«ستراتفور»: هل نشهد نسخة عراقية من الحرس الثوري الإيراني؟

الأحد 5 يونيو 2016 07:06 ص

تقوية الميليشيات الشيعية في العراق يمكن أن يساعد إيران في السيطرة على البلد الجار، في حال استطاعت المليشيات هزيمة الفصائل المعارضة.

ملخص

نظرة على الحدود العراقية الطويلة مع إيران تشرح لماذا يصب النفوذ في بغداد لصالح طهران. حيث تمر الحدود عبر الأراضي ذات الغالبية الشيعية، وذات التضاريس التي تمتلك فيها إيران وفرة من النفوذ السياسي و العسكري. على الرغم من تنوع الأعداء والحلفاء والمنافسين في العراق، فقد استخدمت إيران فراغ السلطة بعد زوال حكم «صدام حسين» لبناء شبكة من العلاقات السياسية والعسكرية في البلاد. لقد كانت استراتيجية إيران دائما في خلق الميليشيات الشيعية العراقية، والمعروفة باسم الحشد الشعبي، لتعكس قوتها الخاصة للحفاظ على توسيع نفوذ إيران في العراق. وحتى الآن، فإن بناء ما يعادل (الحرس الثوري) في العراق كان بعيد المنال، ولكن مصادر إيرانية أصبحت تتحدث عن الفكرة في كثير من الأحيان.

تحليل

النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط يبدأ مع المال والدعم العسكري الذي تقدمه للميليشيات في المنطقة، بما في ذلك حزب الله في لبنان والميليشيات في سوريا والعراق. هذه الميليشيات هي مصدر للقلق لدى منافسي إيران في المنطقة، وفي المقام الأول المملكة العربية السعودية وتركيا. وبعد تقارير وصور قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني «قاسم سليماني» ، في لقاء عقده مع القادة العسكريين العراقيين في الفلوجة، قال وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» إن «إرسال الوحدات الشيعية المسلحة الإيرانية إلى العراق أو تدريبهم في العراق أمر غير مقبول». حتى في العراق، يشعر الأكراد والسنة بالقلق من نفوذ المجموعات التي تعطي إيران نفوذا في السياسة في بغداد، في المقام الأول من خلال المجلس الأعلى الإسلامي في العراق بزعامة «عمار الحكيم»، ورئيس الوزراء الأسبق «نوري المالكي».

إيران تبحث عن فتح عظيم

في ضوء الاضطرابات السياسية في بغداد، ترى إيران أن فرصة زيادة نفوذها مواتية بالفعل في العراق من خلال بناء شبكة أكثر موثوقية في الأصول العسكرية والسياسية.

بتاريخ 5 مايو/أيار، أرادت إيران توسيع تعبئة الشيعة من أجل زيادة الدعم في العراق، حيث توجه ممثل المرشد الأعلى الإيراني «علي خامنئي» إلى خوزستان، محافظة إيرانية على الحدود مع العراق. وصرح نائب إيراني أن إيران في يوم 17 مايو/أيار قد أعطت التوجيه لتشكيل قوات الحرس الثوري في العراق بنفس أسلوب الحرس الثوري الإيراني.

النفوذ الإيراني في العراق

لكن العراق ليست إيران، والحرس الثوري لا يمكن تكراره بسهولة. تم تشكيل الحرس الثوري الإيراني في عام 1978 كرد على الجيش النظامي المدرب تدريبا جيدا في إيران. تم رسميا اعتماده بعد قيام الثورة الإسلامية في عام 1979 لحماية مباديء الثورة والحفاظ على موقف الحكومة الجديدة، محليا ودوليا. وقد تشكلت هويته في الثمانينيات خلال ثمان سنوات من الحرب بين إيران والعراق، عندما سعى الحرس الثوري الإيراني لتصدير أيديولوجية الثورة إلى الأراضي العراقية. وأخيرا، فقد اعتمد على فلسفة توجيهية لتشويه صورة الولايات المتحدة باعتبارها أكبر عدو لإيران. وجزء لا يتجزأ من تاريخ الحرس الثوري الإيراني أنه حتى بعد أن وقعت إيران على اتفاق نووي مع الغرب، ابتداء من التقارب البطيء الذي أعاد تشكيل السياسة الخارجية الإيرانية، فإن نظرته ومهمته بقيت على حالها.

