«ستراتفور»: هل يمكن استعادة الرقة من «الدولة الإسلامية»؟

الثلاثاء 31 مايو 2016 05:05 ص

قال تقرير تحليلي لموقع «ستراتفور» الاستخباراتي، أن سعي القوات الأمريكية بالتعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية»، التي يتشكل أغلبها من قوات كردية، لاستعادة المدينة، سيكون نقطة مفصلية في مصير تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا.

واعتبر تقرير «ستراتفور» أن فقدان الرقة سيكون بالنسبة للدولة الإسلامية، ضربة مدمرة، ليس فقط لما للمدينة من قيمة رمزية كعاصمة لما يسمى «دولة الخلافة»، وإنما لأنها ممر هام لنقل الأشخاص والإمدادات للتنظيم.

فالرقة تقع على نهر الفرات، وهو مفتاح السيطرة على عدة طرق سريعة في سوريا، و«الدولة الإسلامية» تواجه مشاكل في تحريك مقاتليها وإمداداتها من محافظة حلب إلى شرق سوريا وخارجها. وبدون الرقة، سوف يضطر التنظيم إلى الاعتماد على طريق «الرصافة الرماد شولا»، الذي يهدده تقدم قوات الحكومة السورية تجاه دير الزور.

ويتوقع التقرير، نظرا لأهمية المدينة في عمليات «الدولة الإسلامية» في سوريا، أن يوجه التنظيم مزيدا من المقاتلين إلى الرقة وأن يعزز دفاعاتها عنها، مع إطلاق سلسلة من الهجمات المضادة على طول خطوط الجبهة مع قوات الدفاع الذاتي الكردية المدعومة أمريكيا، بما في ذلك عند مدينة الحسكة لمحاولة صرف أنظار عدوه.

لكن التقرير يري أن وضع «الدولة الإسلامية» في المدينة مهدد بسبب الهجمات من أكثر من طرف، سواء من القوات الأمريكية أو الكردية أو الحكومية السورية، والروسية، ما يشكل أعباء إضافية فوق طاقتها، قد تؤثر وتضر بمكانتها في ساحات أخري للمعركة.

وبسبب الأهمية الاستراتيجية للرقة، سوف تقوم «الدولة الإسلامية» بكل ما في وسعها للحفاظ على بقاء المدينة في متناول يديها. وفي شلت القوات المدعومة أمريكيا في زحزحة التنظيم عن المدينة، فإن محاولات إلحاق الهزيمة به سوف تمنى بفشل كبير.

وتدعم الولايات المتحدة، منذ عدة أشهر قوات الدفاع الذاتي التي يتشكل أغلبها من البشمركة الكردية، وتحشدهم على الخطوط الأمامية على مسافة 40 كيلومترا من شمال مدينة الرقة، وقد أظهرت تسجيلات فيديو قوافل كبيرة، وناقلات دبابات تحمل العربات المدرعة، تتحرك في جميع أنحاء المنطقة بهدف استعادة السيطرة على المدينة من مقاتلي «الدولة الإسلامية» الذين استولوا عليها عام 2013.

وخلال الأسبوع الماضي، بدأت الولايات المتحدة بإسقاط منشورات على الرقة حثت مواطنيها على المغادرة، معلنة أن «الوقت قد حان لترك الرقة»، وفي 21-22 مايو/أيار، زار الجنرال الأمريكي «جوزيف بوتل» قائد القيادة المركزية الأمريكية، وأرفع مسئول أمريكى سوريا، وألتقي القوات الكردية في إشارة لقرب معركة تحرير الرقة. وفي يوم 24 مايو/أيار، شرعت قوات الدفاع الذاتي في التقدم الذي طال انتظاره نحو المدينة.

معضلة الرقة

ويري تقرير «ستراتفور» أن معضلة تحرير الرقة تتمثل في التركيبة العرقية للمدينة ذات الأغلبية العربية، بينما قوات الدفاع الذاتي وداعميها الذين يريدون استعادة السيطرة على المدينة، ليسوا من العرب، ويحتاج الأمر إلى قوة عربية كبيرة إذا كانوا يأملون في تلقي دعم محلي لمعركتهم.

ورغم أن قوات الدفاع الذاتي تهيمن عليها وحدات الحماية الكردية الشعبية أثبتت فعاليتها في طرد «الدولة الإسلامية» من أراضي في الشمال والشمال الشرقي، ولكن هناك قلق من أن ترسخ هذه القوات الكردية شكوك السكان المحليين من سعيهم لحكم العرب وتحويل المدينة إلى مدينة كردية.

وبرغم أن التقرير يزعم أن «المقاتلين العرب قد ينضمون صفوف قوات الدفاع الذاتى زرافات ووحدانا»، فهو يؤكد أن تدريب هؤلاء المقاتلين السوريين في التحالف العربي يعد أحد أهداف الوحدة 250 من قوات العمليات الخاصة الأمريكية المنتشرة في سورية منذ أبريل/نيسان.

كما يشير إلى مشكلة أخري وهي أن تسليح هذه القوات،ومعظم عناصرها من الأكراد، قد تعتبره تركيا تسليحا لحزب العمال الكردستاني في تركيا، وهذا خط أحمر لأنقرة، لهذا سعي الجنرال «فويل» خلال زيارته إلى تركيا لطمأنه المسؤولين الأتراك بشأن دعم الولايات المتحدة لقوات الدفاع الذاتي (الكردية).

ويضيف التقرير أنه سيكون على هذه القوات أن تعتمد على الدعم الجوي الأمريكي لإخراج جنود «الدولة الإسلامية» من تحصيناتهم خلال معركة استعادة الرقة، وبذل جهود للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، مع ميل «الدولة الإسلامية» لاستخدام الدروع البشرية ما قد يؤدي إلى ارتفاع عدد القتلى.

ويختتم التقرير بتأكيد أنه مع ذلك، سوف تأتي المعركة بتكلفة رهيبة، ولا ضمانات لعدم تدمير المدينة، وقد يتكلف استعادة الرقة، نفس الثمن الذي استعاد به العراق مدينة الرمادي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا الرقة الدولة الإسلامية الأكراد تركيا التحالف الدولي أمريكا

أكراد سوريا: الرقة ستصبح جزءا من نظامنا الفيدرالي بعد هزيمة «الدولة الإسلامية»

قائد قوات أمريكا بالشرق الأوسط يزور سوريا «سرا» تحضيرا لمعركة الرقة

التحالف الدولي يلقي منشورات فوق الرقة تطلب من السكان المغادرة

سباق نحو الرقة!

روسيا: مستعدون للتنسيق مع أمريكا لطرد «الدولة الإسلامية» من الرقة

«المرصد السوري»: قوات «الأسد» تمكنت من دخول الحدود الإدارية للرقة

تنسيق بين قوات «الأسد» و«سوريا الديمقراطية» بريف حماة

متحدث: وجود مدنيين يؤخر السيطرة على «منبج» السورية

«أوباما» عرض على «أردوغان» التعاون بخصوص الرقة السورية