كشفت عائلة المبتعث السعودي المفقود في أستراليا، «مشعل بن عائش البلوي»، عن أن ابنهم انتقل إلى ماليزيا، ومنها إلى مناطق الصراع، بغية «الجهاد»، وهو ما أكدته لهم السفارة السعودية بسيدني، بحسب قولهم.

وكان «مشعل»، اختفى في ظروف غامضة، خلال شهر أكتوبر/تشرين الأوّل من العام الجاري، وسط تكهنات بانتقاله إلى مناطق الصراع في سوريا والعراق، بغية الالتحاق بواحدة من التنظيمات الجهادية.

وفي تصريحات صحفية لجريدة «الحياة»، كشفت عائلة «البلوي»، عن أنّ «تغيرًا فجائيًا» طال ابنهم؛ أدّى إلى «انعزاله، وعدم مشاركته الجلسات العائلية المعتادة المليئة بالضحك والنكات والعفوية»، بحسب تعبير شقيقه الأكبر «سالم بن عائش البلوي»، والذي لفت إلى أن «مشعل» كان «مهووسًا بلعب كرة القدم، ولا يفارق البلايستيشن».

وأوضح الشقيق الأكبر، أن تغيّر أخيه «الفجائي»، كان بسبب «تشدده الديني الذي لوحظ عليه منذ عيد الفطر الماضي».

وكان أحد أصدقاء المفقود، أكّد في وقت سابق، بعيد اختفائه، أن توجهاته الدينية «لم تصل مرحلة التشدد»، مشيرًا إلى احتمالية «التغرير به من قبل تنظيمات إرهابية»، الأمر الذي رجّحه شقيقه «سالم»، قائلًا: «هذا أمر مؤكد بنسبة تفوق 85%»، موضحًا: «كان أخي طبيعيًا ولا يعاني من شيء أثناء دراسته في أستراليا، ثمّ جاءنا متغيرًا بعد إجازة عيد الفطر الماضي».

وأشار إلى أن شقيقه «اختلف بنسبة 180درجة»، مستدركًا، أنه تغيّر في الجانب الديني، «إذ لوحظ عليه الالتزام والاهتمام بالصلوات في أوقاتها، ولم نلحظ عليه تصرفات غريبة، أو تواصلًا مع جهات مشبوهة».

وأوضح «سالم» أن شقيقه أضحى «منعزلًا قبل اختفائه، فكان يجلس وحده في معظم الأوقات مبتعدًا عن أهله وإخوته وجلساتهم المستمرة»، لافتًا إلى أنه كان دائمًا ما يشاهد التلفاز، «لكن لم ندقق في نوعية القنوات التي يختارها»، بحسب قوله.

وأخيرًا، أمسى «مشعل» يقدم النصائح الدينية، بعد التغيّر الذي طرأ عليه في أستراليا، «ولا نعلم أسبابه»، يقول «سالم».

من جانبه، ناشد والد «مشعل»، سفارات المملكة العربية السعودية في الدول المعنية، أن تساهم في البحث عن نجله، قبل تورطه بالدخول في مناطق الصراع، والالتحاق بواحدة من «التنظيمات الإرهابية».

في المقابل، كان «سالم»، شقيق المفقود، رجّح أن أخاه سافر إلى سوريا عبر ماليزيا «بنسبة 80%»، الأمر الذي أكدت عليه السفارة السعودية بأستراليا.

و«مشعل البلوي» سعوديّ مبتعث إلى أستراليا لدراسة اللغة الإنجليزية، حيث وصلها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من تبوك.

وعقب غيابه، أنشأت أسرته حسابًا على موقع «تويتر»، باسم «أهل المفقود مشعل البلوي»، غردت عليه بصور ومعلومات، من ضمنها أن التاريخ الفعلي لاختفاء نجلهم، كان 20 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وعبر الحساب، الذي يتردد أن والدته هي من تديره، ناشدت أسرة المفقود، السلطات السعودية، والسفارات في الدول المعنية، بمتابعة حركة نجلهم؛ لمنعه قبل الوصول إلى مناطق الصراع، حيث ترددت وقتها أقوايل بانضمام المفقود لواحدة من التنظيمات «الإرهابية»، بعد أن كشفت السفارة السعودية في أستراليا، آنذاك عن وجود حجز إلى ماليزيا باسم «مشعل البلوي».