تنظيم «الدولة» يحاول عزل «تدمر» بعد قطع طريق رئيسية تربطها بـ«حمص»

الأربعاء 11 مايو 2016 05:05 ص

يحاول تنظيم «الدولة الإسلامية» عزل مدينة «تدمر» الأثرية السورية غداة قطعه طريق إمداد رئيسية لقوات النظام يربطها بمدينة حمص، في وقت شهدت مدينة حلب الأربعاء هدوءًا بعد تعرض أحيائها لقصف ليلاً رغم سريان هدنة تنتهي منتصف ليل الأربعاء صباح الخميس.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» باشتباكات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم الدولة الإسلامية في محيط مطار «التيفور العسكري» في ريف حمص الشرقي غداة قطع التنظيم طرق إمداد رئيسية لقوات النظام تربط تدمر بمدينة حمص.

وتعد هذه الطريق الأبرز بين المدينتين لكنها ليست الوحيدة لوجود طرق فرعية أخرى، بحسب المرصد.

وقال مدير المرصد «رامي عبد الرحمن» لوكالة فرانس برس اليوم الأربعاء إن تمكن الجهاديين من قطع الطريق يأتي في إطار «هجوم هو الأوسع للتنظيم في ريف حمص الشرقي منذ استعادة قوات النظام بدعم روسي سيطرتها على تدمر«في 27 اذار/ مارس في “محاولة لعزل مدينة تدمر وحصار قوات النظام داخلها».

وبدأ التنظيم، بحسب المرصد، هجومًا في ريف حمص الشرقي الأسبوع الماضي تمكن خلاله من السيطرة على حقل الشاعر للغاز، أبرز حقول النفط في سوريا، واستكمله الثلاثاء بقطع الطريق بين حمص وتدمر.

ونفى مصدر أمني سوري، من جهته، لوكالة فرانس برس سيطرة التنظيم المتطرف على الطريق الواصلة بين حمص وتدمر، متحدثًا عن «عمليات عسكرية مستمرة في حقل الشاعر».

معارك «كر وفر»

وأضاف «لا حدث جوهريًا حتى اللحظة والمنطقة منطقة اشتباكات وهي تشهد كرًا وفرًا ولا يمكن الجزم بأي تطور طالما أن المعركة مستمرة».

وعلى رغم الهزيمة التي مُني بها في ريف حمص الشرقي بعد طرده من تدمر وبلدات اخرى في محيطها، إلا أن التنظيم لا يزال يسيطر على مواقع عدة في المنطقة الصحراوية المحيطة بتدمر، ما يمكنه من شن هجمات مضادة بين الحين والآخر.

وبحسب المرصد، للتنظيم مواقع محيطة بتدمر من الجهات كافة، يقع أقربها على بعد عشرة كيلومترات شمال المدينة.

ويقول عبد الرحمن إن «تمكن التنظيم أمس الثلاثاء، من قطع الطريق الرئيسية بين حمص وتدمر يشكل دليلًا على أنه لا يزال قويًا وقادرًا على شن هجوم مضاد، كما يظهر ان قوات النظام لا تملك عددًا كبيرًا على الأرض وغير قادرة على تحصين مواقعها بغياب الدعم الروسي».

وخاضت قوات النظام بدعم روسي جوي وميداني اشتباكات عنيفة ضد الجهاديين قبل ان تتمكن من طردهم من مدينة تدمر، في تقدم اعتُبر الأبرز لدمشق منذ بدء موسكو حملة جوية في سوريا في 30 ايلول/ سبتمبر من العام الماضي.

غارات ليلية

كما شهد شمال سوريا، بالتحديد مدينة حلب هدوءا قبل ظهر اليوم الأربعاء، بعد ليلة تخللها تبادل للقصف بين قوات النظام والفصائل المقاتلة التي تتقاسم السيطرة على أحيائها على الرغم من سريان هدنة مؤقتة بين الطرفين، يفترض أن تنتهي منتصف ليل الاربعاء الخميس.

