«خاشقجي»: ‏السعودية وتركيا استهلكتا كل احتمالات حسن الظن مع الروس والأمريكان

الخميس 19 مايو 2016 08:05 ص

قال الإعلامي السعودي «جمال خاشقجي» في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر» «استهلكت السعودية وتركيا كل احتمالات حسن الظن مع الروس والأمريكان من جنيف حتى فيينا أمس، لابد أنهم يتداولون فعل وسياسة أخرى في سوريا».

وانتهى في فيينا الثلاثاء الاجتماع الوزاري للمجموعة الدولية لدعم سوريا ببيان ختامي غاب عنه أي ذكر لمصير «بشار الأسد» أو لدوره في المرحلة الانتقالية.

وعكس البيان تفاهماً أمريكيا روسيا حول الخطوط العريضة للحل السوري كما يراه الجانبان رغم التباينات المحدودة بين الجانبين حول هذه النقطة أو تلك.

وغاب عن البيان الختامي أيضاً تحديد موعد لاستئناف محادثات جنيف، وقال المبعوث الأممي حول سوريا «ستيفان دي ميستورا» الذي شارك في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرَي الخارجية الأمريكي والروسي إن تحديد هذا الموعد مرتبط بظهور نتائج ملموسة لاجتماع فيينا وبعوامل أخرى.

وركز البيان الصادر عن وزراء خارجية حوالي 20 دولة وجهة إقليمية ودولية على ثلاث نقاط هي تعزيز وقف الأعمال العدائية (وقف إطلاق النار) في سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية والسير بالعملية التفاوضية بين الأطراف السوريين نحو انتقال سياسي سلمي.

وكان لافتاً أن يتضمن بيان فيينا إشارةً بالاسم إلى هيئة الحكم الانتقالي وذلك للمرة الأولى منذ صدور القرار 2254 الذي غيب أي ذكر للهيئة التي تتمسك المعارضة السورية بتشكيلها تنفيذا لبيان جنيف 1.

ودعا المجتمعون في فيينا أطراف الأزمة السورية إلى التوصل، في فترة أقصاها أغسطس/ آب المقبل، إلى اتفاق-إطار حول انتقال سياسي حقيقي يؤدي إلى قيام هيئة حكم انتقالي واسعة التمثيل وغير طائفية.

ورأى مراقبون أن هذه الصيغة في الحديث عن الهيئة تدمج مقاطع من بيان جنيف 1 ومقاطع من القرار 2254 بشكل يبدد هواجس المعارضة السورية، بعد أن وصف «رياض حجاب» منسق الهيئة العليا للمفاوضات (تيار المعارضة الرئيسي) القرار المذكور بأنه تراجعي وغامض لأنه لا يشير بوضوح إلى تشكيل هيئة الحكم الانتقالي.

واستفاض بيان المجموعة الدولية لدعم سوريا في الحديث عن المساعدات الإنسانية، فأشار إلى أنه رغم إيصال مساعدات إلى 255 ألف شخص في المناطق المحاصرة وإلى حوالي 470 ألف شخص في مناطق يصعب الوصول إليها فإن مناطق في ريف دمشق ما زالت تحتاج إلى مساعدات عاجلة لمعالجة حالات إنسانية صعبة. 

وفي حين أشار «جون كيري» وزير الخارجية الأمريكي إلى أن «دي ميستورا» ينوي العمل على إنجاز اتفاق بين النظام والمعارضة حول قضية المعتقلين، قال المبعوث الأممي إن هذه القضية «ستكون التحدي المقبل لأن العائلات تسألنا، هناك المختطفون لدى المعارضة والمعتقلون بأعداد كبيرة لدى النظام».