وعلى الرغم من أن الميليشيات الشيعية في جميع أنحاء العراق لديها بالفعل الكم الكافي من الثقل السياسي، ومع الأعداد الكبيرة من مليشيات الحشد الشعبي التي مولت ودربت من قبل إيران، والتي تم بناء نماذج الكثير منها على شاكلة الهيكل الهرمي للحرس الثوري إلا أن إضفاء الطابع الرسمي لها على أنها القوة السياسية والعسكرية في البلاد من شأنه أيضا أن يعطي لإيران المزيد من النفوذ في بغداد. ومن هنا فإن طهران تجري محاولات مستميتة في هذا السياق. هذه الرغبة تنمو بشكل أكثر قوة خصوصا مع تدهور الوضع السياسي في العراق بين أنصار الإصلاحات الاقتصادية وأولئك الذين يستفيدون من النظام الحالي. ووفقا لمصادر ستراتفور، فإن كتائب الخراساني، التي تشكلت في عام 2013، هي أحد أبرز المرشحين لمحاكاة الحرس الثوري الإيراني.

انقسامات كبيرة

إن أبرز العوامل التي مكنت الميليشيات من كسب مكانة بارزة في العراق هي ذاتها التي تحد من قدرة إيران على إنشاء ميليشيا رسمية في البلاد: ألا وهو الجمود السياسي في بغداد.

السياسة العراقية هي بالفعل سياسة فئوية، ولكن الأكراد والسنة على وجه التحديد لديهم رغبة في منع زيادة نفوذ القوة المدعومة من إيران والصراع مع الميليشيات الأخرى، مثل سرايا السلام التابعة للزعيم الشيعي «مقتدى الصدر»، وكان الصدر مؤخرا أبعد ما يكون عن الحصول على الدعم الموثوق من قبل إيران رغم توافقهما في كثير من الأمر.

وهكذا، فإنه من المتوقع أن نشهد في بغداد صراعا مع الكتل السياسية والميليشيات الأقل ميلا لدعم خطط إيران.

وسيكون هذا صحيحا بشكل خاص فيما يتعلق بعامل آخر وهو منع إيران من إنشاء قوة أمنية أكثر تأثيرا في العراق:

تعاونت الفصائل الكردية والسنية على مضض مع الميليشيات الشيعية المحلية الممولة من إيران لمحاربة العدو المشترك المتمثل في «الدولة الإسلامية». ويبدو هذا التعاون مشرحا للاستمرار طالما تواصل «الدولة الإسلامية» السيطرة على الفلوجة والموصل والأجزاء الرئيسية الأخرى من الأراضي في العراق. ولكن معارضي ميليشيات الحرس الثوري قد يعيدوا تركيزهم قريبا على الجهود في إحباط أهداف إيران.

إن الحكم الكردي في كردستان العراق يسبب أيضا إزعاجا كبيرا للإيرانيين. تتعامل إيران مع تمرد على مستوى منخفض من نوعه من الأكراد في شمال غرب البلاد. ويمكن أن يشتعل هذا التمرد إذا كان الأكراد العراقيون يسعون بشكل أكثر للسيطرة في العراق. وفي أول تحد حقيقي في الأشهر الأولى بعد قيام الثورة الإسلامية، وضع الحرس الثوري الإيراني حدا للتمرد الكردي.

منذ فترة طويلة وإيران متورطة في العراق. وقد خلقت حالة عدم الاستقرار مؤخرا في بغداد فرصة أكبر لطهران في محاولة لممارسة قوتها. ولأن اثنين من أقدس المواقع في الإسلام الشيعي تقعان في جنوب العراق، فإن إيران منذ فترة طويلة تعتبر أجزاء من المنطقة ضمن تراثها التاريخي الخاص، كما أن معظم الثروة النفطية الإيرانية على مقربة من الحدود العراقية. ومع استمرار المعركة لانتزاع الفلوجة من «الدولة الإسلامية» على قدم وساق، فإن الجميع بما فيهم إيران يتطلعون إلى ما يمكن أن يحدث في المستقبل.

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية

العراق الحشد الشعبي الدولة الإسلامية إيران الحرس الثوري حيدر العبادي مقتدى الصدر ميليشيات شيعية

الميليشيات الشيعية في العراق تدافع عن نفوذ إيران في بغداد: «نحترم الولي الفقيه»

«الحشد الشعبي» قوة أكبر من الجيش العراقي على خطى الحرس الثوري الإيراني

الغرب يحذر «السعودية» من غزو «عراقي_ إيراني» مفاجئ ومن انتفاضة شيعية داخلية

«فورين أفيرز»: هل تسيطر إيران حقا على الميليشيات الشيعية في العراق؟

الرئيس السابق لـ«CIA»: الميليشيات الشيعية تمثل الخطر الأكبر على استقرار المنطقة

طهران تؤسس حرس ثوري عراقي على نهج الإيراني

مستشار قائد الحرس الثوري يتباهى بـ«نفوذ» إيران في اليمن ولبنان والبحرين والعراق

الحرس الثوري العراقي.. حلم النظام الإيراني بتصدير ثورته

إيران تبدأ بناء قواعد عسكرية قرب حدود السعودية والعراق بإشراف الحرس الثوري

حكومة إيرانية في بغداد!