وأفاد مراسل لفرانس برس في الأحياء الشرقية عن غارات جوية لقوات النظام استهدفت ليلاً مواقع للفصائل المقاتلة في حيي المواصلات وسليمان الحلبي، قبل ان يتجدد القصف الجوي بالرشاشات الثقيلة بعد منتصف الليل على حيي الميسر والقاطرجي، ما تسبب باصابة شخصين بجروح على الاقل.

وأورد المرصد من جهته أن «طائرات حربية نفذت بعد منتصف ليل امس غارات عدة على أحياء بني زيد وكرم الجبل وبستان الباشا والجندول في شمال حلب، تزامنا مع قصف جوي على احياء اخرى في شرقها». وافاد عن قصف جوي استهدف مناطق عدة في ريفي حلب الشمالي والجنوبي.

وفي الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، أشار المرصد الى سقوط قذائف بعد منتصف ليلة الثلاثاء الأربعاء على حيي حلب الجديدة وقرب حي الحمدانية الخاضعين لسيطرة قوات النظام.

وأفادت وكالة «سانا» بمقتل عامل نظافة في حي الراموسة في مدينة حلب ليل الثلاثاء جراء اصابته «برصاص قنص” مصدره “المجموعات الارهابية» في حي مجاور.

وتم التوصل إلى الهدنة المعلنة في حلب استنادا إلى اتفاق روسي امريكي. وجاءت في إطار وقف الأعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه في مناطق عدة في 27 فبراير/ شباط، لكنه ما لبث ان انهار في حلب حيث قتل نحو 300 مدني في غضون أسبوعين، ليتم الاتفاق على هدنة جديدة تم تمديدها مرتين، وتنتهي بعد منتصف ليلة الثلاثاء/ الاربعاء.

وفي الغوطة الشرقية لدمشق، أفاد المرصد السوري بمقتل الطبيب نبيل دعاس وهو الطبيب الوحيد المختص بالأمراض النسائية والعقم والإنجاب في المنطقة، متأثراً بإصابته قبل أيام بطلق ناري خلال اشتباكات بين الفصائل المقاتلة قرب مدينة دوما، ابرز معاقل الفصائل في ريف دمشق.

في موازاة ذلك، أحبطت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وأوكرانيا ليل الثلاثاء محاولة روسيا في مجلس الأمن الدولي إدراج فصيل جيش الاسلام وحركة احرار الشام الإسلامية المعارضين على قائمة المنظمات «الارهابية» واستبعادهم بالتالي من مفاوضات السلام بين النظام والمعارضة، وفق ما اكدت مصادر دبلوماسية.

ويشغل القيادي البارز في جيش الاسلام محمد علوش مهمة كبير المفاوضين في وفد المعارضة الى جنيف. وقال المتحدث باسم البعثة الامريكية في الامم المتحدة أن ادراجه الفصيلين على القائمة السوداء يمكن ان يؤدي الى «تداعيات سيئة على الهدنة في وقت نحاول فيه تهدئة الوضع».

وكان موقع «الجزيرة نت» قد أشار أمس إلى استئناف مفاوضات جنيف بحضور المعارضة السورية والجانبين الأمريكي والسوري الثلاثاء القادم.

 

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية تدمر

فصيل سوري مقاتل يعرض تسجيلا يتضمن صورا لقتلى وأسرى من الميليشيات الإيرانية

الإعلام الإيراني يبكي قتلاه: معركة «خان طومان» في حلب «كربلاء جديدة»

«أحرار الشام»: الهدنة انهارت ونستعد لمهاجمة قوات «الأسد» في الأيام المقبلة

الإعلان عن فصيل سوري معارض جديد من قاعدة حميميم الروسية

ممر آمن لمقاتلي «داعش»

صحيفة: مقتل 330 من «الدولة الإسلامية» غربي العراق خلال الأسبوع الماضي

«الدولة الإسلامية» يعلن إسقاط مروحية حربية روسية بتدمر السورية