولي، بحسب التقرير، مضيفين أن الطلعات شملت غارات عديدة استهدفت أهدافا مدنية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون» للبرلمان، إنه سيدرس تقرير «الأمم المتحدة» لكنه قال إن بريطانيا تطبق قواعد شديدة الصرامة في تصدير الأسلحة لأي دولة في العالم تقريبا.
واتهمت «هيومن رايتس ووتش» التحالف العربي باستخدام قنابل عنقودية أمريكية الصنع تعود إلى عدة عقود فوق أحياء سكنية في اليمن، مما يشكل جريمة حرب بحسب المنظمة.
وأعربت الأمم المتحدة وغيرها من المراقبين عن قلق متزايد حول ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين في اليمن والأزمة الإنسانية المتفاقمة في البلاد.