قالت أربعة مصادر مطلعة إن السعودية بصدد نقل ملكية مشروع مركز الملك عبدالله المالي بالرياض من المؤسسة العامة للتقاعد إلى صندوق الاستثمارات العامة.
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود إنقاذ المشروع الذي بدأ منذ عشر سنوات ويهدف لأن تصبح الرياض عاصمة المملكة مركزا ماليا عالميا وتعد مثالا جديدا على تنامي نفوذ صندوق الاستثمارات العامة الذي تريد السعودية أن يصبح أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم.
وقد ورد نهج جديد للمشروع في رؤية 2030 للإصلاحات الاقتصادية التي تدعو إلى تحويل المركز إلى منطقة خاصة ذات لوائح وإجراءات تنافسية ومستثناة من تأشيرات الدخول.
ودعت هذه الرؤية إلى ربط المنطقة مباشرة بالمطار الدولي حيث سيجرى تيسير إجراءات الدخول للأجانب وزيادة المنشآت العقارية والفندقية فيها لخلق بيئة متكاملة وجاذبة للعيش والعمل.
واختار صندوق الاستثمارات العامة بنك «جيه.بي مورجان» لتقديم المشورة في عملية نقل الملكية وفي دراسة جدوى قيد الإعداد حاليا بحسب اثنين من المصادر وسيضطلع أيضا بمهمة تقييم المركز وحجم التعويضات التي ستدفع إلى المؤسسة العامة للتقاعد.
وبدأت أعمال البناء في مركز الملك عبدالله المالي في 2006 ويتضمن المشروع ناطحات سحاب للبنوك والجهة المنظمة للقطاع المالي في منطقة مخطط لها على مساحة 1.6 ملايين متر مربع أي نحو أربعة أمثال حجم كناري وارف في لندن.
لكن المركز الواقع في شمال الرياض شابته مشاكل تتعلق آخرها بالمطور الرئيسي وهو «مجموعة بن لادن» في ظل تأخر أعمال البناء واحتجاجات العمال في موقع المشروع بسبب عدم تلقيهم أجورهم لأشهر.
ويجد المشروع صعوبة في اجتذاب المستأجرين التجاريين.
وانتقدت رؤية 2030 المشروع حيث لم تدرس جدواه الاقتصادية ولم تبذل الجهود اللازمة لإقناع المجتمع المالي بالاستثمار.
ووصل إجمالي الاستثمار في المشروع إلى 31 مليار ريال (8.27 مليار دولار) في مايو/أيار 2014ن حسبما قال محافظ المؤسسة العامة للتقاعد «محمد الخراشي» آنذاك.
وتملك المؤسسة مركز الملك عبدالله المالي بالكامل من خلال شركة الاستثمارات الرائدة ذراعها الاستثمارية.
وقام العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» وولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» الذي أعلن رؤية 2030 في 25 أبريل/نيسان الماضي، بتعيين المعاونين الرئيسيين في برنامج الإصلاح الاقتصادي في مناصب بارزة لتنفيذ أهداف الرؤية.
وقال اثنان من المصادر إن من المرجح أن يضخ صندوق الاستثمارات العامة أموالا كثيرة في المشروع فور أن يسيطر عليه.