قال وزير الدفاع العراقي «خالد العبيدي»، أمس السبت، إن الحفاظ على المدنيين من أهالي الفلوجة أصبح يثقل كاهل القوات الأمنية أكثر من قتال عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأضاف «وجود المدنيين داخل المدينة يشكل تحديا كبيرا؛ لأن الحفاظ على المدنيين أصبح يثقل كاهل القوات الأمنية أكثر من المعركة»، وفقا لموقع «سي إن إن» الأمريكي.
وتابع «هدفنا تحرير الفلوجة والحفاظ على أهلها المدنيين»، مشددا «نأمل أن ينزحوا ومن لا يستطيع فعليه البقاء في بيته، هذان الخياران أمام المواطنين لأن معركة الفلوجة يجب أن تحسم بأسرع وقت».
وذكرت وزارة الدفاع العراقية، في بيان لها، أن «العبيدي»: «وجه أهالي مدينة الفلوجة بضرورة الخروج إلى أماكن أمنة عبر ممرات خصصت لهم من قبل الجيش العراقي، أو البقاء في منازلهم لمن لا يستطيع المغادرة»، مؤكدة «أن الجيش العراقي حريص على أرواح المدنيين العزل الذين لا ذنب لهم».
من جانبه، اتهم«»عبدالملك السعدي»، أحد أبرز رجال الدين السنة في العراق، «الحشد الشعبي» بالعمالة لصالح إيران من أجل مهاجمة السنة.
وذكرت صفحة «السعدي» الرسمية، أنه خلال زيارته لمقر الهيئة العالمية للعلماء المسلمين بمكة، «نقل صورة عن وضع العراق المأساوي، وبخاصة ما يجري في الفلوجة وعلى أهلها الأبرياء المسالمين من قتل وإرهاب وترويع من قبل الحشد الشعبي والميليشيات الارهابية وعملائها في المنطقة المزروعين المدعومين من قبل إيران ليكونوا ذريعتهم لمهاجمة السنة وإثارة الفتنة الطائفية».
وفي سياق متصل، قال المتحدث الأمني لهيئة الحشد الشعبي، «يوسف الكلابي»، إن الهيئة «لن تقف مكتوفة الأيدي مقابل الاتهامات الباطلة ضد أبناء الحشد، وأنها ستقاضي المروجين لمثل هذه الاتهامات سواء كانوا إعلاميين أو سياسيين».
وعلى صعيد آخر، قال الفريق «رائد شاكر جودت»، قائد الشرطة الاتحادية، إن «القوات العراقية المشتركة على وشك اقتحام مركز الفلوجة، بعد اكتمال محاصرة المدينة من جميع الجهات لاستعادتها من تنظيم الدولة الإرهابي»، وفقا لـ«الأناضول.»
وأضاف «قوات الشرطة الاتحادية، وشرطة الأنبار، وجهاز مكافحة الإرهاب، والجيش ستقتحم مركز المدينة، خلال وقت قريب جدا (لم يحدده)، بعد إكمال تطويق المدينة من 4 محاور».
ومنذ بدء الحملة العسكرية لاستعادة الفلوجة قبل نحو 3 أسابيع، لم تتوغل القوات العراقية إلا في حي سكني واحد جنوبي المدينة.
وسعت القوات العراقية إلى عزل مسلحي «الدولة الإسلامية» داخل المدينة قبل اقتحامها، وقالت، أمس السبت، إنها نجحت في ذلك بعد استعادة منطقتي الصبيحات والفلاحات على ضفاف نهر دجلة، الذي يشكل الطرف الغربي للمدينة.
وشن «الدولة الإسلامية» هجمات عنيفة على القوات العراقية في محيط المدينة، بعد ساعات من خسارة المنطقتين.
وفي نفس السياق، قال مقدم في الجيش العراقي بالأنبار إن «13 عنصرا من القوات العراقية قتلوا مساء السبت، وأصيب 15 آخرين، بينهم ضابط، في هجومين لتنظيم الدولة شمال وجنوب الفلوجة»، مضيفا أن «الهجوم كان بواسطة انتحاريين وعناصر للتنظيم يحملون أسلحة مختلفة وصواريخ وقذائف هاون».
وتابع «التنظيم استولى على أسلحة وعتاد للقوات العراقية جنوبي الفلوجة، لكنه لم يتمكن من استعادة المناطق المحررة، وانسحب إلى مركزها بعد ذلك».
وقال مصدر عسكري آخر إن «جنديا قتل وأصيب 3 عسكريين آخرين مساء السبت، بينهم آمر (قائد) لواء 32 التابع للفرقة الثامنة، العميد الركن ماجد فزع، وذلك خلال مواجهات واشتباكات مع عناصر التنظيم غرب الفلوجة».
وكانت الكثير من المنظمات والهيئات السنية الإسلامية قد حذرت من «عمليات انتقامية» قد يرتكبها الحشد الشعبي، ضد المدنيين في الفلوجة، في حال مشاركته باقتحامها.