استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الخروج من الملعب

السبت 21 مايو 2016 06:05 ص

قد لا يتنبه الكثيرون إلى أنّ مستقبل اللغة العربية في خطر يعرض هويتنا وثقافتنا إلى أخطار جمة تجعلنا نعاني الخوف والرهبة من ضياعنا وتحولنا إلى مواد استهلاكية سريعة لا ثوابت لها ولا قيم ولا جذور. جلّ ما يهمها هو الانفتاح غير المدروس على الآخر واللحاق بعصر «تيك آواي» Take Away أو بعصر الـ"لايك". لكنّ المسألة التي تبقى أكثر تعقيداً أنّ مفرزات العولمة وأدواتها التي تملأ انتباهاتنا وسلوكنا، وخصوصاً على مستوى التعبير تجعل الظاهرة تتجاوز التفكير لاستنباط الحلول.

من يتحمل المسؤولية؟ وما هي الأسباب الآيلة إلى هذا الأمر؟ وما السبل الوقائية التي يمكن أن تساهم في الحد من هذه الآفة وعدم تفاقمها في المستقبل؟ وما هو دور وزارات التعليم العالي والتربية ووزارات الإعلام والمؤسسات التعليمية والأهل في معالجة هذه التشكّلات الجديدة الموجودة؟

أسئلة عدة للتأمّل والتفكير من السياسيين والتربويين والإعلاميين في الدول العربية المتعددة، وأيضاً برسم أجيال «الفايسبوكيين» و«التويتريين»الذين لا يعنيهم قلق الحضارة عندما تتحلّل اللغات، فيجتهدون، في ما يتجاوز ما نحن فيه من معضلات، إلى التفكير للحفاظ على هويتهم في المستقبل الحاضن للتنوع الثقافي والثبات الثقافي في عصر الحفر في تركيز حكمة التنوع البيولوجي.

أصبحت لغة «الفايسبوك» و«التويتر» ملعباً يخرج الشعوب بالعبث التعبيري من منظومة اللغات والحضارة، وفيها بشكل فاضح اللغة العربية، بأشكال مختلفة. تكتب العربيّة مكسّرة، محطّمة، مهشّمة، وشكلاً تكتبها الأجيال باللاتينية من اليسار إلى اليمين.

فوضى لم تشهدها حضارتنا منذ قريش. هذا الخروج من الحضارة والتراث والماضي تعززه وسائل الثقافة السريعة المتنوعة كما «الفاست فود» وهندسة الخطوط المستقيمة وموت الحفر في الحجر والخشب، ورطانة الألسن، والوقوع في مناخات تعتبر اللغات أدوات تعبير لا أدوات خلق وتعبير وتفكير، بما يجعلنا منصاعين لحاجات إعلامية وتواصلية وثقافية جديدة تتمايز وتنقطع تماماً عن الثقافة العربية.

كانت الحاجات أربع في قواميس البيولوجيا تكاد تنحصر في المأكل والمشرب والنوم والجنس، مع أن الحاجة الأخيرة يستعاض عنها في كثيرٍ من الأديان والأحيان والظروف. تنشب اليوم حاجة جديدة هي الاتصال والتواصل، بعدما كانت هذه الحاجة رغبة أكثر منها حاجة. نعم هي حاجة تملأ الزمان والمكان والإنسان في المعمورة.

صار عمر التويتر عقداً كاملاً وتفشّى الفتون العربي النخبوي به منذ العام 2006، ووصل عهده الذهبي في إبّان الثورات العربية الهجينة. ما التويتر سوى اختزال القول وتكثيفه في عدد محدّد من الأحرف الهجائية. أليس ثقافة العرب وحضاراتهم قائمة على أسس الاختصار والإعجاز الذي تجلّى في القرآن الكريم، حيث استقى الغرب منه، على الأرجح، ولو بالشكل، كيفية التعبير الذي تقتضيه حضارة الفاكس والصمت أو التقليل من الكلام؟

هل تعلمون أن المجالس العليا للإعلام المرئي المسموع في أوروبا مثلاً، وتحديداً في فرنسا، التي دفعتني التزاماتي الأكاديمية هناك لأن أتدرّب في مجلسها بعد التخرّج من السوربون، يقدّسون لغاتهم. نعم إلى حدود التقديس من دون مبالغة. كيف؟ يقوم المجلس الأعلى الفرنسي بتنبيه خطي لأيّ مذيع إذاعي أو تلفزيوني يلحن أو يخلط لغته برطانة فاضحة مع لغة السوق الشعبية، وينشر الخطأ في المجلّة الشهرية الخاصة بالمجلس C.S.A..

بهذا المعنى، أنا المسكون بالعربية والمقيم فيها، يستفزّني رصد ظهور أشكال لغوية تعبيرية جديدة طارئة تطمر مساحة العرب في الشاشات وكأنها تذبح اللغة العربية. هي مزيج من لغات متعددة مختلطة فرضتها التقنيات الجديدة، والسؤال إن كانت هذه المظاهر تراكم بديلاً للغات المتداولة خصوصاً في ضوء النقص الحاصل في الدراسات المحلية التي تتناول العلاقة بين استعمال الموقع وتحولات اللغة وارتباط ذلك مع الواقع الاجتماعي والثقافي والحضاري.

الإنسان لسان واللسان كلام، وترسبات الكلام ثقافة وحضارة في بناء لغوي وتعاقب أجيال، ولكن تقزيم المسافة السريع بين الكلام واللغة أو بين الكتابة والارتجال يجعل العلاقات الإلكترونية قنابل ثقافية تمزّق الهويات ومستقبل المجتمعات وتسخف المبادئ ونسق القيم الثقافية والبنى الموصومة من أهلها أكثر من الغرباء بالركود والتخلّف والغياب.

مثال حي: أين هي لغة الإغريق التي ابتكر بها سقراط وأرسطو وأفلاطون الفلسفة ؟ ألغاها باباندريو بمرسوم منذ عقدين لمصلحة اللغة الحديثة!.

المصدر | الخليج - الشارقة

  كلمات مفتاحية

اللغة العربية الهوية الكلام الكتابة الارتجال العلاقات الإلكترونية منظومة اللغات والحضارة

معلم إيراني يجبر طالبا أحوازيا على غسل فمه بـ«الصابون» لتحدثه اللغة العربية

بعد أولى حلقات «فصاحة» بتلفزيون قطر.. إعلاميون: البرنامج رد الاعتبار للغة العربية

مثقفون عرب في الأحواز يتحدون السلطات الإيرانية ويحتفلون بـ«يوم اللغة العربية»

لغة الضاد المجني عليها

مجمع اللغة العربية .. ضرورة خليجية