وكان «دي ميستورا» أعلن من جنيف الشهر الماضي عن تعيين مندوب عنه لمتابعة قضية المعتقلين، الأمر الذي اعتبرته المعارضة حينها غير كافٍ لأن القضية «معقدة وتحتاج إلى فريق عمل كبير وليس إلى مجرد مندوب، فنحن نتحدث عن أكثر من ثلاثمئة ألف شخص بين معتقل لدى النظام ومفقود»، بحسب ما تقول مصادر المعارضة، فيما تقول مصادر الأمم المتحدة إن هذا العدد لا يتجاوز السبعين ألفاً.

وكانت فيينا شهدت على هامش الاجتماعين الوزاريين الدوليين، حول ليبيا الاثنين وحول سوريا الثلاثاء، لقاءات وزارية ثنائية أو ثلاثية أبرزها لقاء «كيري-لافروف» مساء الاثنين ثم لقاء «لافروف» بنظيره الإيراني «محمد جواد ظريف» صباح الثلاثاء وبعدهما لقاء كيري» بنظيره السعودي «عادل الجبير» بعد ظهر الثلاثاء.

وبعد لقائه «كيري»، قال «الجبير» إن الدول الداعمة للمعارضة السورية أكدت خلال اجتماع فيينا أن دعمها عسكرياً سيستمر وأنها مُصِرّة على أن لا حل سياسياً ببقاء «بشار الأسد» الذي سيرحل سلمياً أو بالقوة.

جاويش أوغلو يحرج كيري

من جانبه، كشف مصدر دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، أن وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، أحرج نظيره «جون كيري»، ووضعه في موقع دفاعي، خلال اجتماع فيينا الأخير للمجموعة الدولية لدعم سوريا، بحسب ما نقلت صحف عربية.

وقال المصدر الأوروبي إن وزير الخارجية التركي أحرج نظيره الأمريكي ووضعه في موقع دفاعي عندما قال انّه لمس تناقضا بين كلمة «كيري» في الاجتماع وكلمته قبل عدّة أيام في اجتماع باريس، وإنّ كلام «كيري» في الاجتماع يوحي بأنّ المعارضة السورية هي المسؤولة عن تدهور الوضع، مذكّراً كيري» بأنّ وفد النظام هو الذي يرفض الحديث عن انتقال سياسي ومرحلة ما بعد الأسد» وهو الذي يخرق الهدنة ويمنع إدخال المساعدات.

وأشار الدبلوماسي الأوروبي إلى أنّ اجتماع فيينا كان مشحوناً وشهد عدّة سجالات بين عدد من الوزراء، وأنّ المجموعة الأوروبية وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا لم تكن راضية بتاتاً عن الموقف الأمريكي، فضلاً عن الأداء الذي قام به كيري في الاجتماع.

كما لفت إلى أنّ «لافروف» قام خلال الاجتماع بالدفاع عن نظام «الأسد» بوقاحة عندما قال إن الأخير يبدي تعاوناً ومرونة ملحوظة في موضوع إدخال المساعدات، مبرراً بشكل غير مباشر عدم إدخال النظام للمساعدات الأمميّة الى داريا بالقول إنّ الأخيرة تضم عناصر من «الدولة الإسلامية».

وتدعم تركيا والسعودية المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد، ويطالبان برحيله، في المقابل يلقى النظام السوري دعما شديدا من روسيا وإيران. 

 

 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا السعودية تركيا المعارضة أمريكا

«المعلم»: سنشارك في مفاوضات جنيف و«الأسد» خط أحمر

«كيري» ووزراء خارجية أوروبيون يشاركون في اجتماع باريس حول سوريا

«الجبير» يرأس وفد السعودية في اجتماع باريس حول الأزمة السورية

«ستراتفور»: قمة فيينا والقضايا الكبرى في الأزمة السورية

«الجبير»: «الأسد» سيرحل سياسيا أو عسكريا وسنختبر نوايا روسيا وإيران في فيينا

واشنطن: بحثنا خططا بديلة في سوريا حال فشل الحل السياسي

قراءة أخرى لعملية التغيير التركية